الثلاثاء 14-05-2024

بلال كايد- ملحمة في مسيرة جنرالات الملح والصبر...!

×

رسالة الخطأ

نواف الزرو

بلال كايد- ملحمة في مسيرة جنرالات الملح والصبر...!
*نواف الزرو

في محطات المسيرة الاعتقالية الاكبر في التاريخ الحديث، وفي قلب معسكرات الاعتقال الصهيونية وخلال عقود اعتقالهم في الزنازين والغرف الانفرادية، خاض الاسرى الفلسطينيون اضرابات مفتوحة عن الطعام في مواجهة مخططاتهم الرامية الى دفنهم احياء في غياهب الزنازين..!
فهاهو المناضل البطل بلال كايد يواصل مسيرة الابطال في معتقلات الاحتلال في اضراباتهم المفتوحة عن الطعام، ويسجل –حتى اليوم- سبعين يوما من الاضراب المفتوح عن الطعام، ويسطر ملحمة جديدة في مسيرة جنرالات الملح والصبر في معتقلات الاحتلال الصهيوني.
وكان الأسير الفلسطيني الصحفي محمد القيق، قد خاض ايضا اضرابا عن الطعام استمر لمدة 93 يوما، الى ان تم الاتفاق على الإفراج عنه يوم 21 مايو/ أيار /2016. وكذلك الأسير محمد علان الذي سجل اضرابا عن الطعام استمر 65 يوما الى ان اقر قضاة المحكمة العليا بوقف الاعتقال الإداري بحقه. وقبله سطر الصحافي الأسير محمد القيق الذي واجه خطر الموت اضراباعن الطعام استمر 64 يوماً ، وفي تموز /2015 انهى الشيخ المناضل الاسير خضر عدنان اضرابه المفتوح عن الطعام الذي استمر ستة وستين يوما، سجل فيه ملحمة نضالية فريدة في تاريخ نضالات الحركة الاسيرة الفلسطينية..وكذلك الأسيرة المحررة هناء الشلبي التي اعتقلتها قوات الاحتلال، اعلنت بدورها إضرابا عن الطعام احتجاجا على اعتقالها دون سبب، وتحويلها إلى الاعتقال الإداري لمدة 6 شهور. وقبلها، وعلى مدى اكثر من اربعة اسابيع كاملة على التوالي واصلت الاسيرة الفلسطينية نورا محمد شكري جابر إضرابها المفتوح عن الطعام والذي خاضته احتجاجا على التمديد السابع لاعتقالها الإداري- 2008-01-12 ، وقد اعتقلت نورا البالغة من العمر 37 عاما من عقبة تفوح في مدينة الخليل من بيتها منذ 15 شهرا واحتجزت في ظروف اعتقالية قاسية عدة أسابيع قبل ان تحوّل إلى الاعتقال الإداري دون ان تتضح ذرائع اعتقالها ،فلم توجه لها أي تهمة حتى الآن، ونورا أم لستة أطفال و زوجة الأسير محمد سامي الهشلمون المعتقل في سجن النقب الصحراوي منذ أيلول 2006 الذي يغوص أيضا في دوامة الاعتقال الإداري.
وقبل ذلك، وباعلانهم إلاضراب المفتوح عن الطعام -الأربعاء– 4/7/2010 - خاض الأسرى الفلسطينيون وفق الاحصاءات الفلسطينية نحو اثنين وعشرين اضرابا رئيسيا عن الطعام في مواجهة اجراءات القمع والتنكيل والالغاء التي تمارسها ضدهم مصلحة السجون الاحتلالية.
وجاء هذا الاضراب الكبير في عشرة معتقلات احتلالية ضمن المشروع النضالي الذي يخوضه الأسرى في معسكرات الاعتقال الجماعية.
وبعد ذلك، وفي الربع الاخير من ايلول/2011، أعلن نحو 6000 أسير عشية الذكرى الحادية عشرة للانتفاضة الثانية، إضرابا مطلبيا متدرجا عن الطعام منضمين بذلك إلى 200 من أسرى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بدؤوا قبلهم بيومين إضرابا مفتوحا مماثلا، ضمن معركة عنوانها إنهاء سياسة العزل الإنفرادي واحتجاجا على الإجراءات العقابية التي تفرضها إدارات السجون الاسرائيلية، وعم الإضراب بشقيه التحذيري المتدرج والمفتوح، 22 سجنا ومعسكر اعتقال ومركز توقيف احتلاليا .
