الأحد 28-04-2024

الخطة الامريكية الامنية لضمان الحدود ومستقبل الامن الفلسطيني

×

رسالة الخطأ

موقع الضفة الفلسطينية

كشفت صحيفة هارتس العبرية صباح اليوم مزيد من تفاصيل الخطة الامنية الامريكية للحفاظ على الامن في حدود الدولة المستقبلية الفلسطينية والتي تقوم على وجود عسكري اسرائيلي يخفف تدريجيا وفق الوضع الامني على الارض على مدار اربع سنوات . وتتضمن الترتيبات تنازل عن وجود معظم قوات الجيش الاسرائيلي على الحدود مع الاردن مع ابقاء وحدات مختارة في النقاط الحدودية من جهة الى جانب ترتيبات امنية تعتمد على التكنلوجيا الحديثة في مراقبة الحدود والتي يمكن للولايات المتحدة المساعدة بها بشكل كبير جدا . ونقلت الصحيفة عن مسؤول عسكري اسرائيلي كبير ان القوات الاسرائيلية ستبقى على حدود الدولة الفلسطينية على مدار ثلاث او اربع سنوات طبقا للحاجات والوضع الامني والتي ستخفض تدريجيا بحيث يتم تسليمها اما للجانب الفلسطيني او لقوات دولية تعمل وفق الاتفاق الامني الجاري العمل على بلورته على حد قول الصحيفة. وبحسب هارتس فقد تبنت الولايات المتحدة الامريكية الموقف الامني الاسرائيلي من حيث المبدا كشرط للتقدم في عملية المفاوضات وهو ما دفع كيري الى القول قبيل مغادرته لاسرائيل انه يشعر بوجود تقدم في المفاوضات الجارية. واشارت المصادر الى ان كيري عمل مع 160 ضابط من خبراء الجيش والامن الامريكي بالاضافة الى دبلوماسيين امريكيين على صياغة هذه الخطة بينهم القائد جون الين قائد القوات الامريكية الاسبق في افغانستان مشيرا الى انه يعتقد ان بامكان الامريكيين المساعدة في تفكيرهم وتكنولوجيتهم من اجل التوصل لاتفاق امني بين الجانبين لتم التحرك في ملفات اخرى. كما يحمل التصور الامريكي للاتفاق الامني ان الدولة الفلسطينية ستكون منزوعة السلاح الثقيل ولكنها ستكون قادرة على ايجاد قوة امنية بعتاد متوسط يمكنها من السيطرة على مجريات الامور وحفاظ الامن الداخلي ومكافحة الارهاب. واشارت هارتس ان الاتفاق يحمل ايضا تصور تشغيل طائرات بدون طيار لمراقبة الحدود وهو الاتفاق الذي رعته الولايات المتحدة على حدود هضبة الجولان قبل سنوات بين سوريا واسرائيل . وحول السيطرة على المعابر اشارت هارتس الى ان كافة النقاط والمعابر الحدودية سيتم السيطرة عليها بقوة ونظام مشترك فلسطيني اسرائيلي مع امكانية وجود ممثلين امريكيين يشرفون على سير العمل . كما يتضمن الاتفاق على ان قوات كبيرة من الجيش الاسرائيلي ستنسحب من العديد من المواقع العسكرية في الضفة الغربية باستثناء المناطق المتفق عليها في غور الاردن. واشارت الصحيفة الى ان كيري امضى الاسبوع الماضي 12 ساعة في اجتماعين مع نتنياهو لاقناعه بالموافقة على الخطة الامريكية كما انه امضى اربع ساعات في اجتماع مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس لنفس الغرض لكن مصادر فلسطينية اشارت الى رفض الفلسطينيين لهذا الاقتراح . كما ونقلت الصحيفة عن مسؤول امريكي رفيع المستوى كان مطلع على سير هذه المحادثات ان الاطراف الفلسطينية والاسرائيلية ابدت ملاحظات على الخطة العسكرية الامريكية . وكشفت الصحيفة ان كيري سيعود الى المنطقة الاسبوع المقبل لاستكمال المحادثات مع الجانبين مع وضع ملاحظاتهم على الاتفاق الامني تحت الدراسة والمراجعة لامكانية اضافتها في ملاحق الاتفاق الامني . واكدت هارتس ان الرفض الاكثر حدة جاء من قبل نتنياهو فيما كان الفلسطينيون اكثر فتورا بشانه رغم انهم اكدوا انه استمرار للاحتلال الاسرائيلي واعربوا عن رفضه له لكن رفضهم كان اخف من حدة رفض نتنياهو له. واشارت هارتس الى ان وزير الجيش الاسرائيلي موشيه يعالون كان يقصد الاتفاق في تصريحاته بالامس حول ضرورة ان يكون للجيش الاسرائيلي حرية العمل في مناطق الدولة الفلسطينية فيما تعارضه بذلك وزيرة العدل التي تقود المفاوضات مع الفلسطينين التي قالت انه من غير المكن التوصل لاتفاق مع نسبة صفر لاحتمال وقوع اعتداءات او عمليات مشيرة الى ان المهم هو التوصل لاتفاق وقبوله خصوصا في مجال الامن . واشارت هارتس الى تصريحات كيري قبل مغادرته إسرائيل التي اعلن فيها أن اتفاق السلام الإسرائيلي والفلسطيني أقرب من أي وقت مضى وهو الامر الذي اثار تحفظات في كل من تل ابيب ورام الله حيث اشارت الاطراف الى ان الفجوات بين الطرفين ما زالت كبيرة جدا ولا يعلمون كيف يمكن سدها في خمسة الاشهر المتبقية للتفاوض. ولم يخفي مسؤولون اسرائيليون كبار اعتقادهم لا مفر من تمديد المفاوضات المقررة بتسعة اشهر الى عدة اشهر اخرى لتحقيق اخراقة في التفاوض. هارتس ختمت تقريرها بالقول ان افيغدور ليبرمان سكب الماء البارد على تصريحات كيري وتفاؤوله الليلة الماضية في واشنطن عندما اشار الى ان المفاوضات وصلت الى طريق مسدود حتى الان مشيرا الى ان اسرائيل ترغب بتحقيق تقدم على الوضع على الارض ليس كذلك مع الجانب الاخر . وكان مسؤول اسرائيلي كبير كشف الليلة الماضية لصحيفة "هارتس" العبرية عن بعض الاقتراحات الامنية التي وضعتها الولايات المتحدة لتسوية تلك الازمة بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي واستكمال المحادثات سعيا للوصول الى اتفاق شامل. وقال المسؤول الاسرائيلي ان الترتيبات الامنية والحدود هي القضية الجوهرية التي يتم النقاش عليها في الفترة الحالية وان وزير الخارجية الامريكي 'جون كيري' خصص زيارته العاشرة والتي كانت الاربعاء الماضي للمنطقة منذ بدء المفاوضات للحديث عن تلك القضية. وكشف المسؤول عن بعض النقاط التي طرحتها الادارة الامريكية من بينها تواجد عسكري اسرائيلي وسيطرة كاملة على طول حدود غور الاردن والمعابر ، مشيرا بان الولايات المتحدة وضعت هذا الاتفاق كحل مبدئي بحيث ستخفف القوات العسكرية الاسرائيلية من تواجدها على الحدود في غضون 4 سنوات ومرهون بالوضع الامني بالمنطقة كما شمل الاتفاق. وكانت مصادر دبلوماسية غربية قالت في وقت سابق بأن اسرائيل تمكنت من اقناع امريكا على طرح القضايا الامنية في عملية السلام قبل القضايا السياسية العامة، حيث ضغطت على امريكا للقبول بطلب نقاشها مبكراً. وقالت المصادر ان ادارة اوباما تحاول تهدئة غضب اسرائيل من اتفاق ايران حيث وافقت على طلب اسرائيل، على الرغم من انها تعلم صعوبة التوصل الى اتفاقية امنية مع الفلسطينيين قبل ان يتم التوصل الى اتفاق سياسي.

انشر المقال على: