الثلاثاء 23-04-2024

أسرى الحرية: كل عام وأنتم منتصرون

د. فيحاء عبد الهادي

أسرى الحرية: كل عام وأنتم منتصرون

د. فيحاء عبد الهادي

"إن الحركة الأسيرة تقاتل اليوم من أجل كرامتها، ورمزية دورها، وتدافع عن حضورها وثقافتها وتاريخها وتراثها؛ بهدف الانتصار في هذه المعركة، التي ستجسد وحدة كافة الأحرار مع الحركة الأسيرة".
من مقالة: معركة لا بد منها، بقلم أسير الحرية: شادي الشرفا/19 آذار 2017.

كل عام وأنتم منتصرون أسرى الحرية، كل عام وأنتم بخير؛ مروان البرغوثي، وأحمد سعادات، وكريم يونس، ومحمد القيق، وعباس السيد، وتوفيق أبو عرقوب، وعاهد غلمة، وكمال أبو حنيش، ونائل البرغوثي، وحسن سلامة، وجلال الفقيه، وعايد دودين، وفايز حامد، وزياد عواد، وطارق ادعيس، وفادي حمد، وإبراهيم أبو سرور، وطاهر عطوة، ورجب الطحان، ومحمد ردايدة، ومحمد عطيوي، وحمزة العباسي، وفراس نصار، وموسى أبو غلمي، وشادي الشرفا، وناصر عويس، وحافظ قندس، ويوسف عليان، وعماد الرفاعي، وجميل عنكوش، وناصر العورتاني، وعصام أبو عرقوب، ومحمد بربر، وحسن كراجة، وحسن الصفدي، وناصر أبو حميد، ومحمد عبد الجليل، ووائل طبلت، وبلال بدرة، وليث عليان، ورائد الشافعي، ومحمد أبراش، وأسرى الحرية كافة.
كل عام وأنتن بخير؛ شروق دويات، ونورهان عواد، وإسراء جعابيص، وملك سلمان، ومرح بكير، ومنار شويكي، ونتالي شوخة، واستبرق نور، وأمل طقاطقة، ولما البكري، وفاطمة عليان، وجميلة جابر، وأسيرات الحرية كافة.
كل عام وأنتن بخير؛ فدوى البرغوثي، وعبلة سعادات، وصمود كراجة، وناريمان الشرفا، وتمام الرفاعي، ورجاء أبو سخا، وشمَّة حماد، ومرادي الرفاعي، ولطيفة أبو حميد، وسميرة أبراش، وأم محمد شاكر، وأم عبد الرحمن مقادمة، وأم راضي الحاج أحمد، وأم رامي عنبر، وأمهات وزوجات وبنات وشقيقات وعائلات أسرى الحرية كافة.
*****
مع خبر الاستجابة لبعض مطالب الأسرى، في بداية الأسبوع السادس لإضراب الكرامة، وبعد واحد وأربعين يوماً من صمود الأسرى؛ يبرز سؤال كبير: ما هي عوامل انتصار الأسرى في معركتهم لنيل مطالبهم العادلة؟ وإلى أي حد ساهم إسناد الأسرى؛ سلطة، وشعباً، ومجتمعاً مدنياً (النقابات والإعلام والأحزاب السياسية) في تحقيق انتصارهم؟
وهل ارتقى الإسناد العربي والعالمي إلى مستوى تضحياتهم؟
*****
وإذا كان الهدف هو النقد البناء وليس جلد الذات؛ علينا أن نفرِّق بين مستويات الدعم في تحمل المسؤولية، وفي تحقيق الانتصار.
قدَّم الأسرى المضربون عن الطعام كل ما يستطيعون، وأعزّ ما يستطيعون، على طريق الانتصار في معركتهم لتحقيق مطالبهم العادلة؛ فهل قدَّمنا كل ما نستطيع لإسنادهم؟
الفلسطينيون في فلسطين؛ قدَّموا بعض ما يمكن أن يقدِّموا من تضامن جزئي؛ من خلال التواجد في خيم الاعتصام، مع عائلات الأسرى المقيمين فيها بشكل دائم، والإضراب عن الطعام - عدد من القيادات وعدد من المواطنين مع عدد من عائلات الأسرى -، وإصدار البيانات والعرائض، وتنظيم العديد من المسيرات الاحتجاجية، انتصاراً لمطالب الأسرى، على رأسها المظاهرات التي قادها الشباب نحو سجون الاحتلال، ونحو حدود التماس، في الضفة الغربية، وعند الشريط الحدودي لقطاع غزة، والتي أدَّت إلى مواجهات مع جيش الاحتلال.