ومع هذا الاضراب المفتوح عن الطعام الذي اعلنوه في السابع والعشرين من ايلول-سبتمبر الماضي/2011، والذي علق يوم الاثنين/2011-10-17 بعد ثلاثة اسابيع كاملة، وفق ما اعلن وزير شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع/ 17/10/2011"، يصل عدد اضراباتهم التاريخية الى ثلاثة وعشرين اضرابا.
ثلاثة وعشرون إضراباً مفتوحاً عن الطعام حتى الموت خاضها آلاف الأسرى الفلسطينيين في سجون ومعتقلات الاحتلال منذ أن وقعت الضفة الغربية وقطاع غزة في أسر الاحتلال الإسرائيلي عام 1967 .. يضاف إليها مئات الاضرابات الامتناعية والعصيانية وأشكال الاحتجاجات الإنسانية المختلفة الأخرى ..
يطلقون على الاضرابات هناك في فلسطين تارة "رحلة الموت والجوع"، ويطلقون عليها طوراً"رحلة الملح والجوع"، بينما يطلقون عليها تارة ثالثة"معارك الأمعاء الخاوية"، ويطلقون عليها أحياناً "انتفاضات الحركة الأسيرة الفلسطينية" .
وهم، يجمعون كلهم على امتداد سجون ومعسكرات الاعتقال الاحتلالية على :
" نعم للجوع ... ولا .. ألف لا للركوع "
وكأن لسان حالهم يقول دائماً :
"سنصبر حتى يعجز كل الصبر عن صبرنا " ..
وينشدون كلهم ايضا مع معين بسيسو:
"نعم لن نموت، نعم سوف نحيا
ولو أكل القيد من عظمنا
ولو مزَّقتنا سياط الطغاة
ولو أشعلوا النار في جسمنا
نعم لن نموت، ولكننا
سنقتلع الموت من أرضنا"
وكانوا يحضرون دائماً الجسد والروح لخوض رحلة الجوع الطويلة ..
فتحولوا إلى "رجال ملح وصبر خجلت الأسطورة من صمودهم التاريخي" كما وثق عيسى قراقع رئيس نادي الأسير في خلاصة قراءته لكم هائل من التقارير والنشرات والدوريات التي تتحدث عن معاناة الحركة الأسيرة الفلسطينية، ويقول قراقع:" لقد أدرك قادة إسرائيل الإنجازات التي حققها الأسرى الفلسطينيون بتضحياتهم ومعاناتهم خلال سنوات طويلة، ولذلك فالحرب من وجهة نظرهم هي حرب على الوطنية الفلسطينية، وعلى الوعي الوطني الفلسطيني".
وللأسرى الفلسطينيين القدامى "قصص وحكايات طويلة، وإن خُطت على ورق ستملأ عشرات المجلدات، فلكل أسير منهم أم لها دموع ذُرفت لتكتب بها عشرات القصص، وأشقاء فرقتهم الأسلاك الشائكة ومزقت أوصالهم جدران السجون، وللأسرى أصدقاء وجيران اشتاقوا لرؤيتهم وعانوا من فراقهم، وللأسرى أطفالاً تُركوا دون أن يستمتعوا بحنان آبائهم ودفء أحضانهم، وكبروا واعتقلوا ليلتقي الآباء الأسرى بأبنائهم خلف القضبان، كما هي حالة الأسير أحمد أبو السعود الذي ترك ابنه طفلاً ليلتقيه بعد عشرين عاماً في الأسر-
كما يوثق عبدالناصر فروانه الباحث في شؤون الاسرى".
يجمع الفلسطينيون هناك على "إن سنوات الأسر الطويلة لم ولن تكسر إرادة الأسرى ولن تفت من عزائمهم، فبعد كل هذه السنوات الطوال يظل الأسرى عنوانا للصمود والتحدي وتنتصر إرادتهم على سجانيهم".
ولا يسعنا نحن في الخارج الفلسطيني الا ان ننحني تقديرا واجلالا، وربما خجلا ايضا ام هذه القامات النضالية الاسطورية من بلال الكايد مرورا بعدد كبير من الاسرى الابطال وليس انتهاء عنده....انه ايضا صراع وجود وكيان في معتقلات الاحتلال الصهيوني.

انشر المقال على: