في ذكرى نكسة حزيران.. الشعبية تدعو لوقف الرهان العربي والفلسطيني على المفاوضات والدور الأمريكي
دعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إلى وقف الرهان العربي والفلسطيني على خيار المفاوضات الذي ثبت عقمه وتأكد فشله في الوصول إلى تحقيق أيّ من الأهداف العربية والفلسطينية.
وأكدت الجبهة في بيانٍ لها بالذكرى الخمسين لنكسة حزيران، أنّ أي رهان على دور ايجابي لإدارة ترامب يؤكد استمرار زراعة الأوهام والتمسك بالرهانات الخاسرة. فهذه الإدارة تأتي استمرارًا للإدارات الأمريكية السابقة المنضبطة في استراتيجيتها بضمان أمن واستقرار وتقدم وتفوق دولة الاحتلال، لذلك ستعمل جاهدة على فرض حل سياسي يتطابق مع الرؤية الأمريكية الصهيونية".
وقالت الجبهة أنّ أبرز نتائج نكسة جزيران 1967، استكمال احتلال باقي فلسطين، وكذلك الجولان العربي السوري وسيناء المصرية، وتعميق فكرة الهزيمة ومفاعيلها في الذهنية والممارسة العربية، ونشطت أثرها مساعي ومشاريع التسوية السياسية بذريعة تسوية الصراع العربي – الصهيوني.
وأضافت "إن هزيمة الخامس من حزيران، جاءت لتؤكد على طبيعة وجوهر المشروع الصهيوني الطامح إلى التوسع والهيمنة واحتلال مكانة مركزية على صعيد المنطقة العربية، تضمن له ولاحتلاله وللقوى الاستعمارية والإمبريالية الشريكة والحليفة له، أهدافهم ومصالحهم وأطماعهم في الوطن العربي".
وأكد بيان الجبهة، أنّ الأمة العربية لا تزال تعيش مفاعيل النكسة رغم مرور 50 عامًا على مرورها، وذلك من حيث استمرار المشروع الصهيوني في احتلاله لأرض فلسطين وأجزاء من الأراضي العربية، رغم القرارات الدولية العديدة التي لا تعترف بالاحتلال وتدعوه للانسحاب منها.
وعبرت الجبهة عن رفضها لهزيمة حزيران والنتائج السياسية والعسكرية التي ترتبت عليها، وكل المحاولات المحمومة لبحث الصراع العربي – الصهيوني، من بوابة التسوية والحلول السلمية، للاعتراف بشرعية الكيان الصهيوني ووجوده، بدءًا من كامب ديفيد مرورًا باتفاقات أوسلو ووادي عربة، والمساعي التي لا تتوقف للتطبيع بين الدول العربية والعدو الصهيوني.
وفي السياق، أكدت الشعبية على رفضها لقمة الرياض الإسلامية – العربية – الأمريكية ونتائجها التي تهدف إلى حرف التناقض الرئيسي في المنطقة مع المشروع الصهيوني ودولته الإسرائيلية، وجعله مع إيران، والشروع في تشكيل تحالف سني – إسرائيلي –أمريكي، سيعمل على فتح مواجهة أكبر معها على طريق تطويعها لمقتضيات المشروع الأمريكي – الصهيوني، وبما يؤكد زعامة الدولة الصهيونية في المنطقة. وكذلك سيستهدف هذا التحالف قوى المقاومة والممانعة العربية والفلسطينية، التي وُصفت من خلال هذه القمة وعلى لسان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "بالإرهاب".
ودعت إلى مواجهة نتائج هذه القمة بأوسع تحالف رسمي وشعبي عربي، من خلال تحالف يجمع كل القوى العربية التقدمية الطامحة للتحرر والانعتاق من رقبة الإمبريالية ومشروعها الصهيوني في الوطن العربي، وهذه المواجهة، تتطلب تفعيل دور الجبهة العربية التقدمية، وضرورة ارتكازها على استراتيجيات وتكتيكات واضحة، وخطط مواجهة شاملة.
واعتبرت أنّ النكسة بينت الهزيمة واشتداد وتصاعد المقاومة والممانعة الشعبية الفلسطينية والعربية في الرد عليها، وعلى المشروع الصهيوني وأهدافه التوسعية، موضوعية وشمولية وتاريخية الصراع مع العدو الصهيوني، باعتباره صراع على الوجود لا يجري رحاه بين الشعب الفلسطيني والعدو فقط، بل هو في الجوهر صراع بين الأمة العربية برمتها، والمشروع الصهيوني الذي يهدف إلى ارتهان وتبعية وتجزئة هذه الأمة ووطنها العربي، واستمرار نهب خيراتها وثرواتها، وضمان أمن واستقرار دولة الاحتلال الإسرائيلي واستمرار تفوقها وتقدمها.
وشددت على ضرورة وقف كل أشكال التفاوض العبثي مع العدو ، والالتزام الكامل بقرارات المجلس المركزي واللجنة التنفيذية، التي أكدت على وقف المفاوضات بما في ذلك التنسيق الأمني، على طريق التخلي الكامل عن اتفاق أوسلو وكل نتائجه السياسية والاقتصادية ومفاعيله الكارثية على قضيتنا وحقوقنا الوطنية.
وفي سياقً متصل، طالبت بإعطاء الأولوية لملف المصالحة الفلسطينية، والعمل الجدي لإنهاء الانقسام، والشروع الفعلي بذلك من خلال وقف كل الإجراءات التي اتخذت بحق قطاع غزة، وحل اللجنة الإدارية وتنفيذ اتفاقات المصالحة.
كما توجّهت بالتحية والتقدير لأسرانا وأسيراتنا الذين انتصروا في معركة الكرامة التي خاضوها على مدى واحد وأربعين يومًا بأمعائهم الخاوية، في مواجهة الاحتلال وإجراءاته اللاإنسانية بحقهم، وأكدت دعمها الكامل والمتواصل لهم في معركتهم المستمرة حتى تحقيق حريتهم وحرية واستقلال وعودة شعبنا إلى أرض وطنه.