السيد نصر الله: المشروع الغربي سيسقط وسوريا ومحور المقاومة سينتصران
أطل سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في الاحتفال الذي يقيمه حزب الله لمناسبة عيد المقاومة والتحرير في مدينة بنت جبيل- باحة مجمع موسى عباس، حيث كانت له مواقف من مجمل التطورات محلياً واقليمياً.
المهرجان الجماهيري الحاشد بعنوان "وطنٌ هويته مقاومة"، حضره عشرات الآلاف من مختلف المناطق، وشخصيات سياسية وعسكرية واجتماعية بارزة، وتخللته قبل اطلالة السيد نصر الله اناشيد للمقاومة والانتصار من فرقة الاسراء.
كلمة السيد نصر الله:
وبدأ الأمين العام بحزب الله كلمته حيث قال "نلتقي في هذه المناسبة لنؤكد سنة بعد سنة وجيلا بعد جيل على تاريخية وعظمة هذا الانتصار ودلالاته ومعانيه واهمها سقوط مشروع "اسرائيل" الكبرى وما زالت اثار هذا الانتصار مستمرة على طرفي الجبهة عندنا وعند عدونا، ولولا هذا الانتصار لما كان ما بعده من انتصار. نستطيع ان نصف هذا الانتصار بالانتصار المؤسس لزمن الانتصارات الذي جاء وولت فيه الهزائم".
واكد ان "هذا الانجاز وطني لبناني عربي قومي اسلامي لا يمكن اختصاره لا بحزب او فصيل او منطقة ولا حتى وطن انما بالامة التي تخوض مشروع المواجهة مع الهيمنة على الارض والمقدسات، ونريده دائما ان يكون عيدا للوطن والامة كلها".
واكد "على تمجيد التضحيات الجسام التي قدمها شعبنا وحركات المقاومة بكل فصائلها والجيش اللبناني والجيش السوري والفصائل الفلسطينية".
واشار السيد نصر الله الى "اننا من خلال احياء المناسبة نريد تعزيز ثقافة الامل بالمستقبل والثقة بالانتصار وهزيمة اعتى جيوش الاحتلال، وان زمن الانتصارات هو وليد هذه الثقافة وهذه الثقة".
يتم ترسيخ مشهد يحاول ان يربط بين الاسلام وبين القتل العشوائي
وقال "اليوم يتم ترسيخ مشهد يحاول ان يربط بين الاسلام، الحركة الاسلامية، الاطار الاسلامي وبين القتل العشوائي والذبح والتدمير والابادة الجماعية".
ولفت سماحته الى ان "امامنا نموذجا مختلفا هو انتصار المقاومة ، في مثل هذه الايام دخل الاف المقاومين الى منطقة الشريط المحتل وفيها اهلنا من ديانات وومذاهب اتجاهات مختلفة، ورغم تورط البعض في كل ما جرى على لبنان والجنوب، الكل يتذكر كيف حفظت الانفس والكرامات والاموال والناس والكنائس ودور العبادة والحجر والبشر ولم يمس احد بسوء".
واشار الى ان "هذه المقاومة صنعها الاسلام، هذه المقاومة اسلامية، هي مقاومة وطنية لبنانية عربية صحيح، لكن اسلامية، وما قدمته من تجربة عام 2000 تعبير صادق عن الاسلام واخلاق وسماحة الاسلام ومحمد بن عبد الله نبي الاسلام العظيم".
نؤكد تمسكنا بالمعادلة الذهبية معادلة الجيش والشعب والمقاومة
وقال "في عيد المقاومة والتحرير نؤكد تمسكنا بالمعادلة الذهبية معادلة الجيش والشعب والمقاومة، هذا المضمون موجود في البيان الوزاري الحالي ، البعض يقف عند الكلمات لكن المهم المضمون وان يمتلك لبنان هذه القدرة لحماية البلد في الوقت الذي ندعم فيه تعزيز قدرات الجيش".
واكد "ان المقاومة رغم كل الاحداث في منطقتنا تحافظ على قدرة الردع هذه والمقاومة تعمل في الليل والنهار على تطوير قدرة الردع هذه وهو ما يقلق العدو".
وقال "في هذه المناسبة نؤكد على سياسة الردع مع العدو الاسرائيلي لحماية كل ما لدى لبنان من مقدرات ففي ظل اختلال توازن القوى مع العدو لا يوجد سوى هذه السياسة لتحقيق غاية حماية لبنان".
المقاومة لن تسكت اي اعتداء على احد من شعبنا على الحدود
واشار السيد نصر الله الى ان "ارتفاع وتيرة الخروقات الاسرائيلية في الفترة الاخيرة على الحدود الدولية مع فلسطين المحتلة هو تعبير عن انزعاج اسرائيلي من وجود أهالي القرى الجنوبية في ارضهم حيث يتصرفون بحرية كبيرة"، واكد انه "اذا وصلت الامور الى مستوى يستدعي تدخل المقاومة فهي لن تسكت اي اعتداء على احد من شعبنا على الحدود الدولية ، وهي تملك من الشجاعة والقدرة والحكمة والحسابات الدقيقة ما تستطيع فيه ان تمنع هذا الواقع الذي يريد ان يكرسه العدو على الحدود".
الموضوع السوري
وقال سماحته في الملف السوري "في مثل هذا اليوم من العام الماضي ومن بلدة مشغرة تناولت الاحداث في سوريا والمخاطر على المنطقة ولبنان، قلت يومها اننا سنتحمل المسؤولية ولن نقف متفرجين وحددت الموقف، وجاءت الاحداث لتؤكد صحة كل التحليلات وصحة هذا الموقف".
اضاف "اعود واقول لكم اليوم لماذا نقف مع سوريا وندافع عنها للتذكير، ان سوريا كانت وما زالت قلب العروبة ووقفت في وجه التمدد الاسرائيلي وهي التي ما زالت تحمل وحيدة شرف عدم التواصل مع العدو او التوقيع مع العدو وحمت ودعمت وما زالت المقاومة اللبنانية والفلسطينية، سوريا هذه هي التي ندافع عنها فلماذا لا يمكن لنا ان ندافع عن سندنا في وقت يؤتى بشذاذ الافاق من كل العالم ليدافعو عن خرافة بالاجرام والعنصرية".
الهدف مما يجري في المنطقة هو تقسيمها
ولفت الى انه "اليوم يتضح المشروع أكثر ، ومع الوقت ستتضح الصورة اكثر بأن الهدف مما يجري في المنطقة هو تقسيمها ليس فقط على أساس مذهبي او طائفي او عرقي بل على اساس امارات وقطاعات لكل جماعة مسلحة".
واشار ان "اميركا والغرب يأتون بكل الارهابيين من كل انحاء العالم يقدمون لهم التسهيلات والتسليح والنفقات والاعلام والغطاء السياسي وياتون بهم الى سوريا ليدمروا سوريا ويدمروا محور المقاومة الذي بات يهدد اصل المشروع الصهيوني".
وقال "تبين بوضوح ان الذين جيء بهم لتهديد سوريا اصبحوا يهددون الجميع، والعالم وجد ان سوريا ومحود المقاومة لم يسقطا ومن جاء بهم بعضهم يعود الى اوروبا وهذا تهديد للامن الاوروبي".
ولفت الى "انكشاف الدور الاسرائيلي في الاحداث السورية والامور "صارت عالمكشوف": علاقات سياسية ولقاءات سياسية مع الاسرائيلي، التعاون على حدود الجولان، المساعدة اللوجستية ، المساعدة النارية، اهداف يقصفها الجيش الاسرائيلي لمصلحة المعارضة المسلحة". واشار السيد نصر الله الى "انكشاف حجم التهديد الذي تمثله هذه الجماعات على دول الجوار خاصة لبنان".
واكد ان "الميدان يبقى العامل الاساسي وصمود سوريا قيادة وجيشا وشعبا". ولفت الى ان "سوريا صمدت وتماسكت ومحور المقاومة صمد وتماسك، أن يحقق المشروع الاخر انتصار حقيقيا او حاسما انتهى، سوريا ومحور المقاومة يتقدمان، سوريا تتقدم في الميدان وفي المصالحات الشعبية وفي المزاج العام والمراجعة الداخلية، تتقدم نحو الانتخابات الرئاسية .. الآن هم يلجأون الى تعطيل الانتخابات بقوة الحديد والنار".
مشروعهم سيسقط وسوريا ستنتصر ومحور المقاومة سينتصر
وقال "في العام 2006 سقطت نسخة "مشروع الشرق الاوسط الجديد" التي كانت معركتها في لبنان اما اليوم فهناك نسخة جديدة لهذا المشروع لكن المعركة في سوريا التي تقاتل عن الامة وحلفاؤها يساعدونها".
واعلن ان "هذا المشروع سيسقط وسوريا ستنتصر ومحور المقاومة سينتصر وهذه الأمة لن تسمح للمشروع الاميركي ان يفرض جدوله واهدافه علينا، وسيأتي اليوم الذي يقف فيه الجميع سيشكرون سوريا لصمودها وانتصارها لأنهم سيكتشفون ماذا منعت سوريا من تداعيات، حتى الحكومات التي تآمرت على سوريا ودفعت الاموال وكذلك في لبنان كل الذين انتقدونا حول التدخل في سوريا".
الملف الداخلي
في الملف الداخلي لفت الامين العام لحزب الله الى اننا "أمام مرحلة مهمة وحساسة جداً بدأت من اليوم و يجب ان نتعاطى مع المرحلة الدقيقة والحساسة بهدوء وان نحافظ على هذا المستوى من السلم الاهلي، والمهم ان نبذل جميعا الجهد لتقصير المسافة الزمنية وان يكون لدينا رئيس منتخب في اقرب وقت وان لا ينتظر احد متغيرات اقليمية".
ما زال هناك فرصة داخلية لانتخاب رئيس قوي وقادر
واكد انه "ما زال هناك فرصة داخلية لانتخاب رئيس قوي وقادر على حفظ الاستقرار والسلام ويتمتع بحيثية شعبية حقيقة وقادر على طمأنة القوى السياسية والمساعدة ليتجاوز لبنان هذه المرحلة الصعبة محليا واقليميا ودوليا، هناك تفاوض جدي بين تكتل التغيير وتيار المستقبل".
المشروع الحقيقي كان التمديد لرئيس الجمهورية
ولفت الى ان "ما حصل حتى هذه اللحظة هو ترشيح تحدي لقطع الطريق على ترشيح جدي تجري مناقشته في الاروقة الوطنية والمشروع الحقيقي بناء على معلوماتي والاتصالات التي حصلت معنا ومع العديد من اصدقائنا لم يكن انتخاب رئيس قبل 25 ايار، المشروع الحقيقي كان التمديد لرئيس الجمهورية .. لم يكونوا يريدون انتخاب رئيس كانوا يريدون التمديد للرئيس ومن اجل هذا التمديد قُدمت اغراءات كثيرة، ما جرى تقديم ترشيح تحدي وتعطيل انتخاب الرئيس من اجل التمديد".
لا نبحث عن رئيس يحمي المقاومة في لبنان.. المقاومة في لبنان تحمي الدولة والشعب
واكد السيد نصر الله ان "المهم اليوم مواصلة العمل والمهم الان المسعى الجدي استكمال الحوار للوصول لمكان يفتح الافق". وقال "نريد رئيس جمهورية بأسرع وقت ممكن، نحن لا نبحث عن رئيس يحمي المقاومة في لبنان؛ المقاومة في لبنان تحمي الدولة والشعب والوطن والكيان وتحمي السيادة وتحمي الأمة .. نحن نريد رئيسا لا يتآمر عل المقاومة، لا يطعن المقاومة في ظهرها ، يثبت على موقفه من المقاومة".
وتطرق السيد نصر الله الى ضرورة انجاز ملف سلسلة الرتب والرواتب مناشدا العمل على انجازه وقال "بالنسبة لملف سلسلة الرتب والرواتب ولملف الجامعة اللبنانية بالحد الادنى نأمل تحييدهما عن الخلافات السياسية في الفترة المقبلة".
وختم السيد نصر الله قائلاً "عهدنا لكل القادة، للامام السيد موسى الصدر ولكل الشهداء القادة السيد عباس والشيخ راغب والحاج عماد ولكل الشهداء ولكل امتنا ولكل الشرفاء ان نبقى سويا في هذا الموقع وان نصمد في زمن الانتصارات، ويجب ان نثق بقدرتنا على مواجهة التحديات أيا تكن فلا نخشى "اسرائيل" وتهديداتها فمحور المقاومة يتقدم وسينتصر".