شبح التطبيع يهدد مبادرة كسر الجمود محمد النجار-البحر الميت خيمت شكوك حول أهداف مبادرة 'كسر الجمود' التي أطلقها رجال أعمال فلسطينيون وإسرائيليون في ختام أعمال المنتدى الاقتصادي مساء الأحد، لا سيما أنها دعت لاستئناف المفاوضات وإنهاء الصراع بحضور الرئيسين الفلسطيني محمود عباس والإسرائيلي شمعون بيريز ووزير الخارجية الأميركي جون كيري، ودعم الملك الأردني عبد الله الثاني. فبينما ثارت شكوك حول إمكانية أن تكون المبادرة مدخلا للتطبيع مع الإسرائيليين، نفى القائمون على المبادرة ذلك الطرح نفيا قاطعا. وبدا الزخم الممنوح للمبادرة كبيرا ومرتبا، فعوضا عن الحضور السياسي اللافت، كان حضور رجال الأعمال الموقعين عليها لافتا أيضا. وعبّر حجم الوفدين الإعلاميين الإسرائيلي والفلسطيني عن مدى الاهتمام بإطلاق مبادرة تعطي مجددا مدخلا لمفاوضات إسرائيلية فلسطينية. وعرض المبادرة -في الجلسة الختامية للمنتدى- كل من رجلي الأعمال الفلسطيني منيب المصري والإسرائيلي يوسي فاردي، بحضور ثلاثمائة رجل أعمال فلسطيني وإسرائيلي وقعوا على المبادرة. دوافع المبادرة من جانبه ركز منيب المصري في حديثه على أن المبادرة تهدف لتشكيل لوبي ضاغط على قيادتي البلدين لاستئناف المفاوضات والوصول إلى حل نهائي، معتبرا أنه لا جديد في المفاوضات سوى أنها تظهر توافق مجتمع الأعمال على الضغط نحو إنهاء الصراع والوصول لسلام عادل على أساس حل الدولتين، وقيام دولة على حدود 1967 عاصمتها القدس. وردا على سؤال الجزيرة نت بشأن ما إن كانت المبادرة تمنح زخما للتطبيع من جديد، قال المصري 'المبادرة لا تروج للتطبيع، وأنا ضد شيء اسمه تطبيع، ولن يكون هناك أي تطبيع إلا بعد أن تحصل فلسطين على استقلالها الوطني'. وعلى الطرف الآخر، بدا رجل الأعمال الإسرائيلي فاردي متحمسا للمبادرة في كلمته التي ختمها بشكل بدا لافتا عندما ردد مرتين وبصوت مرتفع 'سلام' بالإنجليزية. ترحيب فلسطيني بدوره أبدى الرئيس الفلسطيني محمود عباس ترحيبه بالمبادرة، ودعا الله أن يأتي الحل على أيدي الاقتصاديين بعد أن أخفق السياسيون، لكنه ألقى أمام الحضور كلمة أظهرت تشاؤمه من أي تقدم نحو المفاوضات. وقال عباس إن الشعب الفلسطيني لن يقبل بالدولة ذات الحدود المؤقتة وبالسلام الاقتصادي، وإن إسرائيل لن تجد عنوانا وطنيا يقبل بذلك، وسرد أمثلة على عدم الالتزام الإسرائيلي بتعهداتها، وقال 'كلما فتحنا قضية اللاجئين رفض الإسرائيليون مناقشتها'. وقال أيضا 'لدينا 4500 معتقل في السجون الإسرائيلية، منهم مائة من قبل عام 1993. هناك اتفاق على الإفراج عنهم لكن إسرائيل ترفض، بينما وافقت على الإفراج عن 1027 أسيرا مقابل شاليط، فهل تريدون منا أن نأسر شواليط؟'. وأضاف الرئيس الفلسطيني أن السلطة تنسق أمنيا مع إسرائيل 'ولا نخجل من ذلك'، وأن هذا الأمر ظهرت نتائجه من خلال عدم وجود حوادث أمنية بين الضفة الغربية وإسرائيل منذ ست سنوات. دعوة إسرائيلية في المقابل، رفض الرئيس الإسرائيلي بيريز التعليق على ملاحظات عباس التي قال إنه لا يقر بها، وبدا ممتعضا وهو يتحدث عنها. غير أن بيريز الذي أيد المبادرة دعا عباس للشروع بعملية مفاوضات جديدة وجادة للوصول إلى سلام تاريخي بين الفلسطينيين والإسرائيليين. الأمر اللافت الذي لاحظه مراقبون كان حديث وزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي أثنى على المبادرة، غير أنه وضعها بقالب اقتصادي عندما تحدث عن مشاريع بقيمة أربعة مليارات دولار للتنمية في فلسطين لتمهيد الأرض من أجل السلام، وهو ما أعاد للأذهان قصة السلام الاقتصادي. أما ملك الأردن عبد الله الثاني فقد أثنى على المبادرة، وقال إن المنتدى 'وفر منبرا لمبادرة خلاقة لدعم الجهود الرامية إلى استئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية'. وقال موجها حديثه للقائمين على المبادرة 'لقد ساهمتم بأفكاركم اليوم بشكل مباشر في العمل الجاد الذي يقوم به وزير الخارجية الأميركي والأطراف الرئيسية، بهدف استئناف مفاوضات الوضع النهائي'.