الأردن "مصدومة وقلقة" من تصريحات الرجوب وتُطالب القيادة الفلسطينية بتوضيح
أعرب المستشار الأردني لشؤون القدس والمقدسات، عبد الناصر نصار، عن "بالغ الصدمة والقلق" بعد تصريحات عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" جبريل الرجوب، حول حائط البراق.
وقال الرجوب خلال مقابلة مع القناة الثانية الصهيونية "إنّ حائط البراق لليهود، والسيادة الإسرائيلية تكون عليه، أما الأحقية في المسجد الأقصى في هي للفلسطينيين".
جاء ذلك في معرض حديثه عن زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمنطقة، وأضاف بالقول "ندرك بأن المكان الذي زاره ترامب هو مكان مقدس لليهود، وفي نهاية الأمر حائط (المبكى) سيكون تحت السيادة اليهودية، فلا جدل على ذلك، فحائط البراق مكان مقدس لليهود".
وقال نصّار، في تصريح صحفي "تلقّينا في المملكة الأردنية الهاشمية وعلى رأسها جلالة الملك عبدالله الثاني وصاحب الوصاية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وبأبلغ الصدمة والقلق الشديدين، التصريحات التي أدلى بها عضو اللجنة المركزية لحركة فتح اللواء جبريل الرجوب مؤخرًا للقناة الثانية العبرية".
وأضاف "إننا في الوقت الذي لا نرغب الخوض في تفاصيل وحيثيات ومضمون ذاك الحديث، كونه شأن داخلي للقيادة الفلسطينية، إلا أنّنا في هذا المقام الرفيع الذي نعرب فيه عن رفضنا المطلق المتعلق بحائط البراق بالصورة والشكل الذي قدمه، لمخالفته للحقيقة والواقع، كونه جزء من المسجد الأقصى المبارك الحرم الشريف".
وقال "إنّ تصريحات الرجوب جانبت الصواب كونها جاءت مغايرة للقرارات الدولية برمّتها منذ قرار عصبة الأمم مرورًا بقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة وآخرها قرارات اليونسكو الثلاث المتعلقة بالمدينة المقدسة، ولكونها تعتبر تدخلاً غير مبررٍ في معاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية وعلى الأخص المادة التاسعة منها، والتي تنص على أنّ (تحترم إسرائيل الدور الحالي الخاص للمملكة الأردنية الهاشمية في الأماكن الإسلامية المقدسة في القدس، وأنّه عند إنعقاد مفاوضات الوضع النهائي ستعطي إسرائيل أولوية كبرى للدور الأردني التاريخي في هذه الأماكن)".
وجاء على لسان الرجوب قوله إنّ "المسجد الأقصى سيكون بيد الفلسطينيين خلال أي اتفاق مستقبلي، وبالمقابل فسيكون للإسرائيليين حائط البراق ليبسطوا سيطرتهم عليه".
واعتبر نصّار أنّه تصريحات الرجوب "تُمثّل تعدّيًا واضحًا على اتفاقية الوصاية الأردنية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الموقعة بين جلالة الملك عبدالله الثاني وفخامة الرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين ورئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في عمان بتاريخ 30 آذار عام 2013 والتي نصت في المادة 3/ 2 على التنسيق والتشاور بين الطرفين حول الأماكن الدينية والتاريخية".
وطالبت المملكة الأردنية، بلسان مستشار شؤون القدس والمقدسات فيها "القيادة الفلسطينية الموقرة بتوضيحات، وتفسير تلك التصريحات، وتحديدًا ما جاء حول حائط البراق، وبالطرق الدبلوماسية المعتادة".
هذا واستنكرت فصائل وجهات فلسطينية عدّة تصريحات القيادي بفتح، مُعتبرةً إياها "جريمة وطنية"، و"رسالة واضحة للاحتلال بالتنازل رسميًا عن ثابت مقدس ووطني وتاريخي".