قرارات نتنياهو الأخيرة لم تحرك شعرة في رأس اصغر طفل مقدسي
أعلن رئيس وزراء الكيان "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو تشديد إجراءاته الإرهابية بحق المرابطين والمرابطات داخل المسجد الأقصى، والتشديد من اعتداءاته بحق راشقي الحجارة.
كما وقال نتنياهو -في الوقت ذاته-: إن حكومته أعلنت الحرب على المدافعين عن الأقصى.
وقرر نتنياهو تمكين قواته بشكلٍ رسمي من استخدام الرصاص الحي في مواجهة رماة الحجارة الفلسطينيين، إضافة الى تسريع تشريع قانون يمكِن من فرض عقوبة السجن الفعلي على راشقي الحجارة، وتغيير الوضع القائم في الجهاز القضائي الإسرائيلي، والاتجاه إلى فرض عقوبات أشد على راشقي الأطفال المقدسيين.
تأتي قوننة القرارات الإرهابية المتبعة أصلاً، بعد ثلاثة أيام من المواجهات العنيفة بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال في باحات المسجد الأقصى؛ إثر اقتحامات واسعة للمستوطنين والشرطة "الإسرائيلية".
وعلى الرغم من شراسة الإجراءات الإرهابية وقوننتها، إلا أن مختص في الشؤون السياسية وآخر في الشؤون الأمنية والعسكرية استبعدوا أن "تفت تلك الإجراءات الإرهابية في عضد المقدسيين والمرابطين في المسجد الأقصى".
الكاتب والمختص في الشأن السياسي خالد صادق يرى أن الإجراءات الإرهابية التي أقرها نتنياهو "موجودة منذ بداية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وان تلك القرارات تهدف لقوننة قتل الفلسطينيين، وأنها رسالة موجهة من نتنياهو الذي يعيش مأزق امني وسياسي إلى الجبهة الداخلية الإسرائيلية".
وأوضح صادق أن الاحتلال الإسرائيلي جربَ بحق الفلسطينيين جيمع الأساليب والسياسيات القمعية على مدار الصراع الفلسطيني – "الإسرائيلي"، مشيراً انها لم ولن تنجح، وأنها فشلت في تحقيق أدنى مقومات الأمن "للإسرائيليين".
وقال: الإجراءات بحق المقدسيين "لن تفت في عضدهم" بل ستعمل على إذكاء شعلة الانتفاضة الثالثة في وجه الاحتلال.
ويرى صادق أن الإجراءات الأخيرة سيكون لها إنعاكاسات تخدم المشهد الفلسطيني، وآثار سلبية أمنية وسياسية وخيمة على "الإسرائيليين".
الخبير العسكري والاستراتيجي د. محمود العجرمي اتفق مع سابقه صادق في أن الإجراءات الإسرائيلية ستكون لها آثار عكسية وخيمة على الأمن "الإسرائيلي"، وأنها لن تُوقف "جذوة المواجهات مع العدو الصهيوني".
يقول العجرمي منذ احتلال الضفة والقدس أستخدم الاحتلال كل الوسائل الممكنة لقمع المواجهات والانتفاضات، حيث استخدم القتل والاعتقال والإبعاد والإجرام بكل صنوفه، وجميعها فشلت أمام الإرادة الفلسطينية.
يضيف: نتنياهو اليوم يحاول الهروب إلى الأمام، ويستخدم إجراءات أكثر خرقاً للقانون الدولي والإنساني، في محاولة عقيمة لمنع اندلاع انتفاضة ثالثة؛ غير ان ملامح انتفاضة ثالثة تلوح بالأفق (..) تلك الإجراءات ستعزز من فرص تدحرجها إلى كل المناطق الفلسطينية.
وشهدت الأراضي الفلسطينية "انتفاضة الحجارة" عام 1987 شارك فيها شباب وفتيات واطفال احتجاجا على الاحتلال "الإسرائيلي".
واندلعت الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000 وسميت بانتفاضة الأقصى إثر اقتحام رئيس وزراء الكيان المجرم أرئيل شارون الحرم القدسي.
العجرمي: منذ احتلال الضفة والقدس أستخدم الاحتلال كل الوسائل الممكنة لقمع المواجهات والانتفاضات وجميعها فشلت وزادت من هشاشة الأمن "الإسرائيلي"
ويرى ان رقعة المواجهات ستتسع ولن تظل حبيسة أسوار المسجد الأقصى بفعل حجم الاعتداء على المسجد الأقصى، وبفعل فشل مشروع التسوية، مشيراً أن الاعتداء والتشديد والخنق لن ينتج عنه رضى من قبل الفلسطينيين الذين انتفضوا على صلافة العدو الصهيوني.
واختتم حديثه قائلاً : الأوضاع في المسجد الأقصى خطيرة، وتنذر بانتفاضة ثالثة تعم جميع الأراضي الفلسطينية.
وكانت الأمم المتحدة حذرت من أن الاشتباكات التي شهدتها مدينة القدس المحتلة في الأيام الثلاثة الماضية "قد تؤدي إلى اندلاع العنف خارج أسوار المدينة.