مركزية فتح تستهجن بيان الجبهة الشعبية الذي تطاول على الرئيس
"استهجنت اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" البيان الصادر عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، الذي يتطاول على الرئيس محمود عباس رئيس بسبب اللقاءات التي أجراها في وضح النهار مع وفد من المنظمات اليهودية في المكسيك وكل القوى اليهودية الإسرائيلية والعالمية في أميركا وأوروبا وأميركا اللاتينية الراغبة في التوصل الى حل ينهي الصراع على قاعدة قرارات المجلس الوطني الفلسطيني في دوراته المتعاقبة منذ ان تبنى برنامج النقاط العشر عام 1974 وحتى يومنا هذا، مرورا ببيان الاستقلال الذي تلاه الأخ والقائد الراحل ياسر عرفات يوم 15تشرين الثاني 1988 امام المجلس الوطني الفلسطيني في دورته التاسعة عشر في الجزائر، وأكدته قرارات الشرعية الدولية القائمة على أساس انسحاب إسرائيل من جميع الأراضي المحتلة عام 67 وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وقلال مسؤول في اللجنة المركزية في تصرح صحافي، :" إن حركة "فتح" التي تشكل العمود الفقري للثورة الفلسطينية وحاضنة النضال الوطني الفلسطيني منذ انطلاقتها وحتى الان، تحملت على مدى العقود الماضية سيولا من الانتقادات والهجمات التي حملت مضامين التطاول على قياداتها وكوادرها من جانب قوى سياسية وفصائل فلسطينية اصطفت ضد سياسات "فتح" وقراراتها الشجاعة، ثم وجدت نفسها تلهث لالتقاط ما تيسر لها من إنجازات حققتها "فتح" ببطولات ابنائها وعمدتها بدماء الشهداء جيلا بعد جيل.
وأكدت اللجنة المركزية لحركة "فتح" أن كل أشكال المواجهة مع الاحتلال بما فيها السياسية والإعلامية والجماهيرية وغيرها هي وسائل مشروعة أقرتها كل الاعراف الدولية والمجلس الوطني الفلسطيني في كل دوراته، ولا يعقل أن ينكرها على حركة "فتح" فصيل أساسي نحترمه في الساحة الفلسطينية كالجبهة الشعبية.
وتعبر اللجنة المركزية لحركة "فتح" عن استنكارها للمنحى الذي اتخذه البيان المشار اليه حين تعرض للأخ محمد المدني، عضو اللجنة المركزية ورئيس لجنة التواصل مع المجتمع الاسرائيلي، بسبب النشاطات التي قام وما زال يقوم بها من أجل "دق الخزان من الداخل" كما ورد في رواية القلم الثائر غسان كنفاني، ان لجنة التواصل مع المجتمع "الاسرائيلي" التي شكلها الرئيس بقرار رسمي يوم 4 كانون الأول 2012 في اجتماع القيادة الفلسطينية كاملة بمن فيها ممثلو الجبهة الشعبية تعمل على التواصل مع شرائح متعددة من المجتمع "الاسرائيلي" والمنظمات اليهودية العالمية، واقناعها بأن طريق الاحتلال والتنكر لحق الشعب الفلسطيني لا يمكن ان يحقق لإسرائيل الامن والسلام اللذين تتباكى عليهما لتبرير العدوان والاحتلال، وترى ان هذا الهجوم يتساوق تماما مع امتعاض الحكومة "الإسرائيلية" من هذا النشاط، لدرجة أن وزير الحرب أفيغدور ليبرمان اتخذ قراره المعروف بالحد من حركة "المدني" ومنعه من الدخول إلى "إسرائيل" في إطار قيامه بمهامه في اللجنة، ويكفي هذا التوافق المشترك بين الاحتلال وحكومته وبين الجبهة الشعبية للدلالة على الخطأ الفاحش الذي وقعت فيه الجبهة، ما يهدد بانزلاقها إلى منحدر لا تريده لها حركة فتح، فاللقاء لم يكن الأول من نوعه ولن يكون الأخير.
وأضاف المسؤول في اللجنة المركزية، ان اللجنة المركزية لحركة "فتح" إذ تعلن تمسكها بثوابت العمل الوطني الفلسطيني فإنها تطالب الجبهة الشعبية بالتراجع عن هذا البيان وهذا الموقف الذي لا يمكن أن يساهم في تصليب جبهتنا الداخلية ويقدم للاحتلال ولأعوانه فرصة ذهبية اخرى لتحقيق ما لن يسمح به شعبنا من سياسات الاحتلال وبطشه ضد البشر ووحدة الوطن.