السبت 23-11-2024

"قلنديا الدولي".. تظاهرة دولية لاحياء ارشيف الذاكرة الفلسطينية

×

رسالة الخطأ

موقع الضفة الفلسطينية

"قلنديا الدولي".. تظاهرة دولية لاحياء ارشيف الذاكرة الفلسطينية

يشكل مهرجان "قلنديا الدولي" للفنون البصرية حدثا فنيا وثقافيا مميزا في المنطقة، يسعى من خلاله القائمون فتح نافذة محلية وعالمية للنهوض بالفنون والثقافة الفلسطينية.
وفي أكبر تظاهرة فنية فلسطينية في مجال الفنون المعاصرة، شكل مهرجان قلنديا الدولي ممرا فنيا وسياسيا لإظهار مكانة فلسطين في المشهد الثقافي الفني العالمي، ومسرحا لإيصال هموم الحياة ومشاكل الاحتلال من خلال الفن للعالم.
وتسعى التظاهرة الفنية الى تحويل الأراضي الفلسطينية الى مسارح تضم سلسلة من المعارض الفنية والعروض الأدائية والتركيبية وأعمال الفيديو على مدى 15 يوما، وضم ندوات وحوارات مع متحدثين محليين ودوليين، وجولات ميدانية، لتسليط الضوء على قضايا فلسطينية مختلفة.
وتحمل التظاهرة الفنية اسم "قلنديا الدولي"، إذ تمثل قلنديا مجموعة المراحل التي مر بها الشعب الفلسطيني منذ الاحتلال، و"قلنديا" وهي قرية يحاصرها الجدار، وتحمل اسم مطار "القدس الدولي" الذي أغلق وأصبح جزء منه مكبا للنفايات بعد احتلال إسرائيل لأراضي 1967.
وانطلق المهرجان بمشاركة 13 مؤسسة ثقافية فلسطينية وبالتعاون مع مراكز ثقافية عالمية تسعى من وراء ذلك لإبراز مساحة وقدرة الفن الفلسطيني على كسر الحواجز.
ويضم المهرجان أعمالا فنية تدل على توجهات ثقافية متعددة بالرأي والفكر، ويحاول أن يعرض للعالم فلسطين من خلال هذا التنوع والانفتاح، وإمكانية تحقيق الذات رغم عن كل المعوقات التي تواجهها.
وتعكس فعاليات المهرجان مدى الانفتاح المتزايد للثقافة الفلسطينية وتنوعها الفكري والحضاري، "فهناك تزايد في عدد الطلاب والمهتمين والمتطوعين في الأنشطة الثقافية والمسابقات الفنية والمعارض، وبتزايد عدد المؤسسات العاملة في الثقافة بشكل كبير، وهذا يدل على طلب على هذا النوع من الثقافة في المجتمع"، كما قال القائمون على التظاهرة في حديث مع القدس دوت كوم.
ويطل "قلنديا الدولي" في دورته الثانية على الذاكرة الفلسطينية من خلال اعادة احياء الارشيف الفلسطيني وتقديمه للجمهور بصياغة مبتكرة، للحفاظ على الهوية الوطنية وصياغة مستقبل افضل للاجيال، فضلا عن سعيه لربط الاجيال الشابة بالاحداث الماضية التي لم يعيشوها من خلال تقديم الارشيف الفلسطيني بصورة فنية حية.
وبدأت التظاهرة، بمشاركة أكثر من 100 فنان فلسطيني وعالمي من 23 دولة تحت شعار "الأرشيف حياة ومشاركة، التي تستمر الى 15 تشرين الثاني المقبل بالتزامن مع افتتاح فعاليته في قطاع غزة ، ويضم اقامة عروض في مختلف انحاء فلسطين التاريخية بما فيها القدس، وغزة، ورام الله، وحيفا، والخليل وطولكرم، وبيت لحم، ونابلس، وقلنديا وغيرها.
وقال عمر القطان، رئيس مجلس أمناء مؤسسة عبد المحسن القطان، ورئيس لجنة مشروع المتحف الفلسطيني في مجلس أمناء مؤسسة التعاون، ان قلنديا الدولي لهذا العام تتناول موضوعة (الأرشيف حياة ومشاركة) للحفاظ عليه واعادة احيائه، حيث تتناثر الأرشيفات الفلسطينية في مختلف بقاع الأرض، في فلسطين التاريخية والشتات، والكثير منها يتم فقدانه، نتيجة لغياب مؤسسات سيادية، كالمكتبات الوطنية والمتاحف وغيرها، إلى جانب قدرة الاحتلال للوصول إلى هذه المصادر ومصادرتها أو تدميرها.
ويشمل برنامج قلنديا الدولي 2014 مجموعة من المعارض التي سيتم افتتاحها على مدار أسبوع تستكشف معظمها موضوع الأرشيفات، ومن أبرزها معرض "غزة 87" لمجموعة التقاء وشبابيك للفن المعاصر والذي ينظم في غزة ويشارك فيه 10 فنانون يتناولون انتفاضة العام 1987 في محاولة لإلقاء الضوء على أرشيف غير موثق حول الحياة اليومية في غزة أثناء الانتفاضة.
وستتحول شوارع مدينة رام الله في 29 من الشهر الجاري الى إنتفاضة فنية، حيث سينطلق موكب لإحياء ذكرى انتفاضة العام 1987 بهدف استعادة صورة الانتفاضة التي اختفت من الذاكرة، ولا يعرف عنها الجيل الجديد إلا القليل. ويطلق هذا المشروع مركز خليل السكاكيني، ويستمر على مدى يومين متتاليين.
وستقيم التظاهرة عروضا لها في حيفا حيث تنظم جمعية الثقافة العربية معرض "منام" الذي يُقام في مبنى الجمعية الجديد بمشاركة عشرات الفنانين الفلسطينيين من مختلف مناطق الوطن والشتات، ومن حقول مختلفة تشمل الفنون البصرية، والادائية، إلى جانب الندوات، وعروض الأفلام.
ويشارك المتحف الفلسطيني للمرة الأولى في هذه التظاهرة من خلال معرضه "مقدمة في المتاحف الفلسطينية" في مركز بلدية البيرة الثقافي، الذي يلقي الضوء على المتاحف في فلسطين، ومساهمتها في حفظ الأرشيف، وتعزيز الهوية الوطنية، والمعرض هو نتاج تعاون مشترك ما بين 39 متحفاً على امتداد فلسطين.
وتقيم مؤسسة عبد المحسن القطان معرض مسابقة الفنان الشاب لعام 2014 (اليايا) في قاعة مسرح بلدية رام الله، تحت عنوان "شهادات معلقة"، تشارك فيه أعمال تسعة فنانين شباب اجتازوا المرحلة النهائية للمسابقة، ويستند المعرض الى مفهوم "التأريخ الذاتي والمنهجية الأرشيفية" الذي وضعته قيمة المعرض فيفيانا كيكيا، والذي يهدف إعادة كتابة التاريخ الذي تم نسيانه، أو استبعاده، وتقديم الحلقات المفقودة من الصورة.