بالإضافة إلى تنظيم بعض الفعاليات الثقافية والندوات السياسية، والنشاط الإعلامي، الذي صاحب بعض المبادرات الخلاَّقة، منذ أعلن الأسرى إضراب الكرامة، يوم 17 نيسان 20177؛ مثل مبادرة تحدي «ماء وملح»، التي أطلقها «عرب مروان البرغوثي»، ولقيت استجابة كبيرة فلسطينياً وعربياً ودولياً، حيث شارك فيها مئات النشطاء والإعلاميين والفنانين، نساء ورجالاً، من خلال فيديوهات، تمَّ تناقلها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
والمبادرة التي أطلقتها بلدية رام الله، من أفكار الفنان «محمد سباعنة»، وتعاونت البلدية في تطبيقها مع «ملتقى نبض الشبابي»؛ لوضع لوحات مرورية تنبيهية على الأعمدة في مركز المدينة، ومحيطها؛ تحولت إلى حملة تضامنية مع إضراب الكرامة: «قف..مع أسرانا»، «انتبه..أطفال في المعتقلات»، «انتبه..أحرار على الطريق»، «صوت أمعائكم الأعلى»، والتي هي جزء من مشروع البلدية الفني بعنوان: «إضراب الحرية»، والذي تضمَّن عروضاً سينمائية، ورسوماً على الجدران، وإطلاق مناطيد، وتركيب مجسَّمات حول الحركة الأسيرة، وتوجيه رسائل للمدن التوأمة مع المدن الفلسطينية.
والفلسطينيون في الشتات قدَّموا بدورهم بعض ما يستطيعون، من أشكال إسناد لإضراب الكرامة، بالتركيز على النشاط الإعلامي والثقافي، بالتعاون مع حركات التحرر العربية، ولجان المقاطعة.
أما الشعوب العربية، وشعوب العالم؛ فقد قدَّمت بعض ما تستطيع، في إسناد لإضراب الكرامة؛ في لبنان، ومصر، والجزائر، والمغرب، وتونس، وموريتانيا، وفي أستراليا، وأميركا، وأوروبا، وأميركا اللاتينية؛ من خلال الإضرابات الرمزية، والفعاليات الثقافية، والبيانات والعرائض التضامنية، بالإضافة إلى المشاركة في حملات التضامن، باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي، وبالتعاون مع حركات المقاطعة.
*****
وإذا كان الأسرى قد انتصروا في معركتهم لتحقيق مطالبهم الإنسانية العادلة؛ فكيف يمكن استلهام دروس تجربتهم لتحقيق الانتصار في معركة الحرية الشاملة؟
أول هذه الدروس: تحديد الهدف، وثانيها: تحديد وسائل تحقيق الهدف، وثالثها: التخطيط المحكم، ورابعها: الوحدة حول الهدف.
وإذا كان صمود الأسرى الأسطوري أولاً، بالإضافة إلى المساندة الجزئية الفلسطينية والعربية والدولية قد حقق هدف إضراب الكرامة، والذي تمثل في الاستجابة لمطالب الأسرى الإنسانية؛ فماذا عن تحقيق الهدف الأكبر؟
كيف يمكن أن يسخِّر الشعب الفلسطيني كل طاقته، وجهده، وإمكاناته لكي يحقق هدف استقلاله وحريته؟ وكيف يمكن أن يقدِّم الشعب العربي بأجمعه، وشعوب العالم، كلّ الدعم والإسناد لتحقيق الانتصار في معركة الحرية؟

انشر المقال على: