السبت 20-04-2024

الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل تخشيان من هزيمة داعش والنصرة وأخواتهما في الوطن العربي

محمد خضر قرش – القدس

الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل تخشيان من

هزيمة داعش والنصرة وأخواتهما في الوطن العربي

     محمد خضر قرش – القدس

الخطط الأميركية الإسرائيلية فيما يتعلق بالوطن العربيوخاصة بعد العدوان الأميركي على العراق عام 1991 كانت تقضي بإيجاد تنظيمات إرهابية مثل داعش والنصرة واخواتهما تعيث في الأرض العربية فسادا وارهابا وتخريبا وتدميرا للبنية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية مستفيدة من ديكتاتورية وفساد مؤسسة النظام العربي الرسمي ورفضهاالتداول السلمي للسلطة من خلال نشر الديمقراطية وإطلاق الحريات العامة وانشاء منظومة وطنية للدفاع عن الأرض العربية والمصالح القومية بالدرجة الأولى. لذلك فقد سعت الولايات المتحدة الأميركية بل وعملت بالتعاون والتنسيق الكامل مع العديد من الأنظمة العربية الأوتوقراطيةوالتي تمتاز بدرجة عالية من العشائرية والبداوة والتخلف والجهل والتي جُلَ ما تبغيه هو البقاء في السلطة لخدمة اهداف الولايات المتحدة الأميركية والغرب عامة وفي مقدمة ذلكالأهداف الإسرائيلية على وجه الخصوص.وعليه فأن الحلف الشيطاني المشار إليه سعى على الدوام لتدعيم وتسليح وتجنيد كل المرتزقة والإرهابيين من كل الجنسيات تحت شعارات إسلامية زائفة ونقلهم إلى الدول المؤثرة على جوهر الصراع في المنطقة أو التي تختزن في جوفها ثروات طبيعية هائلة سيكون لها تأثير كبير على مصادر الطاقة في المستقبل بما في ذلك بقاء الدولار الأميركي كعملة تقاص أو وحدة حساب دولية أوإلى الدول التي تتبوأ موقعا استراتيجيا هاماكاليمن والعراق وسوريا ومصر وليبيا.وقد تجنبت الولايات المتحدة الأميركية حتى الان على الأقل،من نقل الفتن والفوضى الخناقة إلى الدول الموالية والمتعاونة والمتحالفة معها سياسيا واستراتيجياوالمتكونة بمعظمها من الأمراء والشيوخ،لذا فقد عملت وبكل قوتها وبتمويل من الدول النفطية بالدرجة الأولى لتدمير البنية الاقتصادية والثقافية والاجتماعية العربيةومحاولة وأد فكرة القومية العربية ونشر الفتن المذهبية والطائفية والعرقيةوفي مقدمة ذلك تفكيك المؤسسات العسكرية والاقتصادية للمنظومة العربية وتخريبها وإرجاعها عشرات السنين الى الوراء وجعل الأمن القومي العربي مكشوفا بالكامل لإسرائيل وغيرها. ولتحقيق ما سلف قامت بتدريب المجموعات الإرهابية ونقلها إلى الدول المستهدفة وبناء معسكرات لهم في الوطن العربي وخاصة في الدول التي كان لها باع طويل في مقاومة ومقارعة الاستعمار القديم والتي خاضت جولات عديدة من الحروب ضد إسرائيل (سوريا ومصر) أو التي سجلت فيها المقاومة الوطنية والإسلامية انتصارات نسبية ملموسة في العقود الأربعة الماضية (لبنان كمثال).لذلك فقد سعتلإقامة معسكراتلكل المنظمات الإرهابية ودعمها لأطول فترة زمنية ممكنة لتمكينها من السيطرة على مساحات واسعة من الأرض العربية تمهيدا لتقسيمها ولكي يتسنى لها إعادة ترتيب المنطقة وابتزاز بقية الدول العربية التي لا تبايعها ولا تتوافق مع مصالحها أو تفعل ما يتعاكس معها كأن تصادق وتتحالف مع كل من يعاديها أو يعادي إسرائيل (سوريا على سبيل المثال).وبدون الإطالةفإن الولايات المتحدة الأميركية استخدمت المجموعات الإرهابية (داعش والنصرة واخواتهما) لتحقيق غايتها دون أن تنسى كالعادة مصالح حليفتها الاستراتيجية إسرائيل، وإزاء ذلك فهي:

1- عملت وخططت وأشرفت على تدمير البنية الاقتصادية والمؤسسات السياسيةوالعسكرية التي تولتها المجموعات الإرهابيةبالإضافة للعمليات الانتحارية ضد المدنيين الذين ينتمون لمذاهب وطوائف مختلفة، بغرض تسعير حدة المواجهة المذهبية وجعل إمكانية وحدة الشعب الواحد مستحيلة، العراق وسوريا ولبنان ومصر واليمن نماذج ساطعة.

2- ابتزاز بعضالدول العربية واستمرار الضغط عليها للسير في ركابها والبقاء على العلاقة مع إسرائيل والتطبيع معها بغض النظر عن سلوك وممارسات الأخيرة من خلال العمليات الإرهابية داخل هذه الدول والتي لا تخرج عن أسلوب الوخز بالإبر بين فترة وأخرى (الأردن مثال صارخ).

3- الولايات المتحدة الأميركية تدرك مدى هشاشة وضعفالنظام العربي الرسمي واستعداده لدفع الثمن مقابل بقاء الأمراء والشيوخ في سدة الحكم، ولكونها لا تستطيع الدفاع عن نفسها فقد تحولت داعش والنصرة إلى أدوات للتخويف بيد الولايات المتحدة ضد الدول الخليجية التي مولت كل تكاليف نقلهم والمستلزمات المصاحبة لذلك. وقد استدعىذلك قيامها بدفع مبالغ مالية هائلة عوضا عن التحكم بأرصدتها وقبولها للقيامبالطعن المنتظم في ظهر النظام العربي بالإضافة إلىرضوخها للتوقيع على معاهدات طويلة الاجل وتمويل إقامة القواعد العسكرية والتطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي وتغيير مناهجها التعليمية لتتوافق مع الرؤيا الأميركية الحالية والمستقبلية والمصالح الإسرائيلية. (دول الخليج أمثلة جلية).

4- الانظمة العربية الرسمية واهمة جدا وغبية إذا اعتقدت للحظة أو ثانية واحدة بأنها ستكون أقرب وأعز وأغلى لدى الولايات المتحدة الأميركية من نظام شاه إيران السابق والرئيس بينوشيت في تشيلي وماركوس في الفلبين والنظام العنصري السابق في جنوب افريقيا والامبراطور هيلاسياسي في الحبشة (اثيوبيا) ونظام فيتنام الجنوبية. لقد تخلت عن كل هؤلاء وغيرهم كثير مما قدموا خدمات غير عادية وطويلة الاجل لها وتركتهم يواجهون مصيرهم المذل والمخزي بل ولم تستقبل العديد منهمفي أراضيها بعدما ثار الشعب عليهم.ولعل من المفيد الإشارة هنا لماذكره أحمد أبو الغيط في مذكراته نقلا عن حسني مبارك قوله (المتغطي بالأمريكان عريان) هكذا بالنص علما بان مبارك قدم خدمات كبيرة جدا للولايات المتحدة الأميركية لا يمكن تقديرها بثمن ورغم ذلك تركته يواجه مصيره المذل والمهين.

5- الولايات المتحدة الأمريكية ومع بداية انكشاف علاقتها بحركتي داعش والنصرة وغيرهما من المنظمات الإرهابية وخاصة بعد سلسلة الانتصارات التي حققها الجيش السوري وإيران وروسيا وحزب الله ضدها بدأتبإخلاء المجموعات والعناصر الموالية لها من ميدان القتال حيث أوردت وكالات الانباء والمصادر الميدانية العديدة مشاهدتها لطائرات الهليكوبتر الأمريكية وعلى مدى ثلاثة أيام متتالية بنقلهم إلى أماكن بعينها لحمايتهم أولا من الوقوع في الأسر وثانيا لاستخدامهم في ساحات عربية أخرى، لم يحن الوقت لفتح القتال فيها بعد.

6- فالمسلسل الأمريكي"السلالةDynasty" الممل والطويل لم يعد يجذب المشاهدين بعد نحو سبع سنوات من القتل والتدمير والتخريب، فقد ملته الأغلبية العظمى من المشاهدين العرب والأجانب،خاصة بعد أن خرجت من الدول الأوروبية أصوات جريئة وشجاعة تطالببوضع حد لاستمرار عرض هذا المسلسل البايخ.

7- من هنا فان أكثر ما تخشاه وتتخوف منه الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل معا هو هزيمة داعش والنصرة لأنها ستميط اللثام عن حقيقة التحالف الشيطاني بين الأطراف الثلاثة وخاصة أنه وبعد السنوات السبع العجاف التي مرت على الوطن العربي لم تقم داعش والنصرة بأي عملية إرهابية في كلا الدولتين على الاطلاق، كما ان إسرائيل فتحت مستشفياتها لعلاج الإرهابيين الجرحى وقام العديد من قياداتها بزيارات علنية وسرية لإسرائيل.

8- وليس من المبكر القول بأن القوات الخاصة الأمريكية هي من ستتمكن من القاء القبض على ابي بكر البغدادي وبقية القيادات الإرهابية بغرض ضمان التعتيم الكامل على العلاقة القائمة بين المجموعات الإرهابية والولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل. فالبغدادي وغيره كانوا جميعا معتقلين في سجن أبو غريب وتم تهريبهم على طريقة الأفلام الأمريكية.

فالعراق كما ليبيا صُلِطت عليهما مجموعات إرهابية من اللصوص المدربين على يد خبراء الإرهاب الأمريكيين والذين ليس لهم علاقة لا بالحضارة ولا بالمدنية ولا بالسياسة ولا بالعلاقات العامة ولا بالحكم همهم الوحيد الاستيلاء والسطو على الثروات الطبيعية الهائلة المختزنة في جوف أرضهما وتدمير البنية التحتية فيهما.وعلى نفس المنوال يجري وبأشراف نفس الخبراءتجزئة سوريا وتدمير اقتصادها بسبب موقعها الاستراتيجي المؤثر على الصراع في المنطقة.أما فيما يتعلق بمصر فإن المجموعات الإرهابية لم تتمكن بعد من تحقيق أي نجاح يعتد به على الرغم من القيام بعملية إرهابية هنا أو هناكأما بالنسبة الى اليمن فبالإضافة إلى المجموعات الإرهابية فقد أوكلت مهمة تدمير الحضارة اليمينة إلى دول بعينها لم تطلق بحياتها طلقة واحدة ضد الاحتلال الإسرائيلي.لذا فعلى الدول المجاورة او المحاذية للدول المنوه عنها آنفا، أن تنتبهجيدا وتحذر بانه مع اندحار وهزيمة داعش من منطقة الهلال الخصيب وفي مقدمتها بلاد الشام سوف لن يكون للمجموعات الإرهابية ملجأ تعسكر وتستقر فيه وتمارس هوايتها الإجرامية سوى في هذه الدول التي ابتعد عنها الإرهاب في السنوات السبع الماضية بقرار أمريكي لأغراض في نفس يعقوب.

 

 

انشر المقال على: