الثلاثاء 14-05-2024

بيان صادر عن لجنة فلسطين في رابطة الكتاب الأردنيين في ذكرى وعد بلفور

×

رسالة الخطأ

موقع الضفة الفلسطينية

بيان صادر عن لجنة فلسطين في رابطة الكتاب الأردنيين في ذكرى وعد بلفور

في مثل هذا اليوم في الثاني من تشرين ثاني 1917 ، أصدر وزير خارجية بريطانيا آنذاك آرنست بلفور وعده المشؤوم ، بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين ، على حساب الحقوق الوطنية والتاريخية للشعب العربي الفلسطيني ، ذلك الوعد الذي أقل ما يقال في وصفه" بأنه وعد من لا يملك لمن لا يستحق"
لقد شكل هذا الوعد الاستعماري الظالم ، بداية المخطط التآمري لاغتصاب أرض فلسطين وتهجير أصحابها الشرعيين العرب، من خلال مجازر التطهير العرقي وتسهيلات هجرة اليهود إلى فلسطين ، وتمكينهم من السيطرة على مساحات من أرض فلسطين ، وذلك عبر:
اولاً : صك الانتداب البريطاني على فلسطين، الذي تضمن الآليات اللازمة - التي جرى تنفيذها لاحقاً - لوضع الوعد موضع التنفيذ ، ولتحقيق إستراتيجية الحركة الصهيونية المقرة في المؤتمر الصهيوني الأول في بازل عام 1897 .

ثانياً : وعبر تواطؤ وتبعية عدد من الدول العربية لبريطانيا ، لوضع حد للثورة الفلسطينية آنذاك كما حصل في التآمر على الثورة الفلسطينية عام 1936 ، وللقبول بقرار التقسيم عام 1947 ، رغم رفض هذه الدول الشكلي له ، ما قدم خدمةً كبيرة للمشروع الصهيوني في فلسطين .
ورغم مرور 97 عاماً على ذلك الوعد المشؤوم ، الذي أرسى الأساس الظالم وغير الشرعي لهذا السلوك الاستعماري العنصري- بدعم غير محدود من الإمبريالية الأميركية- والذي كلف الشعب الفلسطيني معاناة اللجوء والتشريد ، ومئات الآلاف من الشهداء والجرحى والأسرى وما زال ، فإن بريطانيا والولايات المتحدة، لا تزالنا تمارسان ذات الدور الاستعماري البشع بحق الشعب الفلسطيني وتتنكران للحد الأدنى من حقوقه الوطنية المشروعة، ولا زالتا تلعبان ذات الدور التآمري والعدواني على الأمة العربية وقضاياها العادلة ، ولا تزال العديد من الدول العربية تواصل ارتهانها وتبعيتها لدول المعسكر الامبريالي وخدمة مشاريعه في الوطن العربي. .
تحل ذكرى وعد بلفور ، في ظروف تكالب المشروع الصهيوأمريكي في الوطن العربي المستند إلى أدوات اقليمية ، وخاصةً بعد أن تمكنت الادارة الأمريكية من احتواء ما يسمى بالربيع العربي وتحويله إلى خريف ، مشعلةً في بلدان أمتنا نار الفتنة الطائئفية والعرقية والاثنية مستخدمةً قوى الارهاب ، ناهيك أن هذه الادارة وأدواتها سعت وبشكل جدي ومن خلال أدواتها لتفريغ الانتصار التكتيكي الذي حققته المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة من خلال الاتفاق البائس لوقف إطلاق النار ، ومن خلال ما يسمى مؤتمر إعادة إعمار قطاع غزة الذي يجعل من هذا الانتصار مجرد مدخلات بدون مخرجات.
إن التعامل مع هذه الذكرى ، يشكل مناسبة لاستخلاص الدروس ، ووضعها موضع التطبيق وأبرز هذه الدروس :
أولاً: وضوح الرؤيا عند رسم الإستراتيجية ، بأبعادها السياسية والثقافية والنضالية ما يقتضي أن نقول بوضوح أن بريطانيا والولايات المتحدة ، رغم أنهما تندرجان في إطار " الآخر" ، إلا أنهما تصنفان في دائرة المعسكر المعادي للحقوق الفلسطينية وللقضايا العربية عموماً.
ثانياً : أن الطريق الوحيد لتحرير فلسطين ، هو طريق الوحدة الوطنية ، المستندة إلى العمق العربي وإلى المقاومة بكافة أشكالها ، بعد أن ثبت وبالملوس بؤس الرهان على خيار المفاوضات والتسوية عبر أوسلو" ،وواي ريفر ،وخارطة الطريق وأنابوليس ووادي عربة وكامب ديفيد وغيرها.
ثالثاً: أن فلسطين قضية عربية بامتياز، وليست قضية الشعب الفلسطيني وحده وهي جوهر الصراع العربي – الصهيوني، وأن مسؤولية تحرير فلسطين تقع على عاتق الأمة العربية جمعاء.
رابعاً: التأكيد على ثوابت الصراع مع العدو الصهيوني بأنه صراع وجود وليس صراع حدود وان سمة الصراع معه ، ومع المشروع الصهيوني في فلسطين والوطن العربي سمة تناحرية.

انشر المقال على: