الخميس 02-05-2024

اقتحامات الأقصى تمهيداً لتهويده

×

رسالة الخطأ

محمد محفوظ جابر

اقتحامات الأقصى تمهيداً لتهويده محمد محفوظ جابر اشتدت في الفترة الأخيرة عمليات اقتحام لساحات الأقصى في القدس، من قبل جماعات صهيونية تدعو لإعادة بناء الهيكل، وهي تنتشر بين اليهود وخاصة المستوطنين منهم والذين يحيطون بالقدس وأصبح عددهم لا يقل عن مائتي ألف مستوطن، وتلقى أعمالهم دعماً من قطاع واسع من المجتمع الصهيوني، كما يتلقون دعماً رسمياً يشمل ما يلي: 1_ منع الشباب الفلسطيني المسلم من الصلاة في المسجد الأقصى، وهو ما يتناقض مع الدعوة الصهيونية الرجعية العربية لزيارة القدس والأقصى من قبل العرب والمسلمين. 2_ اعتقال حراس الأقصى العرب حتى لا يتعرضوا للمستوطنين ويمنعونهم من الدخول إليه. 3_ إبعاد المرابطين والمرابطات الذين يتصدون للمستوطنين ويطاردونهم داخل باحات الأقصى ويشتبكون معهم. وفي مقابل ذلك، يقدم رجال الأمن الصهيوني الدعم في حالة الاشتباك باستخدام القنابل والرصاص ضد المرابطين والمصلين. كما يسهل رجال الأمن عمليات دخول المستوطنين إلى الأقصى لإثبات وجودهم وحقهم فيه إضافة إلى إعطاء الدروس التوراتية. تنطلق الأيديولوجيا الصهيونية من مقولة بن غوريون " لا معنى لإسرائيل بدون القدس، ولا معنى للقدس بدون الهيكل ". وفي التطبيق العملي للفكر الصهيوني، تم احتلال الجزء الغربي من القدس عام (1948)، واحتلال الجزء الشرقي عام (1967)، وأصبحت " القدس عاصمة موحدة "لإسرائيل " بل أبدية، هكذا ينظرون لها. ولكي تكون كذلك، لا بد من تهويدها، ولكي يصبح التهويد مكتملاً، لا بد من بناء الهيكل في مكانه الذي يعتقدون أنه " تحت المسجد الأقصى ". لقد بدأ علماء الآثار البحث عن الهيكل منذ أول يوم في احتلال القدس عام (1967)، (وإن كانت الحقيقة هناك بعثات بريطانية قبل (1967) قد قامت بذلك)، ولكن النتائج حتى الآن (2015) لم تؤدي إلى الوصول إلى أي دليل لوجود الهيكل تحت الأقصى، وقد اعترف علماء الآثار اليهود بذلك، فقال د. روني رايخ مدير سلطة الحفريات في القدس: " إن الكنعانيين هم بناة القدس " وأن ما يسمى مدينة داود تسمية تتصل بالاحتلال وليس بالأصول حسب يديعوت أحرنوت في 23/7/1998، بينما عالم الآثار فينكل شتاين قال " باي باي ديفد " في إشارة إلى عدم وجود " مدينة ديفيد "، وبالتالي عدم وجود الهيكل بعد كل سنوات البحث والحفريات وتعريض الأقصى لخطر الهدم. على أثر تلك الاعترافات نظّم آرييه شارون عام (2000) عملية اقتحام لباحات الأقصى لينقل عملية البحث عن الهيكل من تحت الأرض إلى فوق الأرض، فكانت انتفاضة الأقصى التي أحبطت الاقتحام الرسمي والشعبي الصهيوني للأقصى. إن تجدد الاقتحامات الآن هو تطبيق للفكر الصهيوني في عملية انتهازية صرفة للأوضاع المزرية الفلسطينية الناجمة عن الانقسام والتي تشكل عائقاً كبيراً في انطلاق انتفاضة جديدة ضد الاحتلال الصهيوني، وكذلك استغلال الوضع العربي السيء الذي أعطى الفرصة لتلك الجماعات الصهيونية لاستباحة الأقصى دون موقف عربي رادع لها، علماً بأن الدعم العربي للانتفاضات السابقة كان فعالاً للاستمرارية. كما أن غياب الدور الرسمي الأردني يشجع العدو الصهيوني على التمادي في عملية الاقتحام خاصة وأن معاهدة وادي عربة تعطي الحق للأردن في الإشراف على المقدسات التي يعتبر الأقصى أهمها لأنه مستهدف مباشرة من الطرف الصهيوني. كما أن الوصاية الأردنية التي تم توقيعها من قبل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس والملك الأردني عبدالله الثاني هي وصاية على المقدسات أيضاً. إذن لنا أن نسأل لمصلحة من الصمت الأردني على هذه الاقتحامات؟ ولماذا لا تلغى معاهدة وادي عربة من قبل الطرف الرسمي الأردني طالما الطرف الصهيوني لا يلتزم بها ؟. هل سيتحرك الأردن لوقف هذه الاقتحامات وحماية المقدسات؟ سؤال لا يحتاج إلى بيان رسمي يشجب ويندد، بل يحتاج إلى رد عملي بدءً من طرد السفير الصهيوني وسحب السفير الأردني وإغلاق السفارتين، وليس انتهاءً بإلغاء معاهدة وادي عربة المشؤومة.

انشر المقال على: