السبت 27-04-2024

استطلاع: 35% من الشباب يعيشون في مستوى معيشي سيىء وسيء جدا

×

رسالة الخطأ

موقع الضفة الفلسطينية

استطلاع: 35% من الشباب يعيشون في مستوى معيشي سيىء وسيء جدا

رام الله/ كشفت نتائج استطلاع لرأي الشباب عن ان 35% منهم يعيشون في مستوى معيشي سيء وسيء جدا، و39% متوسط، و26% وصفوا مستواهم المعيشي بالجيد والجيد جدا.
جاء ذلك خلال المؤتمر الذي عقده اليوم منتدى شارك الشبابي للاعلان عن نتائج استطلاع اراء الشباب الذي نفذ لصالحه في الفترة الواقعة من تاريخ 17 الى 19 من آذار، من قبل الشرق الادنى للاستشارات (نير إيست كونسلتنج)، بالشراكة مع مركز التمكين الاقتصادي والاجتماعي في فلسطين، وذلك في مقر المنتدى برام الله. وتحدث فيه كل من مستشار الرئيس لشؤون تكنولوجيا المعلومات د. صبري صيدم، ومدير شركة الشرق الأدنى للإستشارات جميل رباح، وممثل المؤسسة الدولية للشباب د. محمد مبيض، والرئيس التنفيذي لمنتدى شارك بدر زماعرة.
وبينت النتائج بان الظروف المعيشية دفعت 57% من الشباب للاستدانة، وذلك لقضاء احتياجات معيشية رئيسية، ومن الواضح أن نسبة من اضطروا للاستدانة أعلى من نسبة من صرحوا بأن مستواهم المعيشي سيء أو سيء جدا بحوالي 22 نقطة مئوية، مما يمكن فهمه بأن الاستدانة لا تقتصر على أؤلئك الذين يعيشون وضعا سيئا، بل تطال قطاعات أوسع من الشباب، أي أن هناك نسبة ممن يقيمون ظروفهم المعيشية بالمتوسطة فما فوق تدفهم الظروف للاستدانة.
وأشار رباح، الى أن النسبة الأعلى من الاستدانة تذهب لتوفير الطعام (وبنسبة 39%)، يلي ذلك الانفاق على التعليم بنسبة 25%، وعلى الصحة بنسبة 13%، وهي الحاجات الإنسانية الرئيسية، ما يعني أن غالبية الشباب، ليس لديهم الدخل الكافي لتأمين هذه الاحتياجات الرئيسية.
وتؤكد النتائج الارتباط الوثيق بين انخفاض المستوى المعيشي للشباب، وعدم قدرتهم على توفير الاحتياجات الرئيسية وارتفاع معدلات البطالة في صفوفهم، إذ كشفت أن 45% من الشباب المستطلعين 14% منهم طلبة عاطلين عن العمل، وغالبيتهم (69%) يبحثون عن فرص عمل منذ أكثر من سنة، أما العاملين من الشباب فقد بلغت نسبتهم 41%.
أما العوامل التي يعتبر الشباب أنها وراء صعوبة حصولهم على عمل، فمنها الموضوعي وهي ذات الأثر الأكبر في انتشار البطالة. إذ ترى الأغلبية أن السبب الرئيسي لبقائهم دون عمل هو محدودية الوظائف بنسبة 51%، وبدرجة ثانية يرى 34% من الشباب إنتشار الفساد والمحسوبية. ومنها الذاتي المرتبط بالشباب أنفسهم وهي العوامل الأقل تأثيرا في ظاهرة البطالة، اذ يرى 9% لإنخفاض تحصيلهم العملي، 4% لعدم إمتلاكهم المهارات الأساسية، و2% بسبب التخصص الأكاديمي الذي إختاروه.
وبرغم اجتماع سوء الأحوال المعيشية مع البطالة، ما زال 59% من الشباب يعبرون عن تفاؤلهم تجاه المستقبل، لكنهم من جهة أخرى يربطون بين هذا التفاؤل وحدوث تغيرات على الأرض وعلى رأسها تحقيق المصالحة بين حركتي فتح وحماس، إذ يرى 67% من الشباب أن تحقيق المصالحة فضلا عما ستحققه سياسيا فإن ذلك سيسهم بتحسين الأوضاع المعيشية والاقتصادية، إلا أن هذه القناعة حذرة إلى حد ما، حيث أن أعلى من النصف بقليل يرون أن هناك إمكانية قريبة لتحقيق المصالحة.
كما يرافق هذا التفاؤل والرغبة بتحقيق تغيير على الأرض، وخاصة في إعادة الوحدة الوطنية وإنهاء الإنقسام، رغبة بالتأثير السياسي عبر المشاركة السياسية، إذ صرح 70% برغبتهم بالإدلاء بأصواتهم في حال أقيمت إنتخابات رئاسية أو تشريعية، بينما رفض 6% الذهاب إلى صناديق الإقتراع، و23% لم يحددوا بعد ما إذا سوف يدلوا بأصواتهم أم لا.
بدوره اوضح زماعرة ان حجم عينة الاستطلاع العشوائية 850 فلسطيني موزعين في محافظات الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس، مؤكدا على مطالب الشباب بتوسيع القدرة الاستيعابية للسوق، والتصدي للفساد والمحسوبية لتقليص دوائر الفقر والبطالة وبالتالي تحسين المستوى المعيشي للشباب، بالتزامن مع تحقيق تغيير سياسي على الأرض، يتمثل بالعودة إلى الوحدة الوطنية، وهو ما ينعكس إيجابيا على الاوضاع الداخلية، ويرى الشباب أن من شأن إنهاء الانقسام، توحيد الجهد الفلسطيني في مقاومة الاحتلال، مؤكدين إن أي تغيير منشود يرتبط بالانتخابات، التي تعد وسيلة لتداول السلطة وكسر احتكار فئات وأشخاص بعينهم لمواقع صنع القرار.
واشار الى آراء الشباب حول زيارة أوباما للمنطقة، حيث يرى 44% منهم أن الهدف الرئيسي لزيارة اوباما للمنطقة هو الضغط على الفلسطينيين لتقديم تنازلات جديدة، بينما يعتقد 29% أن الهدف من ورائها هو تقليل التوتر ما بين الإدارة الأمريكية وحكومة نتنياهو، و12% لصالح إحياء عملية السلام و8% لبحث قضايا تتعلق بالشرق الأوسط مثل سوريا، لبنان وايران.
وترى الغالبية أن حصيلة الزيارة هو مزيد من الضغط على الفلسطينيين والتقارب بين الحكومتين الأمريكية والإسرائيلية، وهو ما يؤكده سؤال لاحق حول تقييم نتائج الزيارة، حيث اعتبر غالبية الشباب (77%) بانها سيئة بالنسبة للفلسطينيين، مقابل 91% اعتبروها جيدة بالنسبة للإسرائيليين.
وقال ان المعيار الرئيسي لتقييم نتائج الزيارة يتعلق بالقضايا الرئيسية للفلسطينيين، إذ أنه من غير المتوقع تحقيق تقدم في القضايا الرئيسية، وإن كان هناك بعض ما يسمى بالتسهيلات أو إجراءات بناء الثقة ممكن أن تلي الزيارة، حيث يعتقد 89% من المستطلعين بأن زيارة أوباما لن تؤدي إلى الحد من الإستيطان، واكد 75% أن هذه الزيارة لن تؤدي إلى تحرير الأسرى.
وفي مقابل غالبية الشباب الذين يرون عدم إمكانية تحقيق أي تقدم في القضايا الجوهرية، يرى 46% بأن هذه الزيارة ستؤدي إلى استئناف المفاوضات بدون إيقاف الإستيطان، كما يرى 40% أن ذلك قد يترافق مع ما يسمى باجراءات بناء الثقة مثل إزالة الحواجز، بناء شوارع، دفع الضرائب، كما يرى 56% ايضاً بأن الولايات المتحدة سوف تقدم مساعدات امريكية للفلسطينيين بعد هذه الزيارة.
ولا يتوقف وعي الشباب المتزايد بطبيعة الدور الأمريكي المنحاز لإسرائيل، والذي يدفع ثمنه الفلسطينيون دائما، عند الموضوع التفاوضي وقضايا الصراع سواء الجوهرية أو المعيشية اليومية، إذ يعتبر غالبية الشباب أن للدور الأمريكي انعكاساته الداخلية، لا سيما في موضوع المصالحة، إذ اعتبر 51% من المستطلعين أن زيارة اوباما ستؤدي إلى جمود المصالحة بين الطرفين، ويرى 44% زيادة الإنقسام بين فتح وحماس بعد هذه الزيارة.
وبينت النتائج أن 61% يرون أن هناك إحتمالية لنشوب إنتفاضة ثالثة ستزيد في حال فشل جهود دفع عملية السلام المبذولة حاليا، والمهم هنا، أن توقعات الشباب بحدوث انتفاضة ترتفع أكثر إزاء أن 77% لا يعتقدون أن زيارة أوباما ستليها نتائج مرضية فيما يتعلق بالسلام.
ويؤكد الشباب على ضرورة الاستمرار بالمقاومة بالوسائل المتاحة، ومن هنا يدعم 67% منهم خيار الذهاب إلى محكمة الجنايات الدولية، بينما يرى 33% ضرورة التأني في مثل إتخاذ هذه الخطوة.
بدوره قال د. صيدم، ان الرسالة لم تصل للسسياسيين فيما يتعلق بقضايا وهموم الشباب، رغم قرع جدران الخزان ودق الجرس، ففيما يتعلق بحالة العزوف باصرارهم بان المحسوبية هي الحاضر الاول للحصول على الوظيفة وشح الوظائف يأتي في المرتبة الثانية، وباصرارهم على حالة الاحباط وعزوفهم السياسي وعن الاحزاب وحتى عن المشاركة في العملية الانتخابية المستقبلية، والحديث عن الاستدانة والوضع المالي السيء للشباب ووصولهم الى خط الفقر.

واكد ان الشباب يرى اليوم في الاعلام الاجتماعي وسيلة للتنفيس والتعبير عن الشخصية وعن الذات، وقضية اخرى ما نعيشه اليوم من حرب تكنولوجية واشعرت الشباب وكأنها دعوة مفتوحة للمشاركة في هذا الميدان فلا نحتاج للصواريخ العابرة للقارات ولا قنابل نووية يكفي مشاركتك عبر جهاز حاسوبك والاشتراك في الانتر نت والعقل المفكر المبدع لخوض المعركة، فالمفاعلات النووية تجاوزت اعمارها الافتراضية، ومكبات النفايات النووية في عرض البحر وفي مناطق اخرى في العالم، وجيش يكدس العتاد ولكن يمكن امتلاك مخزون ثاني تستطيع ان تتوازن معه بالرعب، فتحقيق توازن الرعب لدى الشباب هو تفكير جديد في حياته.

من جهته اكد د. مبيض، تدني التنافسية مقارنة مع المحيط والعالم واصفا نسبتها بالسيئة كثيرا، مبينا انه لا توجد ريادية في خلق فرص العمل، وانخفاض مستوى الاعتناء في بناء الذات والاعتماد عليها.

انشر المقال على: