الاثنين 29-04-2024

أين تقف الفصائل الفلسطينية من انتفاضة القدس... فصائل تزعم قيادتها، وأخرى بتحريكها، وثالثة بتفجيرها ..!!!

×

رسالة الخطأ

خاص لموقع الضفة الفلسطينية

أين تقف الفصائل الفلسطينية من انتفاضة القدس... فصائل تزعم قيادتها، وأخرى بتحريكها، وثالثة بتفجيرها ..!!! خاص لموقع الضفة الفلسطينية صدحت حناجر الكثير من قادة الفصائل الفلسطينية: الوطنية والاسلامية، لإيجاد اطار قيادي موحّد لانتفاضة القدس التي قارب شهرها الثاني على الانتهاء مخلّفاً نحو مائة شهيد وآلاف الجرحى والمُصابين الفلسطينيين. وكثيراً ما يتساءل الفلسطيني العادي عن دور ومكانة الفصائل من الانتفاضة، ويتناول هو كما آلاف المواطنين هذه المسألة بالكثير من التهكم على هذه الفصائل، ودور المتفرج الذي تلعبه، وتكتفي بتحريك وسائلها الاعلامية التي تمتلكها لتبني مقاومة وانتفاضة لا وجود ولا دور لها ولا لغيرها من الفصائل فيها. ولعلّ الشارع الفلسطيني انتفض على سياسة الاحتلال التهويدية الاستيطانية المتطرفة، وعلى استهداف مقدرات ومقدسات شعبنا، وفي مقدمتها المسجد الأقصى، في الوقت الذي ملَّ أيضاً من المشروع السياسي الفلسطيني الضعيف أمام انتهاكات الاحتلال ومضايقاته للفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس المحتلة. فهل كانت الفصائل الفلسطينية تستعد لهذه الانتفاضة لإعادة ترتيب أمورها في محافظات الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة، بعد تعرضها للكثير من الحملات الأمنية والاستهداف المباشر من قبل جيش الاحتلال وأذرعه. في ما حاولت السلطة الفلسطينية- لحظة انطلاق الانتفاضة- الاستفادة أيضا منها لتوجيه رسائل سياسية للمجتمع الدولي وأمريكا و"إسرائيل" بأن تعثر الوصول لحل سياسي سيشعل الشارع الفلسطيني من جديد ضد المسعى السياسي ورفضا للواقع السياسي والاجتماعي والأمني الصعب. وظهر في خطاب بعض الفصائل بداية انطلاق الانتفاضة، طموح أكبر من الواقع بعد أن اعتبرت بعض الفصائل أن الانتفاضة الفلسطينية مستمرة حتى تحرير فلسطين، في حين اعتبر مراقبون للشأن الفلسطيني أن هذا الهدف بعيد المدى قد لا يتحقق في هذه الجولة من جولات المواجهة مع الاحتلال الصهيوني، لأن المواجهة مع الاحتلال تحتاج الى جولات وجولات وتحرير الضفة الغربية أو فلسطين يحتاج لجهد فلسطيني ودعم عربي وإسلامي مساند. في الوقت نفسه، راحت الفصائل الفلسطينية تتسابق بإسناد الانتفاضة لها، فزعمت حركة فتح بقيادتها للانتفاضة، فيما زعمت حركة حماس بتحريكها، وحركة الجهاد الاسلامي بتفجيرها...!. موقع الضفة الفلسطينية رصد تصريحات بعض القيادات الفلسطينية حول الانتفاضة الفلسطينية. وفي هذا السياق، أكد رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل، في تصريحات له: ان الانتفاضة الحالية ستحرر الضفة الغربية والقدس المحتلة، كما حررت الانتفاضة السابقة قطاع غزة من الاحتلال"، مشددًا على ضرورة استغلال الانتفاضة للاتفاق على استراتيجية وطنية موحدة وتشكيل قيادة وطنية ميدانية موحدة لانتفاضة القدس. أما القيادي في حركة حماس يحيى موسى أن الهبة الجماهيرية بالضفة الغربية ما زالت مستمرة بقيادة من الشباب الفلسطيني، وهؤلاء الشباب ليسوا بمعزل عن الفصائل الفلسطينية وتوجيهاتها. وأضاف موسى: "قد يكون من الحكمة أن تبقى الأمور بعيدة عن تحويل الانتفاضة إلى تجاذبات فصائلية أو إلى محاولة إخمادها منه خلال بعض الأطراف". وأكد موسى، في تصريحات صحفية، أن الاحتلال "الإسرائيلي" والسلطة الفلسطينية يعلمان تماماً أن أكبر قوة داعمة ومحركة للهبة الجماهيرية في الميدان هي حركة حماس، مضيفاً أن الحركة تعمل باستمرار لبقاء الهبة الجماهيرية واستمرارها. واتهم موسى الاحتلال "الإسرائيلي" وتصرفاته بالإضافة للوضع الفلسطيني في الضفة الغربية والمتمثل بالتنسيق الأمني هو السبب الرئيسي وراء اندلاع الهبة الجماهيرية في الضفة الغربية. وأوضح أن وجود الاحتلال في قلب مدينة الخليل هو السبب الرئيسي لتصدر الخليل الأحداث القائمة، ولكن هذا لا يعني أن الهبة الجماهيرية فقط في الخليل بل هي في كل نقاط التماس مع الاحتلال. وتساءل يحيى عن السلطة الفلسطينية قائلاً: "أين هي السلطة الفلسطينية؟، وأكد حسب قوله أنها تحول دون تطور الأحداث في كثير من مدن الضفة. ويمكن فهم موقف السلطة الفلسطينية من خلال مرسوم داخلي أصدره الرئيس محمود عباس يمنع فيه قيادات السلطة وحركة فتح من استخدام مصطلح انتفاضة على ما يجري في الضفة الغربية المحتلة، مجددَّا رفضه ومقاومته لاندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة، معتبرا ذلك حفاظًا على المدن والشعب الفلسطيني. وأظهرت انتفاضة القدس تبايناً كبيراً بين قيادة حركة فتح والسلطة وبين قاعدة وكوادر الحركة في مختلف محافظات الوطن. عباس اجتمع مع قادة حركة فتح في نهاية الأسبوع الأول من الانتفاضة وطالبهم بعدم التصعيد والانجرار وراء المواجهات في شوارع الضفة. أما شبيبة حركة فتح فأكدت، في بيان لها، استمرار الانتفاضة التي يقودها الشباب الفلسطيني في الضفة الغربية. وجاء في بيانها: "إن الهدف من انتفاضة شعبنا هو الحرية والخلاص النهائي من الاحتلال وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس، وإطلاق سراح أسرانا وعودة لاجئينا، وإزالة المستوطنات وجدار الفصل العنصري"، كما أكدت شبيبة فتح رفضها لأي مبادرات جزئية لا تقوم على مبدأ إنهاء الاحتلال، مشددَّةً على استمرارها في المواجهة وتقدم صفوف المقاومة والمواجهة. كما أن الناطق باسم حركة فتح فايز أبو عيطة أكد أن الانتفاضة أعادت للشعب والقضية الفلسطينية الاعتبار على عدة مستويات، منتقدًا تصوير بعض الجهات الإعلامية ما يجري في الضفة "وكأنه أمر عفوي". وبرز عضو اللجنة المركزية لحركة فتح وكأنه يعارض موقف السلطة ورئيس الحركة، بتصريحات نارية وثورية، أعلن فيها دعمه لما يجري في الضفة الغربية المحتلة وشدَّد على ضرورة مواجهة الاحتلال في نقاط التماس كافة، وقال، في تصريحات له عبر قناة الميادين الفضائية:" إن التنسيق الأمني مع الاحتلال "الإسرائيلي" جريمة وأن الواقع تجاوز مرحلة التنسيق"، مؤكدًا أن منظمة التحرير شكلت لجنة لمراجعة العلاقة مع الاحتلال وفك الارتباط به. وأكد المتحدث باسم حركة فتح أسامة القواسمي، في تصريحات صحفية: "أن الكل الفلسطيني مشارك في الهبة الجماهيرية ولكن حركة فتح خصوصاً لها دور مميز وواضح وذلك يتجلى من خلال تصدرها لقائمة الشهداء". ولفت الى أن هناك اتفاق بين كل الفصائل الفلسطينية بضرورة إبقاء هذه "الهبّة الشعبية"، وأن ما يحدث بالضفة هو أعلى درجات المقاومة، وهو أن تتصدى للاحتلال "الإسرائيلي" بكل الوسائل الشعبية كما يجري الآن في الضفة الغربية. وحذر القواسمي من المحاولات "الإسرائيلية" لدفع الأحداث إلى مربع اندلاع الحرب مع "إسرائيل"، وقال: "هذا سيدفع العالم لأن يساوي ما بين فلسطين و"إسرائيل" وهذا ما لا نريده وسيعطي للأخيرة ذريعة أمام العالم لتستخدم قوتها العسكرية معنا". حركة الجهاد الإسلامي أكدت على لسان القيادي البارز في الحركة الشيخ خالد البطش أن فصائل المقاومة الفلسطينية ستحافظ على الشكل الكفاحي للانتفاضة "الشعبي"، مؤكداً، في تصريحات له، أن أحداث الضفة والقدس هي "انتفاضة فلسطينية تضاف إلى انتفاضات الشعب الفلسطيني". وحذر البطش من أن الانتفاضة ستأخذ شكلاً آخراً إذا تمادى الاحتلال في إعداماته الميدانية بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس المحتلة، موضحاً بأن سرايا القدس وكتائب القسام وقوى المقاومة لن تسمح بأن يبقى النزيف من جانب واحد، وقال: "إن فصائل المقاومة ستعطي الأولوية للشعب، ولكنها ستلبي النداء وستكون عند حسن ظن أبناء شعبها في الضفة والقدس". وأضاف: أن الانتفاضة لن تبقى حبيسة مدينة دون غيرها كما هو الحال مع القدس والخليل، رغم أهمية ما قدمتاه من تضحيات كبيرة، ولكن الأحداث تنتقل والدليل أنها كانت في الأيام القليلة الماضية في نابلس وبيت لحم وقلقيلية وغيرها. وأضاف "إن ما يحدث بالضفة هو "هبة شعبية" غدا سنراها بنابلس وربما تكون في جنين وممكن ان تنتقل إلى بيت لحم، لنترك الهبة ولا نقلق وهي من ستضع "ميكانيزمياتها" وجدول أعمالها بشكل هادئ". وعن دور الجهاد الإسلامي في الهبة الجماهيرية أكد أن الجهاد الإسلامي حاضرا ويكفينا شرف أن مفجر الهبة وثورة السكاكين هو من أبناء الجهاد (في إشارة إلى الشهيد مهند الحلبي)، لافتاً الى كل من الشهداء: "ضياء التلاحمة، ومهند الحلبي، وشادي مطاوع". من جانبها، أكدت الجبهتان الشعبية والديمقراطية دعمهما للانتفاضة الفلسطينية، وطالبتا بالاستفادة منها لإنهاء الانقسام الفلسطيني. وفي هذا السياق، دعا الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين –المعتقل في سجون الاحتلال- أحمد سعدات إلى ضرورة بذل كل جهد وطني وشعبي فلسطيني لدفع وإدامة وتعميق الانتفاضة وتشكيل قيادة وطنية موحدة لاحتضانها والتصدي لمحاولات احتوائها عبر مشاريع سياسية تعيد الفلسطينيين مرة أخرى لمربع أوسلو. وقال سعدات- في رسالة من سجنه بنفحة جنوب فلسطين المحتلة، نهاية الشهر الماضي، إن اللحظة التي يعيشها الشعب الفلسطيني مصيرية بامتياز، والظروف الراهنة لا تطرح على الشعب الفلسطيني سوى خيار المقاومة"، داعيًا إلى امتلاك الإرادة السياسية لإنهاء الانقسام، واعتبار إنهاء الاحتلال هو الشعار الناظم لنضالات الشعب الفلسطيني، فيما دعا لتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، ووضع الأراضي المحتلة تحت الإشراف الدولي المؤقت. بدورها، أكدت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين على مواصلة الشعب الفلسطيني لانتفاضته ضد الاحتلال "الإسرائيلي" ورفض الشعب الفلسطيني وقف انتفاضته أو الالتفاف على تضحياته من أجل مفاوضات جربها شعب الفلسطيني واستفادت منها "إسرائيل" كغطاء لكل ممارساتها. وقالت الجبهة، في بيان إثر اجتماع قيادي: "الانتفاضة اليوم تقدم لنا فرصة ثمينة لإنهاء الانقسام وبناء الأطر الوطنية التي تحتضن وتدير العمل الانتفاضي بقيادة موحدة في الضفة وغرفة عمليات مشتركة في غزة وحركة لاجئين تساند الفعل الانتفاضي"، كما طرحت الجبهة الديمقراطية مبادرة وطنية مع الفصائل الفلسطينية خلال لقاء مركزي في العاصمة اللبنانية بيروت في الثلاثين من الشهر الفائت لتوفير التوافق الوطني حول سبل دعم الانتفاضة. الجبهتان الشعبية والديمقراطية تبنتا الانتفاضة الفلسطينية، وطالبوا بدعمها وتطويرها وحمايتها من أي اتفاق سياسي يجهض أدائها وفعاليتها. ويبقى الكلام لأشبال وفتيان وشبان الوطن الذين فجروا "انتفاضة القدس" دون تصريح أو إذن مسبق من فصيلٍ بعينه، وكأنهم يقولون للسلطة وللفصائل: "انتهى دوركم...وجاء دورنا لقيادة العمل الوطني ولمقارعة الاحتلال وتدفيعه ثمن جرائمه غالياً".

انشر المقال على: