السبت 23-11-2024

نظرية 'دسُ السُم'.. 'إسرائيل" استطاعت نقل روايات مُحددة حول 'المختطفين' !

×

رسالة الخطأ

موقع الضفة الفلسطينية

نظرية 'دسُ السُم'.. 'إسرائيل" استطاعت نقل روايات مُحددة حول 'المختطفين' !

تسعى المنظومة الأمنية الإسرائيلية جاهدة في هذه الأوقات نقل الروايات المشبوهة المضللة والأخبار المكذوبة التي تريد نقلها إلى الرأي العام الفلسطيني بل والعالمي عبر الإعلام الفلسطيني لتحقيق أهداف عدة أبرزها تأليب الرأي العام العالمي على المقاومة، وجلب التعاطف العالمي من وراء تلك الإخبار، بل وتتعداها إلى الأمنية لمعرفة أين جنودهم الثلاثة المختطفين؟!.
فمنذ اختفاء الجنود الإسرائيليين الثلاثة لم تتوقف الوسائل الإعلامية الإسرائيلية عن "دس" مواد وروايات مضللة بغية نقلها للإعلام الفلسطيني عبر الترجمة، ومن المعروف أن الرقابة العسكرية الإسرائيلية هي من يدير الوسائل الإعلامية الإسرائيلية بل ويدير عدد منها ضباط في جهازي الشاباك والموساد الإسرائيلي.
وحسب خبراء إعلاميين فإن عدد من الإعلاميين ومؤسساتهم الإعلامية وقعوا في فخ "الشاباك الإسرائيلي" والمنظومة الأمنية العسكرية والتي نجحت للأسف في "دس" عدد من المواد الإعلامية عبر إعلامنا الفلسطيني.

نظرية "دس السُم"
الأكاديمي والخبير الإعلامي د. نشأت الأقطش أكد أن المنظومة الأمنية الإسرائيلية وعلى رأسها جهازي الشاباك والموساد نجحت في نقل بعض الروايات المشبوهة والمضللة إلى الجانب الفلسطيني عبر عدد من الوسائل، مشيراً أن تلك الروايات ذات أهداف "خبيثة" تستخدم لضرب الفلسطينيين بالصميم أكثر مما يراد منها استقاء معلومات حول الجنود الثلاثة".
وبين الأقطش " أن السبب الرئيس وراء تبني بعض الوسائل للرواية الإسرائيلية عبر الترجمة حيث أشار أن السبب الأول "عفوي" وغير مدروس ناتج عن بحث بعض الوسائل عن "السرعة، والسبق"، موضحاً أنه ليس من أخلاقيات العمل الصحفي تقديم "السبق والسرعة" على المسؤولية الإعلامية الوطنية.
ومن الخطير ما قاله الأقطش أن السبب الثاني في نقل الرواية الإسرائيلية بل وتبنيها عند بعض المؤسسات أنها ذات أجندة "غير سليمة البتة".
ونبه الأقطش إلى خطورة نقل الرواية الإسرائيلية إلى إعلامنا الفلسطيني، وتأثيراتها على الرأي العام المحلي والعربي والدولي، ومن ابرز تلك التأثيرات التي ساقها تأليب الرأي العام العالمي على الفلسطينيين والمقاومة, نهيك عن المغزى الأمني.
وقال الأقطش :"من الخطأ نقل كل ما يصدر عن الإعلام الإسرائيلي واعتباره غنيمة، هناك بعض الوسائل الإعلامية الفلسطينية تبني كل مصادرها على الإعلام الإسرائيلي وكأنها النسخة العربية عن تلك الوسائل، كما للإسرائيليين رواية حول كل حادثة علينا كفلسطينيين إيجاد الرواية التي تخدم قضيتنا، الشاباك يدس السم في العسل في عدد من الأخبار".
وأضاف:"من المسؤولية الوطنية عند الترجمة عن العبرية أن نتحلى بالمسؤولية الوطنية، ودراسة الخبر الإسرائيلي من حيث المصطلحات والأهداف ومدى تأثيره على الجمهور الفلسطيني، ولنطرح تساؤل عند كل خبر هل سيخدم هذا الخبر القضية الفلسطينية؟ ام لا؟".
وتابع:"كما أن من المسؤولية الوطنية عند النقل من الوسائل الإسرائيلية ضرورة جلب تعقيب فلسطيني على الخبر الذي يمس قضيتنا، وعلينا ان لا نترك الخبر دون إيجاد رواية فلسطينية مضادة للروايات الإسرائيلية".

محاذير النقل الصحفي
الإعلامي صالح المصري مدير ورئيس تحرير "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" أتفق مع سابقه "الأقطش" في أن بعض الوسائل وقعت في فخ المنظومة الأمنية الإسرائيلية حيث نجحت الأخيرة في أوقات عدة بـ"دس" بعض المواد الإعلامية المضللة التي تُضر بقضيتنا الفلسطينية.
وأبدى الإعلامي المصري خشيته "أن يصبح الإعلام الفلسطيني أداة للمؤسسة الأمنية الإسرائيلية من خلال نشر بعض الأخبار الموجهة والمشوهة التي ينشرها الاحتلال لقياس ردات فعل معينة ولحاجة في نفسه"، موضحاً أن "جزءاً من الحرب الدائرة (حرب إعلامية) ويبدو واضحا أن الإعلام يتخبط في معلوماته وقراراته لذلك يجب أن نتنبه لموضوع التغطية خاصة في الإعلام الجديد الفيسبوك والتويتر".
وفي الرواية الإسرائيلية في حادثة اختطاف الثلاثة جنود، يقول :"إسرائيل" تريد أن توهم العالم بان المختطفين هم أطفال مراهقين ولكنهم في واقع الأمر ليسوا كذلك لا من حيث أعمارهم ولا من حيث ما بدأ على أشكالهم في الصور التي ظهروا فيها ... لكن هي تحاول أن تظهر الفلسطينيين على أنهم "إرهابيين " وقتلة أطفال بينما هي من تقتل الأطفال وتعتقلهم وصور الشهيد محمد الدرة والطفلة إيمان حجو لا زالت ماثلة أمامنا".
وبين المصري في حديثه لـ"فلسطين اليوم" أن "إسرائيل" في هذه المرحلة تحاول إيصال رسائل عدة من خلال تصريحاتها وتقاريرها الإعلامية، وبعض الأخبار، لافتاً أن "بعض التصريحات الإسرائيلية تكون مضحكة لأن الرسالة الموجهة تكون واضحة.. وأضاف :" أنا اعتقد إن إسرائيل في أزمة وهي تبحث عن خرم أبره ويجب أن لا نساعدها في ذلك" .
ودعا المصري الكل الفلسطيني إلى ضرورة "تبني رؤية إعلامية تؤخذ في الحسبان أننا شعب محتل، ويجب ان نراعي ذلك من حيث نشر الأخبار والصور والمعلومات وقال:" المطلوب الحفاظ على الجبهة الداخلية الفلسطينية بأن تظل متماسكة وقوية لأننا في حالة حرب واحتلال".
وأضاف:" التغطية الإعلامية الفلسطينية يجب ان تكون بمستوى التحديات التي تعيشها القضية الفلسطينية ونحن نراهن على وعي الصحفيين الفلسطينيين في هذه المسالة".
وعلى الرغم من عثرات الإعلام الفلسطيني إلا أن المصري أكد أن "الإعلام الفلسطيني يشكل كتيبة متقدمة في التصدي للرواية الإسرائيلية، لذلك نلاحظ الاستهداف المتعمد للصحفيين والمؤسسات الصحفية" .
وقال :"أعلم أن بعض الصحفيين الفلسطينيين يواصلوا الليل بالنهار وهم يقومون بالتغطية المهنية والوطنية والمسئولة في الخليل وباقي مدن الضفة المحتلة لذلك من المهم ان نوجه لهم التحية على جهودهم الكبيرة".
وجدد دعوته للصحفيين بضرورة التحلي بالمهنية والمسؤولية الاجتماعية والوطنية في تغطية الأخبار سواء فيما يتعلق بالتغطية لأخبار الجنود المختطفين أو غيرها من القضايا الوطنية .
واختتم المصري حديثه بنصيحة إعلامية إلى الإعلاميين والناطقين في جميع توجهاتهم الرسمية والفصائلية بضرورة التحلي بـ"الصمت" الإعلامي في قضية الجنود المختطفين، معتبراً إياه أحد أسلحة المرحلة في إرباك العدو، قائلاً :"الصمت في كثير من الأحيان سلاح مهم، وأنا أدعو للصمت في هذه المرحلة".

انشر المقال على: