انطلاق أعمال مؤتمر دولي للأسرى الأطفال في سجون الاحتلال
انطلقت اليوم الأربعاء، أعمال مؤتمر الأسرى الدولي الثالث، تحت عنوان "الأطفال الفلسطينيون وسياسات الاعتقال الاسرائيلية" في مدينة رام الله وسط الضفة المحتلة.
وتُنظم المؤتمر الذي يستمر حتى مساء غدٍ الخميس، كل من؛ "هيئة شؤون الأسرى والمحررين"، ونقابة المحامين الفلسطينيين و"نادي الأسير" الفلسطيني و"الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال"، وبحضور ممثلين عن مؤسسات دولية حقوقية.
وأفاد رئيس "هيئة شؤون الأسرى والمحررين"، عيسى قراقع، بأن هذا المؤتمر يأتي في ظل حالة قلق تنتاب الفلسطينيين جرّاء استفحال الاحتلال باستخدام سياسات تنكيلية تستهدف الأطفال.
وقال قراقع في كلمة له خلال المؤتمر، إن سياسات الاحتلال وانتهاكاته بحق الأطفال تنوعت بين الاعتقالات والإعدامات الميدانية، مشيرًا إلى أن ذلك يترك آثارًا مدمّرة وخطيرة على مستقبل الأطفال وأسرهم والمجتمع الفلسطيني بشكل عام.
وأوضح أن معدّل حالات الاعتقال بحقّ الأطفال وصل لقرابة 2000 حالة العام الماضي (2016)، فيما كان عددهم في عام 2015 نحو 200 حالة.
وأشار قراقع، إلى أن سلطات الاحتلال تفرض سياسات انتقامية ضد الأطفال؛ كالأحكام العالية والحبس المنزلي والإبعاد عن مكان السكن، علاوة على القوانين التعسفية الإسرائيلية بحقّ الأطفال.
ودعا إلى تجميد كافّة اتفاقات الشراكة التجارية والأمنية مع الاحتلال، كعقوبة للجرائم التي يرتكبها بحقّ الشعب الفلسطيني، لا سيما الأطفال، مطالبًا بتحريك آليات المحاسبة القانونية الدولية لـ"إسرائيل".
بدوره، قال رئيس "نادي الأسير الفلسطيني"، قدورة فارس، إن دولة الاحتلال دأبت وبشكل ممنهج ومخطط له على أعلى مستوياتها على انتهاك كافة الاتفاقيات والمعاهدات والمواثيق والقوانين والقرارات الدولية.
وشدد خلال مداخلة له في المؤتمر على أن ما يسمى "الجهاز القضائي" في دولة الاحتلال تحول إلى ذراع لقمع وقهر الأسرى وإضفاء الشرعية على الإجراءات التي طالت الأسرى والأسيرات بكافّة فئاتهم.
وأضاف فارس: "دولة الاحتلال لم تستثنِ أحدًا من إجراءاتها القهرية التي تتناقض بشكل صارخ مع القانون الدولي".
وتابع بالقول "دولة الاحتلال تمارس سياسات ممنهجة بحق الأسرى، تهدف إلى خلق جيل محبط ومشوه ومثقل بهموم وذكريات مؤلمة، سعيًا منها لضرب الأسرة والمجتمع الفلسطيني".
وطالب نقيب المحامين الفلسطينيين، حسين شبانة، بتبني قضايا الأسرى، والعمل مع الشركاء لاستخراج رؤية نضالية موحدة من أجل أكبر حملة دولية للتضامن مع الأسرى في سجون الاحتلال، وصولًا إلى الحرية.
ودعا شبانة في كلمة له، القوى الوطنية والمؤسسات للحوار وصياغة خطة قابلة للتحقيق بعيدًا عن أية اجتهادات أو أخلاقيات سياسية، لافتًا إلى أن قضية الأسرى تشكل موضوع إجماع وطني وتلقى التضامن والدعم من كل الشرفاء في العالم.
من جانبها، أوضحت الناشطة البريطانية في حملات مقاطعة البضائع "الإسرائيلية"، بيتي هانز، أن على جميع الحقوقيين القيام بجهد أكبر لوقف المعاملات والإساءة "الإسرائيلية" المهينة التي يتعرّض لها الأسرى الفلسطينيون عامة، والأطفال خاصة.
ودعت العالم إلى الاطّلاع أكثر على حياة الفلسطينيين والقمع الذي يتعرضون له، متسائلة: "كيف يتم رؤية هذه الجرائم دون أن يهتم أحد لأمر الأطفال في فلسطين؟!".
وطالبت الناشطة البريطانية، المجتمع الدولي بلجم "إسرائيل" وأن لا يبقى صامتًا حيال ما يحدث، خاصة وأن هناك عدد كبير من الأطفال قد تم اعتقالهم والتنكيل بهم.