300 فنان يروون تاريخ القدس بأطول جدارية
روى مئات الفنانين الفلسطينيين تاريخ مدينة القدس المحتلة عبر الحقب المتفاوتة بجدارية حققت بطولها 2030 رقمًا قياسيًا مكنها من دخول موسوعة غينيس للأرقام القياسية.
الجدارية التي جاءت تحت عنوان "كلنا فلسطين" حاكت تاريخ القدس عبر الحقب التاريخية المختلفة وصولًا لنبض الانتفاضة المستمرة، إلى جانب محطات هامة ومفصلية في نضال الشعب الفلسطيني.
300 فنان تشكيلي انخرطوا في العملية الفنية الأكبر توجت بمجسم ضخم على هيئة قبة الصخرة بالمسجد الاقصى وباب العامود بالقدس المحتلة، استقر في أرض الكتيبة غرب مدينة غزة صباح أمس.
جسدت الجدارية ملحمة فنية نضالية، تُشْتَم من ثنايا لوحاتها رائحة الزعتر والزيتون وخبز الطابون، وتنقلك لوحات أخرى الى الأجواء الإسلامية والمعيشية المميزة للقدس المحتلة، وتضعك أخرى في قلب المدينة فتشتم رائحة البخور المنبعثة من قناديلها، وتلفح وجهك شالات القماش المعلقة في سوقها، وتقودك لوحات أخرى إلى أبواب المسجد الأقصى.
تواصل قراءة تاريخ القدس عبر الجدارية فتقرأ فصولًا من التراث الحضاري والإنساني عبر العصور، وتبرز صفحات مهمة من تاريخ نضال الشعب الفلسطيني وصولًا للانتفاضة التي اندلعت شراراتها مطلع شهر أكتوبر الماضي، ردًا على الاعتداءات الإسرائيلية اليومية ضد المدينة ومقدساتها.
شيخ الفنانين الفلسطينيين فتحي غبن، يشرح دلالات الرسومات بحماس شديد، ويقول: الجدارية غنية بصورها ودلالاتها الرمزية، وتصوّر مرحلة هامة من تاريخ القدس عاصمة الدولة الفلسطينية، والحقب التاريخية التي مرت بها، وتعكس جزءًا هامًّا من نضال الفلسطينيين.
ويضيف غبن الجدارية تأتى دعمًا للمقدسيين المرابطين في المسجد الأقصى، وتوثيقًا فنيًّا للحق الفلسطيني في أرضه.
ويقول الفنان شحدة ضرغام: "الفن ترجمة لنبض الشعوب بلغة حضارية تفهمها جميع الشعوب، ونحن ترجمنا برسوماتنا نبض الشارع الفلسطيني في تطلعه للحرية وتمسكه وتجذره بأرضه عبر تجسيد ومحاكاة لتاريخ القدس عبر العصور المختلفة".
وتؤكد مريم زقوت مدير عام جمعية الثقافة والفكر الحر المشرف على تنفيذ الجدارية أن الجدارية هي رسالة حضارية من شباب فلسطين للاحتلال وللعالم بفنهم المقاوم، تؤكد ارتباط الفلسطيني بأرضه وامتداد جذوره في أعماقها ورفضه بشكل قاطع فكرة تركها، وهو ما حدث في يوم الأرض في العام 1976، حيث دافع الفلسطينيون عن أرضهم وتصدوا لمحاولات الاحتلال "الإسرائيلي".
وقالت زقوت: إن هذ التحدي الذى رافق إنجاز الجدارية في ظل مجمل الظروف السياسية والاقتصادية التي يمر بها القطاع، ما هو إلا تأكيد على أن الشعب الفلسطيني هو رمز للنضال لكل شعوب العالم التي تكافح من أجل الحرية والعدالة ضد الظلم والاحتلال الذي لم يسرق الأرض فقط "وإنما يحاول سرق تاريخه وحضارته وثقافته".
وشددت على أن الجدارية جاءت للرد على المحتل بأن الشعب الفلسطيني يستميت بكل الأشكال والوسائل للحفاظ على هويته وتراثه وتأكيد مدى عراقته وتجذره في أرضه.
الجدارية الأطول جذبت إليها آلاف الفلسطينيين، الذين سجلوا إعجابهم بالفكرة وثنائهم على دقة تنفيذها في زمن قياسي.
ويقول الطالب الجامعي محمد الأسطل، تنفيذ جدارية تروي تاريخ عاصمة فلسطين (القدس) يدعو للافتخار بقدرة الفلسطيني على تحدي كل الظروف وقهر الصعاب من أجل تخليد تاريخ قضيته.
ويشير زميله عبد الله سعد إلى ما سطرته الجدارية من تاريخ بصري سيكون مصدر إلهام حقيقي للفلسطينيين والعرب عمومًا، وسيعيد إلى الذاكرة ذكرى يوم تصدى فيه الفلسطيني الأعزل لمخططات استيلاء الاحتلال على أرضه بالقوة المسلحة.