شباب فلسطينيون يدعون الى معاقبة المشاركين في التطبيع بكافة اشكاله
دعا شباب فلسطينيون لفرض اجراءات عقابية وظيفية وعدلية ضد المؤسسات والأفراد التي تنظم أو تشارك باللقاءات التطبيعية مع دولة الاحتلال ومؤسساتها بكافة قطاعاتها الثقافية والاقتصادية والمعلوماتية.
ودعوا الى الارتقاء بمستوى المسؤولية الفلسطينية تجاه هذا الملف الى المستوى الذي توليه اياه الاتحادات الشعبية والنقابات المهنية والقطاعية العربية والأوروبية.
جاء ذلك خلال الحوار الشبابي المفتوح الذي نظمه اليوم منتدى شارك الشبابي حول "مناهضة التطبيع مع الاحتلال" بمحوريه: التطبيع السياسي والاقتصادي والثقافي والأكاديمي والاجتماعي، والمقاطعة العالمية لدولة الاحتلال (إسرائيل) وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها.
وتحدث في اللقاء كل من الناشط والمتطوع في اللجنة الوطنية لمقاطعة (اسرائيل) نصفت الخفش، والصحفي الاقتصادي ابراهيم ابو كامش، والناشط بهاء الخطيب من مؤسسة جهود، وشارك في الحوار عدد من ممثلي الشباب والتجمعات الشبابية والمهتمين اضافة إلى عدد من الخبراء، وذلك في مقر المنتدى برام الله.
ودعا الشباب الى المزيد من حملات التوعية المناهضة للتطبيع في المدارس والجامعات وعبر كافة وسائل الاعلام، والتشديد على مقاطعة سلسلة محال سوبر ماركت الصهيوني "رامي ليفي" المقامة على الاراضي الفلسطينية.
واتفق الشباب مع اللجنة الوطنية لمقاطعة (اسرائيل) وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها على مفهوم التطبيع وهو"المشاركة في أي مشروع أو مبادرة أو نشاط، محلي أو دولي مصمم خصيصا للجمع (سواء بشكل مباشر أو غير مباشر) بين فلسطينيين أو عرب و(اسرائيليين) أفرادا كانوا أم مؤسسات، ولا يهدف صراحة الى مقاومة أو فضح الاحتلال وكل أشكال التمييز والاضطهاد الممارس على الفلسطينيين.
وقال المدير التنفيذي لمنتدى شارك الشبابي بدر زماعرة، "قد يؤسس هذا اللقاء لنقاشات تكون مهمة ومثمرة في المرحلة القادمة مع الشباب"، مؤكدا على غياب الوعي لمفهوم التطبيع ويرمي أحيانا بشكل جزافي على أي نشاط أو أي عمل شبابي يوصف بأنه تطبيع وهي واحدة من الأخطاء التي يجب التفكير بها.
وأشار زماعرة الى أن هناك عددا لا بأس به من الشباب شاركوا في لقاءات تطبيعية دون ادراكهم ومعرفتهم انها تطبيعية من خلال المشاركات الاسرائيلية فيها، ومن اجل الحصول على بعض المنح يشترط التوقيع مع مؤسسة صهيونية مؤكدا ان كل هذه المظاهر موجودة في المجتمع الفلسطيني.
بدوره، قال الناشط والمتطوع في اللجنة الوطنية لمقاطعة (اسرائيل) نصفت الخفش، ان أهم أشكال التطبيع هي تلك النشاطات التي تهدف الى التعاون العلمي أو الفني أو المهني أو النسوي أو الشبابي أو ازالة الحواجز النفسية، ويستثنى من ذلك المنتديات والمحافل الدولية التي تعقد خارج الوطن العربي كالمؤتمرات أو المهرجانات أو المعارض التي يشترك فيها (اسرائيليون) الى جانب مشاركين دوليين، ولا تهدف الى جمع الفلسطينيين أو العرب بـ(الإسرائيليين) بالإضافة الى المناظرات العامة، كما يستثنى من ذلك حالات الطوارئ القصوى المتعلقة بالحفاظ على الحياة البشرية كانتشار وباء أو حدوث كارثة طبيعية أو بيئية تستوجب التعاون الفلسطيني/(الاسرائيلي).
وأكد على محاربة التطبيع ومقاطعة (اسرائيل) اقتصاديا كونها تشكل أحد أشكال مقاومة الاحتلال وعزل كيانه وفضح ممارساته من خلال المؤسسات المدنية والفصائل والنقابات والاتحادات، متطرقا الى اطلاق نداء مقاطعة (اسرائيل) في عام 2005، مشيدا بالتجاوب الكبير جدا مع النداء من قبل الاتحادات والمؤسسات الدولية وخاصة في اوروبا ما كبّد (اسرائيل) خسائر فادحة نتيجة المقاطعة الاقتصادية والثقافية والأكاديمية والرياضية التي تتبناها وتقودها حملة مقاطعة (اسرائيل) وسحب الاستثمارات منها.
من جهته، تحدث الصحفي ابراهيم ابو كامش عن أوجه التطبيع الاقتصادي مع مؤسسات دولة الاحتلال، مؤكدا وجود شبكة فلسطينية (اسرائيلية) سعت وما زالت لتسويق المنتجات (الاسرائيلية) في الاسواق العربية بشهادات منشأ فلسطينية باعتبارها منتجات وسلع فلسطينية، اضافة الى تعاقد بعض الفلسطينيين من الباطن مع (اسرائيليين) أفراد ومؤسسات لإغراق السوق الفلسطينية بمنتجات المستوطنات من جهة وبالمنتجات والسلع (الاسرائيلية) الفاسدة ومنتهية الصلاحية وغير الصالحة للاستخدام الآدمي، عدا عن ما شهدته "تل أبيب" والبحر الميت وبعض مدن الضفة الغربية مؤخرا من لقاءات تطبيعية بين مؤسسات وشركات فلسطينية (اسرائيلية) تحت إطار البحث عن الفرص المفقودة.
وقال أبو كامش، ان اخطر أشكال التطبيع هو التطبيع الثقافي الذي يستهدف الشباب ذكورا وإناثا ضمن لقاءات ثنائية وثلاثية تتم داخل الوطن وخارجه وفي (اسرائيل) والتي يشرف عليها من الجانب (الاسرائيلي) ضباط أجهزته الأمنية في حين يتم التعامل معها فلسطينيا بطرق اعتيادية لا ترقى لمستوى خطورتها.
وطالب أبو كامش، الجهات ذات العلاقة على كافة المستويات الرسمية والفصائلية والمجتمعية، الارتقاء بمستوى مسؤولياتها الوطنية ومحاربة اللقاءات التطبيعية باتخاذ اشد الاجراءات العدلية والوظيفية العقابية بحق كل من يتورط في اللقاءات التطبيعية ويعمل على تنظيمها وتشجيعها.
أما الناشط بهاء الخطيب من مؤسسة جهود فأكد وجود إشكالية حقيقية في كيفية توصيل الصورة عن التطبيع للفئات الاجتماعية المختلفة، متطرقا الى مفهوم التطبيع منذ اتفاقيات كامب ديفيد مبينا أن مجموعة كبيرة من الفلسطينيين يرون ان التطبيع خيانة، ومشيرا الى الارتباط العضوي بالاحتلال من ناحية الاتفاقيات الاقتصادية وغيرها.
وشهد الحوار الكثير من مداخلات الشباب والفتيات حول التطبيع وأشكاله والبدائل المتاحة وبالذات في مجال مقاطعة المنتجات (الاسرائيلية) والعمل في المستوطنات، بالتركيز على اعادة النظر في المنهاج المدرسي التعليمي الفلسطيني ليكون مرتبطا باقتصاد المعرفة، وتشجيع التوجه نحو التعليم المهني والتدريب التقني، وربط مدخلات التعليم باحتياجات سوق العمل المحلي، ودعم مشاريع المبادرات الريادية وخاصة للخريجين والشباب، وتشديد المقاطعة للمنتجات والسلع الاسرائيلية والإقبال على المنتجات الوطنية.