كوفية فلسطينية تثير عاصفة ضد ملك السويد وزوجته
تناقلت غالبية الصحف السويدية صباح اليوم الجمعة 16 أغسطس/آب صورة يظهر فيها ملك البلاد كارل غوستاف الـ 16 وزوجته الملكة سيلفيا وهما يتوشحان بالكوفية الفلسطينية وقد نُقشت عليها عبارة "أقصانا ليس هيكلهم"، وذلك أثناء زيارتهما لمدينة هيرنوساند.
وقد أهدى ممثلون عن الجالية الفلسطينية الكوفية للعائلة الملكية تعبيرا عن امتنانهم لاستقبال السويد لهم واحتضانهم، وتثمينا لمواقف المملكة الاسكندنافية حيال القضية الفلسطينية.
وأثارت هذه الصورة بعد انتشارها في غضون ساعات قليلة جدلا لدى مختلف شرائح المجتمع السويدي، لا سيما الصحف اليمينية التوجه التي رأى القائمون عليها أنها تدعم طرفا في الصراع العربي الإسرائيلي على حساب طرف آخر. من هؤلاء ليزا ابراهاموفيتش من التحالف السويدي لتأييد (إسرائيل) التي قالت: "كان على الملك والملكة عدم ارتداء هذا الشال لأنه يحمل شعارا ضد حق اليهود في القدس، كما كان يجب على مرافقي الملك العاملين في مكتبه التحقق من الشعار المكتوب".
من جانبه صرح المسؤول الإعلامي من مكتب الملك بارتيل تيرنرت أن "ما حصل هو أمر عادي إذ أن الملك والملكة قدم لهما الشال لدى وصولهما الى مدينة هيرنوساند.
ومن المتّبع أن تقدم هدايا للأسرة المالكة وكثير من الورود وحتى أثناء زيارة المؤسسات التجارية تقدم هدايا من هذا القبيل عليها شعارات تلك المؤسسات يضعها الملك للحظات ثم ينزعها. كما أضاف أن "وضع الشال على رقبة الملك والملكة من قبل أبناء الجالية الفلسطينية في تلك المدينة عرفانا منهم بمنحهم اللجوء الى السويد، وتقديرا لموقف السويد حيال القضية الفلسطينية بحسب قولهم".
وفي تفاصيل القصة المثيرة في هذا البلد الهادئ، قال الفلسطيني باسم سعيد في مقابلة له مع صحيفة "سوندسفال" السويدية، إنه هو وزوجته فقط أرادا أن يهديا الزوجين الملكيين شالاً مصنوعاً من الكوفية الفلسطينية خلال زيارتهما يوم الأربعاء لـ"هراوساند"، ولم يكن ينوي أي موقف سياسي من وراء ذلك.
ولم يتوقع لا الملك وزوجته ولا الرجل الفلسطيني أن تثير هذه الهدية التي كتب على جانب منها "القدس لنا"، وعلى الجانب الآخر "أقصانا وليس هيكلهم"، عاصفة إعلامية من قبل مؤيدي (إسرائيل) ضد ملك السويد كارل غوستاف وزوجته سيلفيا، اللذين تناقلت وسائل الإعلام السويدية صورتهما يتوشحان الحطة الفلسطينية.
وكانت هذه الصورة أثارت جدلاً وانقساماً في غضون سويعات في السويد، وكان لاهتمام وسائل الإعلام اليمينية التي تدعم الطرف (الإسرائيلي) حصة الأسد في الحملة ضد الملك السويدي، بذريعة ضرورة تحلي الملك بالحياد السياسي، وذلك خلافاً لليسار السويدي الذي لا يخفي دعمه العلني للقضية الفلسطينية والفلسطينيين بين الحين والآخر.