انتخابات التجديد الأمريكية: سباق في حب "إسرائيل"
برز الكيان الصهيوني كلاعب أساسي في الانتخابات الأمريكية، حيث قالت وكالة الأخبار اليهودية " JTA" أن الصراع في الانتخابات التجديدية الأمريكية التي تجري حاليا منافسة شرسة فيها، ينصب على إظهار كل طرف أن الطرف الآخر هو الأسوأ بالنسبة "لإسرائيل".
ورغم ظهور انتقادات ديمقراطية للكيان الصهيوني، إلا أنها لم تتعد انتقاد بعض سياسات حكومة نتنياهو من باب الخشية على أمن "إسرائيل" وسلامة "ديمقراطيتها".
وقال عضو الكونغرس الجمهوري المرشح لمنصب حاكم ولاية فلوريدا رون ديزانتيس ان سجل منافسه الديمقراطي لايرتقي لسجله بالنسبة "لإسرائيل". وبدوره قال أندرو غيلمور رئيس بلدية تالاهاسي عاصمة فلوريدا والمرشح عن الحزب الديمقراطي، أن منافسه يستخدم ألفاظا عنصرية ويتهمه بأنه معاد "لإسرائيل" في محاولة لانتزاع الأصوات اليهودية، وصلت لحد وصف المرشح غيلوم بأنه قرد بسبب لونه الأسود. بينما يرتبط تالاهاسي وأصدقائه بجماعة القوميين البيض الذين يعلنون التفوق القومي مستثنين الأقليات واليهود على حد سواء.
ولا يقتصر الأمر على فلوريدا حيث يميل معظم الناخبين اليهود للتصويت للديمقراطيين، بل يمتد النزاع إلى نيويورك وفرجينيا وتكساس ومينيسوتا وهي ولايات تعتبر متعصبة "لإسرائيل".
يسعى جميع المرشحين للاستحواذ على تأييد الأصوات اليهود وجمعياتهم والحصول على المنح المالية ويشار إلى أن حوالي نصف دزينة من المرشحين الديمقراطيين وحهوا انتقادات "لإسرائيل" وخصوصا حول أنه "لاينبغي القول أن وجودها يتحدد كدولة يهودية".
طبعا مازال الديمقراطيون يعلنون بشدة موالاتهم للكيان الصهيوني ولكن سنوات من التوتر بين إدارة أوباما وحكومة رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو أدت إلى وجود استعداد لدى قطاعات من الديمقراطيين لتوجيه انتفادات علنية للحكومة "الإسرائيلية" وسياساتها وصولا إلىترشيح مرشحة من أصل فلسطيني تقول أن "إسرائيل" لاتستطيع تعريف نفسها كدولة يهودية، وهو أمر لم يكن ممكن الحدوث في الوسط الديمقراطي قبل عشر سنوات مثلا.
على الجانب الجمهوري، لم يرفض ترامب بل رحب أحيانا بدعم القوميين البيض الذين لايعتبرون مؤيدين جديين للكيان، وتقرب ترامب من هؤلاء قفي محاولة للتصدي للنظرة العالمية لدى الديمقراطيين، ما جعله يتهم بتأييد أصوات عنصرية.
إحدى النقاط المستخدمة ضد غيلوم أنه أسود البشرة وبنفس الوقت لا يقدم دعما مجانيا للكيان الصهيوني وهو قال "يجب أن نقاطع دولة إسرائيل ونبعدها عنا ونعاقبها".
أيضا يدعم غيلمور مجموعة الحلم وهي مجموعة ناشطة سوداء تدعم إصلاح التعليم والسجون، وأيضا أيدت المقاطعة وسحب الاستثمارات من وفرض العقوبات على "إسرائيل".
وقال غيلوم أن "تعليق القرد" قال كل شيء." وأضاف " أنا أسود لقد كنت أسود طوال حياتي. بقدر ما أعرف أنني سأموت أسود ".
وفي مينيابوليس، إيلهان عمر المرشحة الديمقراطية من أصل صومالي سبق لها أن دعت مجلس النواب لتصنيف "إسرائيل" كـ "نظام الفصل العنصري".
وفي سياق متصل اتهم مرشح جمهوري مرشحة الحزب الديمقراطي في ولاية فرجينيا ليزلي كوكبرن بأنها "معادية للسامية" حيث شككت في كتاب نشر عام 1991 في العلاقة بين الولايات المتحدة و"إسرائيل" بدورها ردت على الهجوم باتهام منافسها كوري ستيوارت بأنه يرتبط مع القوميين البيض.
وفي الدائرة الانتخابية ال19 في نيويورك، انتقد المرشح الجمهوري جون فاسو هذا الأسبوع منافسه الديمقراطي في منطقة شمال الولاية و تشمل كتسكيلس وادي هدسون، أنطونيو ديلغادو، بأنه يكرر "مزاعم" أن "إسرائيل" تقوم باخضاع الفلسطينيين وأنهتا ليست "الديمقراطية اليهودية" حيث قال ايضا "أنا ملتزم بحل الدولتين - دولة يهودية لإسرائيل ودولة فلسطينية ذات سيادة - لأنه هو السبيل الوحيد لإسرائيل لتحقيق طموحات خاصة بها لتبقى ديمقراطية يهودية للأجيال القادمة ".
وقال انطونيو دلغادو في حوار مع فاسو "لقد أصبح واضحا لي أن كون المرء مؤيدا لإسرائيل يعني أن يكون مؤيدا للسلام لكنني أيضا مناصرة للديمقراطية"..
المرشح الديمقراطي للحصول على مقعد مجلس النواب في ولاية نيويورك واجه انتقادات من منافسه الجمهوري هذا الاسبوع بسبب تصريحاته التي شكك فيها في قدرة "إسرائيل" على البقاء ديمقراطية في حين أنها تبني المستوطنات اليهودية بين الفلسطينيين.
ويعتبر السباق بين أنطونيو دلغادو والنائب الحالي جون فاسو في نيويورك، واحدا من أشد السباقات في البلاد، حيث يعتبر المقعد حاسما للديمقراطيين الذين يسعون إلى على مجلس النواب و يشكل السكان اليهود أكثر من تسعة في المائة من منطقة نيويورك ، التي تمتد على وادي هدسون.
من المعروف أن زوجة ديلغادو وأولاده يعتنقون اليهودية، وفي بيان صدر بلعد المناظرة شدد على التزامه الديمقراطي "بإسرائيل" دون التراجع عن انتقاده لسلوك الحكومة. مستدركا أن لديه ارتباطا شخصيا وعائليا عميقا بدولة إسرائيل". "بصفتي عضوًا في الكونغرس ، سأفعل كل ما في وسعي لضمان أن الأمن مضمون لإسرائيل، وهو أيضًا في مصلحة أمريكا الوطنية بشكل كبير".