الخميس 09-05-2024

بنود "التفاهم الاستيطاني" بين أمريكا واسرائيل * تمرير أنصاف حلول وتسهيل ادارة الصراع

×

رسالة الخطأ

موقع الضفة الفلسطينية

بنود "التفاهم الاستيطاني" بين أمريكا واسرائيل * تمرير أنصاف حلول وتسهيل ادارة الصراع

/ عشية اعلان وزير الخارجية الامريكية جون كيري عن استئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي، وقبل الجولات المكوكية التي قام بها الوزير الامريكي بين عمان ورام الله، من اجل اقناع الفلسطينيين باستئناف المفاوضات دون شروط مسبقة، والانخراط في عملية السلام بجدول زمني حددته واشنطن، بعيدا عن أية تواريخ مقدسة لانجاز الحلول.. كان كيري قد أنحز اتفاقا، أو ما يمكن تسميته بـ "التفاهم" بينه وبين رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو يتعلق بمسألة الاستيطان في الضفة الغربية والقدس الشرقية.
دوائر سياسية في أكثر من عاصمة كشفت طبيعة هذا التفاهم وبنوده، بين واشنطن وتل أبيب، وتقول أن هدف هذا التفاهم الاساسي هو منع خروج قطار السلام مبكرا عن مساره، في ضوء اصرار بنيامين نتنياهو على مواصلة البناء الاستيطاني وهو المكبل بقيود ائتلافية وتحديدا من جانب شريكه "البيت اليهودي" برئاسة نفتالي بينت، اضافة الى حالة الانجراف الكبير نحو أقصى اليمين التي يعاني منها الليكود، وأيضا خلق التوافق المطلوب بين احتياجات عملية السلام، والاستجابة للحليف الامريكي مع عدم الرغبة في التصادم مع الرئيس باراك أوباما، وفي نفس الوقت عدم الرغبة في انهيار الائتلاف.. لهذه الاسباب ، تضيف المصادر ، جاءت هذه التفاهمات التي تعتبر السبب الرئيس للرد الامريكي المتواضع على خطوات البناء الاستيطاني التي أعلنتها حكومة نتنياهو عشية الجولة الثانية من المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي، ومن بنود هذا التفاهم:
ـ البند الأول: أن اسرائيل ستواصل البناء الاستيطاني بشكل اعتيادي، وبدون أية قيود، في جميع الكتل الاستيطانية الضخمة بالضفة الغربية التي تعتبرها اسرائيل جزءا منها، في أي اتفاق يوقع مستقبلا مع الفلسطينيين.
ـ البند الثاني: البناء في مناطق القدس الشرقية، أي في المستوطنات التي يعتبرها الجانب الفلسطيني مقامة على اراضي العام 1967، وبدون أية قيود بما فيها مستوطنات، كمستوطنة جيلو وبسجات زئيف وهار حوما "جبل ابو غنيم". ومستوطنات أخرى في القدس.. لكن، وكما جاء في هذا البند، دون اقامة احياء استيطانية جديدة طوال فترة المفاوضات التي من المتوقع أن تستمر لتسعة أشهر.
ـ البند الثالث، وينص هذا البند على أن بعض المستوطنات المقامة في محيط القدس، ومحسوبة أو مصنفة من أراضي الضفة الغربية،لكن، اسرائيل تعتبرها جزءا مهما في توفير الحماية للمدينة، وعمقا للتمدد والتوسع الاستيطاني مستقبلا، هذه المستوطنات ينطبق عليها ما ينطبق على الكتل الاستيطانية الضخمة، بمعنى أن العمل سيستمر في محيطها وبداخلها من أجل ربطها بصورة أكثر تشابكا مع القدس.
وترى هذه الدوائر أنه في ضوء هذه التفاهمات بين أمريكا واسرائيل، فان أي حديث عن بناء استيطاني اسرائيلي في زمن المفاوضات، وتأثيات ذلك السلبية، هو أمر غير صحيح، فعمليات البناء تقتصر على الكتل الاستيطانية الضخمة، واما بالنسبة للقدس ومحيطها، فان اسرائيل ترفض أية قيود على هذا البناء الاستيطاني، وهو ما لم تحاول الولايات المتحدة الضغط على اسرائيل بشأنه، بسبب حاجتها لاستئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي بأسرع وقت ممكن.
واستنادا الى دوائر دبلوماسية ، فان الولايات المتحدة تسعى الى تمرير أنصاف الحلول بين اسرائيل والفلسطينيين، وهي تسعى أيضا الى استغلال الفترة الراهنة، سواء من الناحية الداخلية في الساحتين الفلسطينية والاسرائيلية، أو على المستوى الاقليمي لتمرير الحلول المنقوصة التي لن تنهي الصراع، لكنها، ستساهم في تسهيل مهمة ادارة الصراع.
وتقول هذه الدوائر أن نتنياهو يدرك حقيقة ذلك، ويدرك أن أمريكا ترغب في احداث ضجة فارغة من خلال عملية السلام لتحقيق بعض الأهداف المرتبطة برؤيتها لمستقبل الشرق الاوسط، وهنا، تضيف الدوائر ذاتها، بأن نتنياهو لن يستطيع حتى تمرير أنصاف الحلول التي تسعى اليها أمريكا في ظل التركيبة الائتلافية الحالية، مما سيفتح الباب لتغييرات داخل الائتلاف ومن غير المستبعد أن تصل الامور الى طريق مسدود واجراء انتخابات مبكرة، غير أن هذا السيناريو ما زال بعيدا، ويحتاج الى بعض الوقت كي ينضج، أما بالنسبة للساحة الفلسطينية فمن غير المعروف فيما اذا كانت السلطة الفلسطينية قادرة على التعامل مع انصاف الحلول التي يؤمن بها كيري رئيس الدبلوماسية الامريكية ويدعو اليها.
أما بالنسبة للمستوطنات المعزولة، وتعتبر نقطة خلاف حقيقية مع الجانب الفلسطيني، فحسب التفاهم الامريكي الاسرائيلي لن يكون هناك أي بناء فيها، فالبناء معطل ومجمد في الدوائر الاسرائيلية ذات العلاقة والمرتبطة بوزارة الدفاع ومكتب رئيس الحكومة

انشر المقال على: