السبت 23-11-2024

معارض سوري غير معاد لاسرائيل قدم من امريكا لقيادة جيش التحرير يشعر بخيبة امل

×

رسالة الخطأ

موقع الضفة الفلسطينية

عتمة (سوريا) ـ (ا ف ب) - من تركيا، يؤكد هيثم قضماني الذي كان يراهن على "جيش التحرير" الذي يتبعه لقلب الموازين في النزاع السوري، انه يقود آلاف المقاتلين لكن فور وصوله سوريا شعر بخيبة امل كبيرة اذ لم يلب نداءه الا بعض الرجال المنهكين.
والرجل الذي يدعو الى السلام مع اسرائيل وللقيم الاميركية ترك عمله كمحلل مالي في كارولاينا الشمالية بالولايات المتحدة ليأتي من اجل العمل على توحيد القوى المعادية للنظام السوري.
وقال ببزته العسكرية التي لا تحمل اي علامة في مكتبه في رايهانلي بتركيا قبل ساعات من دخوله سوريا ليعيش ما كان يتصور انه يوم تاريخي "انشأنا جيش التحرير السوري العام الماضي واتهمنا في البداية باننا نسعى لشق الصفوف".
واضاف في مكتبه مزهوا ان "عدد انصارنا ارتفع في الاشهر الاخيرة ووحدنا مجموعات مختلفة وشكلنا نحو 400 كتيبة من خمسين الف مقاتل".
واجتياز الحدود بمساعدة مهرب تركي امر سهل لكن الامور تتعقد بعد دخول سوريا.
وبدلا من ثلاثة آلاف مقاتل مجهزين بالاسلحة قال انهم في انتظاره، لم يجد سوى نحو مئة بعضهم مسلح ببندقية كلاشينكوف قديمة او بمسدس، والغالبية بدون اي سلاح.
وجلس الرجل الذي يلقب بابي سعيد تحت خيمة للاحتماء من اشعة شمس حارقة وطفق يشرح فشل ثورة تحاول بلا جدوى، منذ 17 شهرا الاطاحة بنظام الرئيس بشار الاسد. وقال "سالت الثوار +هل تريدون تحرير السوريين ام قتلهم جميعا؟".
واضاف ابو سعيد المولود في حلب (شمال) حيث تحتدم المعارك بين الجيش السوري ومعارضيه المسلحين للسيطرة على هذا الموقع التجاري البالغ الاهمية "لا توجد اي منطقة محررة في حلب والثوار محاصرون. كان عليهم ان يقاتلوا للسيطرة على الطرقات وقطع طرق الامدادات. انهم يساهمون في تدمير المدن لانهم لا يملكون اي خطة".
وتابع "نحتاج الى منطقة آمنة نتحرك منها لقتال النظام، نحتاج الى بنغازي" في اشارة الى معقل الثوار شرق ليبيا من حيث انطلق الهجوم على نظام معمر القذافي في 2011.
وكان ابو سعيد سجن عدة مرات في عهد الرئيس الراحل حافظ الاسد قبل ان يهاجر الى الولايات المتحدة حيث عمل مهندسا خصوصا في نيويورك وواشنطن.
وفي 2005 كان هذا الاب لسبعة اطفال، احد المؤسسين ال19 للمجلس الوطني السوري وهو غير المجلس الوطني السوري الحالي الذي يضم اطيافا كثيرة من المعارضة السورية.
وفي العام نفسه نظم تظاهرتين ضد الرئيس الاسد وحزب البعث الحاكم. ويتذكر ان "عددا قليلا من الناس حضر للمشاركة".
وبعد سبع سنوات لا يزال انصاره قليلي العدد. وهذه المرة لا يبدو ان السبب هو الخوف من النظام بل الافكار التي يروج لها هذا المعارض.
فهو يثير حفيظة قسم من مستمعيه حين يدعو الى ان تكون سوريا في سلام مع كافة جيرانها ويؤكد "ولست اخشى ان اقول مع اسرائيل".
كما انه يؤكد انه "لا توجد الا اختلافات صغيرة" بين الشريعة الاسلامية والدستور الاميركي.
ووسط تصاعد الجدل داخل الخيمة لا يخفي بعض المقاتلين خيبتهم من تلقي الدروس بدلا من الاسلحة لمحاربة النظام.
وقرر آخرون الرحيل. وقال احدهم "لا اعتقد ان مثل هذا الامر سينجح".

انشر المقال على: