الشعبية: زيارة نتنياهو إلى عُمان تظهر مرحلة الفجور العلني في العلاقات التطبيعية مع الكيان الصهيوني
اعتبرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، مساء اليوم الجمعة، بأن الزيارة التي قام بها رئيس وزراء العدو الصهيوني بنيامين نتنياهو والطاقم المرافق له، إلى سلطنة عُمان، بدعوة رسمية من أميرها قابوس، والحفاوة التي استقبل بها، تشكل مرحلة متقدمة من العلاقات التطبيعية المستمرة، منذ سنوات طويلة مضت، وكانت قد ظهرت للعلن بالزيارة الرسمية التي قام بها اسحاق رابين رئيس الوزراء الصهيوني الأسبق لعُمان عام 1994، وتبعها بعد اغتياله زيارة لكيان العدو من قبل وزير الخارجية العُماني يوسف بن علوي عام 1995، وهذه الزيارة وما سبقها، غير معزولة عن مسار العلاقات التطبيعية مع دول خليجية وعربية أخرى، منها: الإمارات التي تستقبل هذه الأيام وزيرة السياحة الإسرائيلية، و قطر التي تستقبل وفد رياضي إسرائيلي، عدا عن ما تناوله الرئيس ترامب حول دور السعودية، بالقول: كانوا حلفاء جيدين، وساعدونا كثيرًا، فيما يخص إسرائيل، ومولوا كثيرا من الأشياء.
وقالت الجبهة في تصريحٍ صحفي وصل "بوابة الهدف"، إن "هذا الزمن الطويل والممتد من العلاقات التطبيعية الرسمية بين بعض النظم العربية "وإسرائيل"، قد بدأ مرحلة "فجوره" العلني، مترافقًا مع دخول مشروع التسوية الأمريكي الصهيوني، حيز التطبيق، حيث كان ولا يزال هدف هذا المشروع، بعد أن تم القبول "بإسرائيل" والاعتراف بحقها في الوجود، هو استمرار المباركة لها والتطبيع معها وتوسيع الاعتراف العربي بها، لتجسيد المشروع الأمريكي الصهيوني التصفوي للقضية الوطنية الفلسطينية بطبعته الأمريكية المعلنة، تحت ما يسمى (صفقة القرن)".
وأكدت الجبهة في هذا السياق، أن "الدعوة التي وجهتها عُمان للرئيس محمود عباس لزيارتها، تأتي في إطار التهيئة لعودة المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية، استكمالاً لتطبيق مشروع التسوية الذي انتقل فعليًا إلى مرحلة التصفية، والذي يتطلب استمرار تطويع الموقف الفلسطيني، وضمان بقائه رهينة لهذا المشروع، وإملاءاته ومفاوضاته وشروطه واستحقاقاته التي ستدفع من فاتورة الحقوق التاريخية والوطنية لشعبنا العربي الفلسطيني".
ودعت الجبهة، السلطة الفلسطينية ورئيسها، إلى "عدم الانسياق وراء تلك الدعوات معلومة النية وأهدافها العلنية، خاصة وأن هذه الزيارة جرى ترتيبها، قبل انعقاد المجلس المركزي الفلسطيني المقرر عقده نهاية الشهر الحالي، بما قد يفتح الباب لاتخاذ قرارات تقضي باستمرار الرهان على مشروع التسوية ومفاوضاته الكارثية، بما يعني توفير الغطاء لصفقة "ترامب" التصفوية بكل ما تعنيه الكلمة".
وقالت الجبهة، بأن "هذا المسار التطبيعي الرسمي العربي، يؤكد دور ووظيفة الرجعية العربية، في إطار ارتباطها العضوي مع الاستعمار، والإمبريالية، والحركة الصهيونية، وربييتهم "إسرائيل"، على قاعدة تمكين المشروع الصهيوني من الانقضاض على الحقوق العربية في فلسطين، على طريق استمرار نهب واستباحة خيرات وثروات الوطن العربي، وابقائه وشعوبه رهينة للهيمنة والتبعية للإمبريالية الغربية الأمريكية، وضمان سريان مشروع التفتيت والتجزئة، التي ضرب في عمق مرتكزات الوحدة العربية، وحدة الشعوب كما وحدة الأرض".
وختمت الجبهة بيانها، بدعوة القوى والأحزاب الوطنية والقومية الرافضة للوجود والمشروع الصهيوني وللدور الرسمي العربي الخطير، "إلى استنهاض أوضاعها واستعادة دورها من بوابة استعادة دور الجماهير العربية في مواجهة هذا المشروع وأهدافه التصفوية"، مُؤكدةً على أن "احتدام الصراع مع هذا المشروع في هذه المرحلة، يتطلب حشد كل القوى والأحزاب والفعاليات الوطنية والقومية، لإعلاء الكلمة في وجه أعداء الداخل المتصهينين وتعزيز المواجهة الشعبية والميدانية لنهجهم الخياني، جنبًا إلى جنب مع مواجهة العدو الأمريكي الصهيوني على مختلف الجبهات".