المفكر بشور: مشاركة عالمية واسعة في فعاليتين مناصرتين لفلسطين بتونس
تحتضن تونس في الأسبوع الأخير من شهر نيسان/ابريل 2016، فعاليتان هامتين أولهما الدورة السابعة والعشرين للمؤتمر القومي العربي (19 و20 نيسان/ابريل) وثانيهما المنتدى العربي الدولي من أجل العدالة لفلسطين (22 و 23 نيسان/ابريل) بالتعاون مع الاتحاد التونسي العام للشغل.
وأكد رئيس المركز العربي الدولي للتواصل والتضامن، المفكر العربي معن بشور، أن المئات من المشاركين والمشاركات من كل اقطار الوطن العربي وقارات العالم أبدوا استعدادهم للمشاركة في إحدى الفعاليتين أو في كلاهما معاً.
وأضاف في بيان له اليوم الجمعة يحمل عنوان: "تونس... بين مؤتمر للعروبة ومنتدى فلسطين"، انه "لا يخفى على احد الرمزية التي ينطوي لقاء الفعاليتين على أرض تونس بعد الثور والمسار الديمقراطي التشاركي الذي اختارته، وفي أزمنة متقاربة في شهر نيسان العابق بالذكريات الأليمة والمضيئة في حياة امتنا....أما المؤتمر القومي العربي، فله مع تونس العروبة والاسلام قصة تعود إلى يوم تأسيسه في آذار/مارس 1990، حين التقى في رحاب الزيتونة خمسون مفكراً ومناضلا عربيا لإطلاق تجربة "لم الشمل" بين كل المؤمنين بالمشروع النهضوي العربي، فكان البيان التأسيسي بياناً تاريخياً اكد تصميم ثلة من اهل الفكر والعمل على تجديد العهد مع مشروع النهضة في الأمة بكل عناصره المعروفة.
وأضاف: "ورغم مرور اكثر من ربع قرن على تأسيس المؤتمر القومي العربي، فان الكثير من المهتمين بالعمل العام، بما فيهم بعض أعضاء المؤتمر، لم يتمكن من فهم الغاية التي تم تأسيس المؤتمر من اجلها، وهي بناء اطار للحوار والتشاور يسعى لإطلاق مواقف تشكل مرجعية للعمل القومي العربي، واطلاق مبادرات يتحمل أعضاء المؤتمر من مواقعهم السياسية والفكرية والإعلامية والحزبية والنقابية في اقطارهم ترجمتها، فكانت مخيمات الشباب القومي العربي التي رافقت المؤتمر منذ تأسيسه، وكان المؤتمر القومي/ الإسلامي اطار للتحاور والتفاعل بين أبناء التيارات الرئيسية في الأمة".
وتابع الأستاذ بشور: كان المؤتمر العام للأحزاب العربية، وكانت الملتقيات العربية والدولية من اجل فلسطين وعناوين قضيتها، والجولان العربي السوري، والعراق وجرائم الحرب فيه، والسودان ووحدته، بالإضافة إلى دورات عدة للمؤتمر العربي العام حول قضايا دعم المقاومة العربية في فلسطين والعراق ولبنان، والى دورات منتدى التواصل الفكري الشبابي العربي السنوية الست التي بدأت عام 2010.
وقال: بدلاً من ان يرى البعض في المؤتمر والهيئات المنبثقة عنه منصة لإبداء رأيه د وإقناع الاخرين به، يتصرف البعض وكأن المؤتمر حزب جديد في الساحة أو اطارا يسعى لفرض رأيه على غيره، فيخرج البعض غاضباً على المؤتمر فيلتقي عن غير قصد بكل المتربصين بهذه التجربة القومية المتواضعة الجامعة، الذين لا يضيقون وجون هيئات ترفع رابة العروبة وتدافع عن الاستقلال والحرية والعدالة والتجدد الحضاري وتأكيده على تكامل العروبة والإسلام وكل الرسالات التي انطلقت من المنطقة وأسست لحضارة عربية إسلامية شارك في صنعها عرب من كل الديانات ومسلمون من كل القوميات.
وتابع الأستاذ بشور قائلاً: انعقاد "المؤتمر القومي العربي" في تونس هذه الأيام يكتسب أهمية إضافية لأنه يتزامن مع الانعقاد الثاني للمنتدى العربي الدولي الثاني من أجل العدالة لفلسطين بحضور شخصيات دولية يغلب عليها الطابع القانوني شخصيات عربية تقود لجان الانتصار للحق الفلسطيني في أقطارها....فتونس التي تحتضن بعد بيروت منتدى العدالة لفلسطين، كانت قد فتحت أبوابها للقيادة الفلسطينية والرئيس الشهيد أبو عمار أيضاً بعد بيروت ومعركتها الخالدة عام 1982، بل تونس التي تشكل شاهداً حياً على جرائم استشهاد القائد الفلسطيني الرمز خليل الوزير (أبو جهاد) في مثل هذه الأيام قبل 28 عاماً (18 نيسان 1988) والجرائم ضد الإنسانية بما فيها جريمة التمييز العنصري (الابارتايد) وجريمة الاعتقال والأسر لا سيّما الاعتقال الإداري.
ان تونس لا تجتمع حول أمر، كما يقول التونسيون، كما تجتمع حول فلسطين، وأهلها في غالبيتهم يعتزون بهويتهم العربية وعقيدتهم الإسلامية في مواجهة كل محاولات طمس هذه الهوية، بل هي في احتضانها لدورة جديدة من المؤتمر القومي العربي انما تسهم في تحصين التيار القومي العربي من كل محاولات العبث به وصرف انظاره عن بوصلة الأمة في فلسطين، وعن خيار المقاومة الذي هو اللغة الوحيدة التي يفهمها أعداء فلسطين ومنتهكو العدالة يومياً على ارضها.
واختتم الأستاذ بشور قائلاً: "بالعروبة والوحدة ننتصر لفلسطين وفي القلب منها القدس، وبفلسطين نحصن العروبة ونسير على طريق الوحدة الديمقراطية العابرة لكل العصبيات المدمرة".