وتعتبر مشاركة مشاريع من راسي في "متحف أدوات ترد الغياب" في مركز خليل السكاكيني الثقافي، أول مشاركة لمشروع فلسطيني من الشتات في قلنديا الدولي. ويقدم المشروع عدداً من المعارض يتمحور موضوعها حول تاريخ الفلسطينيين في الكويت، وتشمل عرض أدائياً، وزيارة للمرة الأولى لمجموعة من الفنانين الكويتيين إلى فلسطين.
وفي القدس تنظم مؤسسة المعمل معرض "على أبواب الجنة" السابع تحت عنوان "تصدعات" تنسيق القيمة الفنانة باساك سينوفا، وهو سلسلة معارض تحاول الكشف عن ومعالجة العديد من الأحداث والظروف في سياقات زمنية متعددة، متخذة من مدينة القدس نقطة انطلاق. كما ينظم حوش الفن الفلسطيني معرضاً تحت عنوان "رواية أخرى للماضي والحاضر والمستقبل: تخيلات ما وراء النسيان والتذكر"، وهو عبارة عن سلسلة من التدخلات لفنانين فلسطينيين ودوليين في محاولة لعكس ديناميكيات المنظور السائد للتاريخ، والصورة، والذاكرة.
ويشمل قلنديا الدولي جولة تنظمها مؤسسة رواق للمعمار الشعبي إلى الخليل، ويطا، والظاهرية، تتخللها عروض أداء ومعارض تتضمن التعريف على أرشيف العمارة الفلسطينية في هذه البلدات.
كذلك يشهد قلنديا الدولي افتتاح معرض "تصاميم من فلسطين" في الأكاديمية الدولية للفنون- فلسطين في البيرة، وهو نتاج مشروع مشترك ما بين مصممين وفنانين فلسطينيين وعالميين بالاشتراك مع حرفيين، وتمثّل الأعمال المقدمة مزجاً ما بين القديم والحديث.
وتشارك بلدية رام الله في سلسلة من المعارض والعروض الادائية والتدخلات في الفضاء العام تحت عنوان "خارج الأرشيف" متخذة من أرشيف بلدية رام الله محور استلهامها. وتسعى فكرة المعرض إلى إعادة تنصيب المحتوى الأرشيفيّ في فضاء خارج الأرشيف وغرفة الأرشيف، في محاولة لخلق فرصة لتجديد المحتوى الأرشيفي أو تكراره، وإعادة إنتاجه وسرده وتفسيره، وإنتاج انطباعات بديلة. قيم المعرض يزيد عناني.
ويضم قلنديا الدولي للمرة الأولى مجموعة من الندوات تنظم تحت عنوان "لقاءات قلنديا"، والتي ستتخصص هذا العام لنقاش موضوع الأرشيف في فلسطين، وستستمر على مدى 3 أيام في مركز بلدية البيرة الثقافي، وتتناول مواضيع متعددة بحضور فنانين ونقاد من فلسطين ومن العالم.
وكانت قد انضمت هذا العام 6 مؤسسات ثقافية جديدة إلى منظمي قلنديا الدولي، لتشمل المجموعة المنظمة لتظاهرة هذا العام المعمل، وحوش الفن الفلسطيني في القدس، ورواق، ومؤسسة عبد المحسن القطان، والمتحف الفلسطيني والأكاديمية الدولية للفنون- فلسطين،، وبلدية رام الله، ومركز خليل السكاكيني الثقافي في رام الله والجمعية العربية للثقافة في حيفا. كما انضمت أربع مؤسسات فلسطينية شريكة هي "مشاريع من راسي" من الكويت، وكل من مجموعتي "التقاء" و "شبابيك" للفن المعاصر من قطاع غزة، والمشغل في حيفا.

انشر المقال على: