السبت 23-11-2024

فنان فلسطيني يُخلّد مأساة فلسطين على الجدران بجنين

×

رسالة الخطأ

موقع الضفة الفلسطينية

فنان فلسطيني يُخلّد مأساة فلسطين على الجدران بجنين

بين أزقة مخيم جنين شمال الضفة الغربية وحاراته الضيقة، أصبحت أعمال الفنان الفلسطيني محمد شلبي، 47 عاما، معلما يهتدي به الزائرون لمخيم جنين بل القاطنون فيه، حيث صارت أسماء لوحاته عناوين لتلك الأحياء والحارات.
وذكر شلبي، حول بداياته، "إنه استفاق في صغره على واقع المخيم المرير وتلك القصص المأساوية التي سمعها عن والده إبان تهجيرهم من قريته زرعين داخل فلسطين المحتلة عام 1948، "ثم خرجت لأرى بأم عيني أكثر المشاهد ألما وهو توزيع وكالة الغوث للمؤن الغذائية".
وكان لذلك المشهد أثره الكبير في تحول الفنان وانطلاقه نحو تجسيد ما كان يراه عبر لوحاته.
ويضيف الفنان شلبي أن اعتقاله من طرف الاحتلال الصهيوني نحو ست سنوات كشف موهبته بشكل أكبر، فقد استطاع بجهد ذاتي أن يرسم لنفسه الطريق من بدايته، فعمل داخل المعتقل على قراءة الفن التشكيلي وتفحص زواياه ومقوماته، واطلع على أعمال فنانين كبار مثل دافنشي وبيكاسو وغيرهم.
ثم عزّز معرفته عقب التحرر بارتياده المكتبات وقراءته لمقررات تُدرّس بالجامعات، ليُسقط لاحقا إبداعه على الأرض بلوحات وجداريات داخل المخيم وخارجه حظيت بقبول جماهيري واسع.
وشكلت مشاركته الأولى في معرض “رباعيات الخزان” بمخيم جنين عام 1996 دفعة قوية له، إذ استطاع مع نخبة من الفنانين تجسيد معرضهم بلوحات تسرد حكاية أربعة لاجئين ساءت أحوالهم في الغربة، فهربوا من رب العمل الذي كان يطاردهم واختبأوا بالخزان، فماتوا خنقا.
ثم تتالت أعمال شلبي الفردية والجماعية بإقامته العديد من المعارض للوحاته محليا ودوليا، وتميز بإشراك فنانين أطفال في بعض رسوماته، وأضفى بأسلوبه الخاص في الأفكار وانتقاء الألوان جمالا أكبر على أعماله.
وكما مزج بين الألوان المائية والزيتية وأنواع الفن التشكيلي كالواقعي والتجريدي، جمع شلبي بين الحب والعداء والخير والشر في موضوعات عديدة تناولها كاللجوء والتشرد وتبعاته والحلم بالعودة “الحق المقدس” في نظره، وقال إن المخيم “محطة” للوصول إلى الوطن.
ويكمن السر وراء اختياره للجدران حسب قوله في قدرته على “الإبداع والعملقة” أكثر من اللوحات العادية، كما أن الجدران تسقط الفوارق المجتمعية فهي متاحة للكل “وأرى نفسي بها أكثر”.
ودعا شلبي عبر فنه إلى “انتفاضة الفن التشكيلي”، وطالب الجهات المسؤولة من وزارة الثقافة وغيرها بالوقوف بجانب هؤلاء الفنانين ودعم نشاطهم وتنمية المواهب المبدعة.
وأضحت أعمال شلبي علامة مميزة وأوكلت إليه مؤسسات كثيرة عمل جداريات تحكي ألم الناس وأملهم وأخرى ذات مواضيع تربوية وتعليمية، لكن ما يغيظه هو عبث بعض الناس بالجداريات.

انشر المقال على: