الجمعة 19-04-2024

الكشف عن وثيقة "إسرائيلية" رسمية تكشف أساليب الخداع للسيطرة على أراضٍ فلسطينية

موقع الضفة الفلسطينية

الكشف عن وثيقة "إسرائيلية" رسمية تكشف أساليب الخداع للسيطرة على أراضٍ فلسطينية

كشف النقاب أمس عن وثيقة رسمية صهيونية سرية تعود الى العام 1970 تناولت اساليب السيطرة على الاراضي الفلسطينية من اجل اقامة مستوطنات عليها.
وتشكل الوثيقة وهي بعنوان "اسلوب اقامة كريات اربع" خلاصة لجلسة عقدت في مكتب وزير الحرب في حينه موشيه ديان في تموز 1970، تحديدا لكيفية بلورة أسلوب ينص على ان المناطق التي تخصص لإقامة مستوطنات عليها تضم الى مناطق عسكرية ومن الناحية الشكلية لاحتياجات امنية مع عرض كاذب يشير الى ان المباني التي تقام عليها اعدت لاحتياجات عسكرية فقط.
وذكرت صحيفة "هآرتس" التي نشرت تقريرا بهذا الشأن امس ان المشاركين في مداولات اعداد الوثيقة وهم: موشيه ديان، ومدير عام وزارة الاسكان، والقائد العسكري للضفة الغربية، ومنسق شؤون المناطق المحتلة في الحكومة قرروا اقامة "250 وحدة سكنية في كريات اربع بحيث يوصف البناء بأنه لأغراض عسكرية، وتقوم وزارة الدفاع "الاسرائيلية" بعملية البناء معلنة انها لاحتياجات عسكرية.
ووفقا لما اتفق عليه في المداولات: "بعد استكمال نشاطات (بهاد -14) يستدعي قائد منطقة الخليل رئيس بلدية المدينة لعرض مواضع اخرى ويبلغه خلال اللقاء ببدء بناء بيوت في معسكر استعدادا لفصل الشتاء".
واتفق المشاركون في الجلسة على محاولة اقناع رئيس بلدية الخليل بأن البناء هو فعلا لأغراض عسكرية، لكن من الناحية العملية عملوا على إسكان المستوطنين الذين حاولوا الاستيطان في فندق بارك في الخليل.
ويقول المشاركون في بلورة هذا الاسلوب وتطبيقه أن أسلوب السيطرة على مناطق لإقامة مستوطنات من خلال أوامر عسكرية كان سرا معروفا في "اسرائيل" في سنوات السبعينيات.
واستهدف هذا الاسلوب ومن الناحية العملية الالتفاف على القوانين الدولية التي تحظر اقامة مباني لاحتياجات مدنية في المناطق المحتلة.
ومن الناحية العملية كما تقول «هآرتس» استخدم الاسلوب بالغمز واللمز، اذ كان جميع المتورطين بذلك يعرفون بان البيانات التي نصت على ان المناطق تستخدم لأي هدف باستثناء اقامة مستوطنات هي بيانات كاذبة، وتمت اقامة عدة مستوطنات بهذا الاسلوب وذلك حتى حظر المحكمة العليا له في التماس الون موريه عام 1979.
وقال اللواء احتياط سلومو غازيت منسق شؤون المناطق المحتلة في حينه لصحيفة «هآرتس» بانه كان واضحا للمشاركين في الجلسة بأنه ستقام في هذه الاماكن مستوطنات. ووفقا لأقواله فان هذه كانت المرة الاولى التي يستخدم فيها اسلوب ضم اراضي لمعسكرات من اجل اقامة مستوطنات مدنية في الضفة الغربية واكد ان ديان هو الذي اقترح هذا الاسلوب.
وقال غازيت: «لم يرحب ديان بالاقتراحات التي قدمت اليه (ومنها تحديد مناطق مختلفة لإقامة كريات اربع) ووقع الخيار حينذاك على الموقع الذي اقيمت فيه المستوطنة، وكانت التغطية الاعلان بعدم اقامة مدينة بل معسكر لقوات حرس الحدود التي كانت متمركزة في المكان. ووفقا لما اتذكره فان ديان هو الذي عرض هذه الفكرة».
وقالت حجيت عوفرن المشاركة في طاقم متابعة الاستيطان في حركة «السلام الان»، يدور الحديث وكما يبدو حول المرة الاولى التي يطبق فيها هذا الاسلوب - اصدار قرار مصادرة عسكري بهدف اقامة مستوطنة مدنية في الضفة الغربية. واضافت: «يشير قرار المصادرة لإقامة كريات اربع الى خديعة اسرائيلية استخدمتها الدولة لإقامة الجيل الاول من المستوطنات ... وتقوم الدولة في هذه الايام باستخدام احاييل مختلفة من اجل اقامة مستوطنات وتوسيع مستوطنات. ولسنا بحاجة لمرور عشرات السنين لكشف النقاب عن وثيقة داخلية اخرى ومعرفة بان الاساليب الحالية للسيطرة على الاراضي الفلسطينية من خلال الاعلان بالجملة عن اراضي كأراضي دولة تتناقض مع القانون».
يعترف غازيت اليوم بان بلورة هذا الاسلوب كان محض خديعة ويقول: «اعتقد بأن هذا الموقف الخادع مازال صامدا حتى اليوم ولم نعمل طوال فترة خدمتي منسقا لشؤون المناطق والتي دامت اكثر من سبع سنوات على اقامة اي مستوطنة بأسلوب آخر.
لقد ارادوا ايجاد حل لمجموعة الخليل، التي لم يزد عدد افرادها عن خمسين عائلة .. لقد كنت مجرد موظف وعملت وفقا لتعليمات الحكومة».
ويعترف المستوطنون في كريات اربع اليوم ايضا بان هذا الاسلوب كان ببساطة خديعة ويقول اليكيم هعتسني احد اوائل المستوطنين في كريات اربع: «اجريت مداولات في الكنيست، تحدث فيها يغال الون بوضوح وقال بان هذه مستوطنة مدنية».

انشر المقال على: