لماذا تخلى العرب عن الدعم المالي للسلطة؟ وما المطلوب فعله فلسطينياً؟
المصري: مطلوب تغيير مسار السلطة بتعزيز الوحدة والمقاومة
عوكل: على القيادة الفلسطينية أن تمتلك الجرأة وفضح المقصرين من العرب
في الوقت الذي وعدت فيه جامعة الدول العربية خلال اجتماعها الأخير بتقديم شبكة أمان مالية للسلطة الفلسطينية عقب توجهها للأمم المتحدة لكي تواجه الضغوط التي ستمارسها عليها "إسرائيل" والولايات المتحدة عقاباً لها على توجهها، بدأ يلوح في الأفق تخلي العرب عن وعودهم من حيث عدم التزام العرب بدفع ما عليهم من أموال للسلطة واعتذارهم عن القدوم لرام الله كما كان معلن واقتصار الزيارة على رئيس جامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي ووزير الخارجية المصري د. كامل عمرو.
وأمام هذه المعضلة ومعاناة السلطة الفلسطينية من ضائقة مالية كبيرة تهدد بمكانتها وبقدرتها على الاستمرار، فيما هدد رئيسها محمود عباس بتسليم الضفة لإسرائيل في حال استمرت إسرائيل في بناء الاستيطان وعدم العودة لإحياء العملية السلمية.
الكاتب والمحلل الفلسطيني هاني المصري رأى بأن المطلوب من السلطة ان تغير من مسارها من خلال تعزيز الوحدة الفلسطينية واعتماد نهج المقاومة ضد "إسرائيل" والمقاطعة وجمع كافة أوراق القوة بدلاً من التهافت للعودة للمفاوضات التي أوصلتنا إلى ما نحن فيه.
ورأى المصري أن جمع أوراق القوة الفلسطينية سالفة الذكر ستضغط على الأنظمة العربية لكي يغيروا معاملتهم مع السلطة ويستجيبوا لضغط الشارع العربي الذي لن يقف صامتاً إزاء سياسات أنظمتهم تجاه الفلسطينيين.
وأكد على ضرورة أن تغير السلطة الفلسطينية مسارها بعد اعتذار العرب عن الحضور لرام الله للاجتماع كما كان مقرراً وكذلك عدم التزامهم بتوفير شبكة الأمان المالية التي وعدوا بها، موضحاً أن الواضح حسب المعطيات بأن العرب خضعوا للضغوطات الأمريكية.
وأوضح أنه بعد حصول السلطة على الدولة في الأمم المتحدة يستدعي تغيير المسار أكثر وأكثر وعدم التمسك بأوسلو الميتة التي تستخدمها "إسرائيل" فقط لتعزيز نهجها الاستيطاني والاحتلالي للمدن الفلسطينية. مؤكداً أن "إسرائيل" لن يروق لها النهج التفاوضي ولن تقدم من خلاله شيئاً للفلسطينيين.
وحول تهديد رئيس السلطة محمود عباس بتسليم الضفة الغربية لإسرائيل، رأى المصري أن هذا التهديد مرفوض لان السلطة جاءت نتيجة كفاح وتقدم خدمات للفلسطينيين والأصل أن تسعى لأن تكون دولة كاملة واعتماد المقاومة وليست وكيلة للاحتلال.
وفي السياق ذاته، رأى الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل، أنه يتوجب على القيادة الفلسطينية أن تمتلك الجرأة وتفضح سياسات العرب تجاهها طالما وصلت الأمور لهذا الحد بتخليهم عن وعودهم التي قطعوها على أنفسهم. واعتذارهم عن الزيارة إلى رام الله.
ورأى عوكل أن اعتذار العرب عن القدوم لرام الله جزء منه له علاقة بالضغوط الأمريكية وجزء آخر له علاقة برفض دخولهم لرام الله عبر معابر "إسرائيلية"، لافتاً إلى أن تأجيل أمير قطر زيارته إلى رام الله لأجل غير مسمى جاء نتيجة ضغوط أمريكية "إسرائيلية"، وقال:" لو أن أمير قطر يهدف من زيارته التضامن والدعم للفلسطينيين لما أجل زيارته وإنما لأنه ناقل للطلبات الأمريكية وزيارته ستكون بمثابة نقل مطالب أمريكية يرفضها الفلسطينيون مسبقاً تم تأجيل الزيارة إلى أجل غير مسمى.. أي أنه يمارس ضغوطا على السلطة لصالح الأجندة الأمريكية الحليف الاستيراتيجي لـ "إسرائيل".
وأوضح عوكل بأن المال العربي ما يزال يتم توظيفه أمريكياً، لافتاً إلى أن العرب يمارسون ضغوطاً على السلطة لصالح أجندة أمريكية وأوروبية وبالتالي لإسرائيل بطريقة غير مباشرة.
وبخصوص زيارة نبيل العربي لرام الله ونتائجها، رأى عوكل بأنه لن يكون لها نتائج لصالح السلطة تنقذها مما هي فيه من أزمات.
وأمام هذا الواقع العربي الذي لا يقدر على دعم الفلسطينيين بماله الخالص إلا بضوء أخضر أمريكي والذي لن تمنحه طالما يرفض الفلسطينيون الأجندة الأمريكية، لا بد من وضع آلية لإجبار العرب وفضحهم أما شعوبهم من قبل القيادة الفلسطينية بدلاً من التستر على تواطئهم مع الإدارة الأمريكية؟.