بيت لحم/PNN- صادق المجلس المحلي للتنظيم والبناء التابع لبلدية الاحتلال في مدينة القدس على الخطة الرامية إلى بناء أكثر من 2600 وحدة سكنية في حي "غبعات هاماطوس" جنوب القدس المحتلة.
واعلن المجلس عن اضافته حوالي 230 وحدة سكنية جديدة الى المشروع الأصلي لخدمة المشروع الاستيطاني الذي ترعاه الحكومة الاسرائيلية.
واعتبر عضو بلدية القدس يائير غباي في تصريح لوسائل الإعلام، أن "زيادة عدد الوحدات السكنية هو ردنا على المجتمع الدولي".
وكانت لجنة التخطيط والبناء لمنطقة القدس التابعة لوزارة الداخلية الإسرائيلية قد أقرت هذا المخطط في الماضي، وكانت هناك حاجة إلى إجراءات أخرى في اللجنة المحلية والتي تم إقرارها اليوم.
يشار إلى أن من شأن مخطط البناء هذا أن يربط مستوطنة "غفعات هاماطوس" مع مستوطنتي "غيلو" و"هار حوماة" في جبل أبو غنيم الأمر الذي سيعزل ضاحية بيت صفافا الفلسطينية عن القدس الشرقية ويمنع تواصلاً جغرافيا بين القدس الشرقية وبيت لحم.
وصادقت لجنة التخطيط والبناء لمنطقة القدس بشكل نهائي أيضاً في وقت سابق من هذا الأسبوع على مخطط بناء 1500 وحدة سكنية جديدة في مستوطنة "رمات شلومو" في شمال القدس الشرقية.
ردود الفعل:
تركيا
أدانت تركيا بشدّة، اليوم الأربعاء، قرار إسرائيل بناء وحدات استيطانية جديدة بالضفة الغربية والقدس الشرقية، واتهمت تل أبيب بانتهاك القانون الدولي، داعية المجتمع الدولي لاتخاذ الإجراءات اللازمة ضد أفعال إسرائيل "المدمّرة" لحل الدولتين.
بريطانيا
وتعليقا على إعلان قرار مجلس التخطيط المصادقة على بناء وحدجات استيطانية جديدة بالقدس قال وليم هيج وزير الخارجية البريطاني انه ينظر بعين الخطر لهذه الخطوة التي من شأنها ان تؤثر على العملية السلمية.
وقال: ان "المستوطنات الإسرائيلية غير قانونية بموجب القانون الدولي، وإنني أدين هذا القرار. من المخيب للأمال جدا بأن على الرغم من تكرار إثارة المجتمع الدولي لمخاوفنا هذه بشأن المستوطنات، تواصل إسرائيل المضي قدما بخططها لتوسيعها".
وبين ان "المستوطنات تقوض أسس حل الدولتين والثقة بين الطرفين. وهذا القرار الذي يمهد لتوسيع مستوطنات في القدس الشرقية يمثل استفزازا خطيرا وعائقا أمام السلام. وفي حال تنفيذه فإنه سيجعل من الصعب جدا التوصل لحل الدولتين، والقدس عاصمة مشتركة لكليهما".
وناشد إسرائيل إلغاء هذا القرار والامتناع عن اتخاذ أي خطوات أخرى تهدف لتوسيع المستوطنات أو توثيق النشاط الاستيطاني."
اسرائيليا
رفض النائب الأول لرئيس الوزراء سلفان شالوم الانتقادات الأميركية الموجَّهة إلى مشروع البناء الجديد في القدس قائلاً إن المشروع انطلق بصورة منتظمة بعد أن درستها اللجان التخطيطية المختصة. ونفى شالوم في حديث إذاعي صحة ما أوردته صحيفة (معاريف) اليوم نقلاً عن وزير ليكودي لم تسمِّه أقرّ بأن مشاريع البناء المعلنة حديثاً تأتي لاعتبارات انتخابية.
وبدوره صرح الوزير الليكودي غدعون ساعر بأن مشاريع البناء المعلنة حديثاً في القدس تأتي استمراراً لما قامت به جميع الحكومات السابقة مستذكراً أن المشاريع السابقة كانت أيضاً عرضة لانتقادات دولية. غير أن ساعر أكد أن المشهد الحالي يختلف عن سابقيه بهجمات المعارضة غير المسبوقة على مشاريع البناء في العاصمة متهماً بعض أحزاب الوسط واليسار بتقديم خدمة مجانية للدعاية الفلسطينية وصب الزيت على النار داعياً إلى إخراج قضية القدس من الخلافات الانتخابية.
ورفضت رئيسة الحركة تسيبي ليفني هذا الانتقاد قائلة إن الحزب الحاكم يحاول كمّ أفواه معارضيه بداعي تعاونهم مع "العدو". وأكدت ليفني التزامها بحماية القدس ضمن أي عملية سياسية معتبرة أن العالم لم يعُد يصدّق رئيس الوزراء لتجنبه خوض هذه العملية.
في سياق مماثل ذكرت مصادر سياسية أن الإدارة الأميركية - ورغم إدانتها العلنية الشديدة لمشاريع البناء الجديدة في القدس وبعض المستوطنات- تحركت لإحباط مسعى فلسطيني استهدف استصدار قرار إدانة لإسرائيل من رئاسة مجلس الأمن الدولي.
وحذر عدد من سفراء إسرائيل في الخارج من تزايد حدة الانتقادات لإسرائيل في أنحاء العالم بما في ذلك عدة دول تُعدّ صديقة لإسرائيل. ومن هذه الدول تشيكيا حيث أبلغ سفير إسرائيل في براغ وزارة الخارجية بأن الخارجية التشيكية استفسرت لديه لأول مرة بنبرة انتقادية عن قضية البناء في المستوطنات .
وأفادت السفارة الإسرائيلية في باريس بوجود مدّ سلبي مناوئ لإسرائيل في الخطاب العام الدائر حولها. ووردت إلى وزارة الخارجية تقارير مماثلة من الدبلوماسيين الإسرائيليين في الولايات المتحدة أيضاً.