
استيطان مدينة القدس مستمر
محمد محفوظ جابر
لا شك أن الاستيطان في مدينة القدس لم يتوقف لحظة واحدة منذ بداية الاحتلال لهذه المدينة . في اليوم الاول لاحتلال القدس في حزيران 1967 تم هدم حارة المغاربة في البلدة القديمة للقدس و حارة الشرف واجزاء من احياء اخرى ، وبنيت مستوطنة تستوعب 300 مستوطن وصادرت سلطات الاحتلال فيما بعد اكثر من60 بيتا استوطن فيها اليهود.
ولاسباب عدة : أمنية وأراضي خضراء وقانون أملاك الغائبين قامت سلطات الاحتلال بمصادرة الأراضي المحيطة بالقدس من الجوانب الثلاث شمال وجنوب وشرق لأن المنطقة الغربية للقدس تم تهويدها بعد الاحتلال عام 1948.
وأقامت سلطات الاحتلال اطواق المستوطنات حول المدينة القديمة حتى قطعت اوصالها عن مدن الضفة الفلسطينية وعزلت المدينة وأهلها عن شعبهم .
ورغم صدور عدة قرارت من الامم المتحدة تطالب بوقف الاستيطان الا ان سلطات الاحتلال لم تلتزم بها بل ضربت بها بعرض الحائط واستمرت ببناء المستوطنات ، وقال نتنياهو : انه سوف يتجاهل ادانة المجتمع الدولي لخطط البناء وقال: "ان الحائط الغربي ليس ارضا محتلة و لا اهتم بما تقول الامم المتحدة".وضيقت سلطات الاحتلال الخناق على أهالي القدس العرب لتهجيرهم منها الى خارجها مستخدمة سياسة الاجلاء للعرب من أجل إحلال اليهود مكانهم .
هدمت البيوت وسحبت الهويات وأبعدت قيادات سياسية منها وفرضت ضرائب عالية جدا وفرضت رسوم بناء مرتفعة ليعجز المقدسي عن البناء وعن دفع الضرائب ، فتقوم سلطات الاحتلال بمصادرة ممتلكاته .نعم انه صراع على ملكية القدس لكل حبة تراب فيها . فان الاستيطان في القدس هو الحلقة المركزية في عملية تهويد القدس ولذلك لن يتوقف الاستيطان الا بتهويدها طالما أنه لا يوجد رادع قوي يجبر العدو الصهيوني على التوقف فكيف يتوقف وهو يعتبرها العاصمة الابدية، بينما تبنى مشاريع الاستيطان باسمنت عربي وأيد عاملة عربية وأحيانا مقاول عربي .
والان يجدد نتنياهو طرح مشروع E-1 الاستيطاني ليربط القدس بمستوطنة معالية أدوميم وهي مستوطنة أكبر من تل أبيب ب 53 الف دونم ومساحة المشروع 12000 دونم وسيقام في المشروع جامعة وفنادق ومراكز استجمام ومناطق صناعية ومقبرة ومكب نفايات إضافة الى الوحدات السكنية.
ونذكر هنا أن مبادرة " عبد ربه – بيلين " قد نصت على ضم معالية أدوميم الى " اسرائيل" وأن المشروع قد دعمه رابين و باراك ، ومنذ 40 عاما وهو يطفو و يختفي على السطح لأهميته الاستراتيجية ، وقد يكون هدف نتنياهو انتخابي ولكن المشروع خطير جدا ويقتضي العمل على اح