لماذا تخشى حركة حماس من حراك العاشر من شباط
العاشر من شباط هو الموعد الذي حددته “حملة النداء الاخير من أجل مصالحة حقيقية” للنزول الى الميدان لاعلاء صوت الجماهير الرافضة للانقسام السياسي وتدهور الاوضاع الاقتصادية, هذه الدعوة التي اطلقتها شبيبة حزب الشعب الفلسطيني خلال لقاء سياسيا نظمته الشبيبة بعنوان ” تحت المسائلة ” لمناقشة دراسة بعنوان ” الطريق نحو مصالحة حقيقية وبمشاركة كل من د. احمد يوسف القيادي في حركة حماس ، د. فيصل ابو شهلا ممثلا عن حركة فتح ، والنائب في المجلس التشريعي جميل المجدلاوي ، وليد العوض عضو المكتب السياسي لحزب الشعب ، والحقوقي صلاح عبد العاطي، ومحمد صالح منسق شبيبة الحزب وبحضور حشد جماهيري من الفعاليات والقوى الوطنية والاسلامية والمخاتير , والاطر الطلابية والشبابية ، والنخب السياسية والصحفية.
حماس تتهم الشعبية وحزب الشعب بقيادة مخطط لزعزعة غزة
بعد هذه اللقاء خرجت مواقع تابعة لحركة حماس تتهم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وحزب الشعب وشبيبته بقيادة مخطط بالتوافق مع المخابرات الفلسطينية لإثارة الفوضى في غزة وتأليب الرأي العام ضد حركة حماس التي تحكم القطاع .
وادعى الموقع أن قيادات في الشعبية وحزب الشعب سيستغلون الأزمات التي يعاني منها القطاع من كهرباء ومعابر وصحة وتعليم في محاولة لتأليب الناس ضد حماس
وقالت هذه المواقع ” نقلا عن ما أسماها بمصادر فلسطينية مطلعة أن هناك مخطط لـ”خلق اضطرابات وأزمات حياتية تمهيدًا للقيام بعصيان مدني في قطاع غزة”.
متناسية تللك المواقع بأن المواطنين في غزة يعيشون أسوأ أزمات ولا يحتاج أي مسؤول أن يحاول خلق تلك الأزمات فالكهرباء والمعابر والوزارات والمؤسسات التي تسيطر عليها حماس والضرائب والبطالة والفقر هما سيد الموقف تحت حكم حماس
حزب الشعب يرد على ما نشرته هذه المواقع عن “مخطط لزعزعة الأمن في غزة
وقد عبر حزب الشعب الفلسطيني في بيان رسمي عن استغرابه الشديد لما نشرته وكالة “صفا الإخبارية”، وتناقلته وسائل إعلام مختلفة، ونسبته لمصدر رفض ذكر اسمه وادعت فيه زوراَ بأن مسئولاَ بارزاَ في حزب الشعب الفلسطيني يشارك في مخطط أمني لخلق إضطرابات وعصيان مدني بغزة، وبأنه يجرى تسخير شبيبة الحزب من اجل القيام بمثل هذه الاضطرابات.
وأكد الحزب على أن هذه إدعاءات باطلة وعارية عن الصحة تماماَ، وهي تندرج في إطار حملات التحريض المقصودة والتمهيد لما يمكن اعتباره استهدافاَ ومساساَ مباشراَ لبعض الفصائل وقياداتها والشخصيات الوطنية الفلسطينية الفاعلة والمعروفة بوضوح مواقفها في الدفاع عن قضايا الناس وحقوقهم.
وبالفعل حذث ما توقعه الحزب من الهدف وراء نشر هذه التقارير وبدأت حملة استدعاءات لعدد من قادة الحركة الوطنية والشخصيات المجتمعية وقد تم استدعاء الرفيق محمد صالح وهو مسئول شبيبة الحزب في قطاع غزة لدى أجهزة حماس وقد وجهت اليه العديد من الاتهامات والمشار اليها سابقا في تقاريرهم الاعلامية ولازالت تواصل حكومة حماس استدعاء كوادر وقيادة شبيبة الحزب.
وقد اعتبرت شبيبة الحزب في بيان لها هذا الاحتجاز والاستدعاءات المتكرة لمسئولها بالقطاع وعدد من الشخصيات بمثابة انتهاكاً واضحاً لحقوق الإنسان وحرية والرأي والتعبير التي كفلها القانون الأساسي الفلسطيني، وشددت على أن تصدير الأزمات عبر سياسة الترهيب واتهام الآخرين لن يساعد على تجاوز الأزمة، خاصة وأن واقع المعاناة التي يعيشها الناس يمثل المحرض الأول للجماهير الشعبية، منبها إلى أن عدم الإسراع في معالجة ذلك سيضاعف من حدة الاحتقان والتوتر وقد يؤدي إلى ما لا يحمد عقباه
أين دور الفصائل الوطنية:
والسؤال الذي يطرح نفسه دائما أين دورها ازاء ما يحدث من تعدي على الحريات واين دورهم في وقف هذه الانتهاكات المستمرة فالفصائل الفلسطينية لم يصدر منها اي موقفا رسميا ولم تحرك ساكنا ازاء تلك التعديات وغيرها والسؤال الاخر متى ستصحو من غفوتها.. وأن تكف عن سياسة المجاملات فجميع مبادراتها انطلقت على اساس ايجاد صيغة توافقية لارضاء طرفي الصراع على حساب تحقيق مصالحة حقيقية يمكن أن تتحقق تحت ضغط شعبي وحقيقيوليس بطريقة مجاملة وارضاء الطرفين ولم يتوصلا لأي حل جذري أو جوهري في قضية المعتقلين السياسيين وإطلاق سراحهم من السجون وإنهاء ملف الاعتقال السياسي كمبادرة لحسن النية . وبالتالي فان هذه الاتفاقيات لم تنجح في بناء الثقة والاحترام المتبادل والأمن والسلام بينهما . و فشل الطرفان في بناء علاقة ايجابية والتي تعد واحدة من أهم المراحل للوصول لتحقيق المصالحة، لذلك فإنه من الضروري أن يبدأ الطرفان بخطوات فعالة في هذا الاتجاه.
فلغة التحريض والتخوين والتامر والذي تشنها أجهزة واعلام حركة حماس على حزب الشعب وشبيبته والجبهة الشعبية لا يستقيم مع ما يجري من حديث عن جهود مصالحة .. قلناها وسنظل نقولها ,, المصالحة الحقيقية لن تتحقق طالما الطرفان مستمران بطريق الانقسام والخطأ وقمع الحريات ومنع التحركات الجماهيرية
{ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}
حتى هذه اللحظة لم تقدم حكومة حماس اي دليلا واحدا على ادعائاتها وهي على يقين بأن ادعاءاتها لا اساس لها من الصحة
ولكن لماذا اثارت هذه الضجة؟ ولماذا تخشى حكومة حماس من دعوة شبيبة حزب الشعب الفلسطيني وحملة النداء الاخير من أجل مصالحة حقيقية من النزول الى الميدان في العاشر من شباط؟ .. علما بأن جميع الفصائل تحيي ذكرى انطلاقتها بالمطالبة بانهاء الانقسام ولا يحدث مثل هذه والاتهامات والتحريض والاستدعاءات؟ الجواب لهذه الاسئلة أن كل هذه الادعاءات والضجة تأتي في اطار قمع الحريات ومحاولات ترهيب الشارع ولمنع تنظيم فعايات شعبيبة وجماهيرية ضد الإنقسام.