"فايسبوك" و"غوغل" تمنعان حلقة عن القدس بدعوى "العنف"!
فوجئ محمود رزق، المشرف العام على الكوميديا الفلسطينية الساخرة "فنجان البلد" الذي عرضته قناة "رؤيا" الأردنية في رمضان، برفض إدارة موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك"، الترويج مدفوع الثمن لحلقة "الطريق إلى القدس"، بدعوى احتوائها على مواد "عنيفة"، ومشاهد "غير لائقة" بينما منعت شركة "غوغل"، عبر متصفحها "غوغل كروم" الشهير الولوج إلى صفحة الحلقة على موقع "يوتيوب" بدعوى أنها قد تحتوي على "فيروس" مؤذ للكومبيوتر، وهي رسالة ترافق من يسعى لمشاهدة الحلقة عبر هذا المتصفح في أغلب الأحيان.
من يشاهد الحلقة عبر متصفح آخر، يكتشف أنها لا تحتوي على ما يمكن وصفه بالتحريض على العنف أو مشاهد غير لائقة، كما أنها لا تحتوي على رسائل تفيد بأن مشاهدتها قد تؤذي الكومبيوتر، فهي تتحدث عن واقع الأراضي الفلسطينية في ظل الاستيطان والحواجز العسكرية الإحتلالية، ومنع الفلسطينيين من دخول القدس، من خلال حبكة مبدعة تقوم على فكرة استقبال فلسطينيين لقريب لهم يعيش في الولايات المتحدة، ويزور فلسطين للمرة الأولى. ولا تزال في ذهن الزائر فلسطين كما هي الخرائط القديمة، أو "زي ما تعلمناها في المدارس"، أي فلسطين التاريخية، وليس فلسطين كما هي الآن على أرض الواقع، أي الضفة الغربية متخمة بالمستوطنات والحواجز العسكرية ومعسكرات تدريب جيش الاحتلال، والتي يمنع على سكانها دخول القدس إلا بتصريح من سلطات الاحتلال، وقطاع غزة المعزول.
وقال رزق: "لا أدري عن أي عنف يتحدثون، أو عن أية مشاهد غير لائقة... يبدو أن إدارة «فايسبوك» التي لا تعترف بفلسطين ولا حتى بالسلطة الفلسطينية، تعتبر نقل ما يحدث على الأرض، ولو من دون شعارات أو خطابات كما كان سائداً، «عنفاً" و "مشاهد غير لائق".
واستهجن رفضها نشر إعلان مدفوع الأجر لهذه الحلقة، معتبراً ذلك «دليلاً آخر على انحيازها الفاضح لإسرائيل التي تحتل الأراضي الفلسطينية، وتستبيح القدس عاصمتها المفترضة، وعموم الضفة الغربية بمزيد من المشاريع الاستيطانية».
وكان العمل الكوميدي الفلسطيني الساخر «فنجان البلد» (من تأليف عبد الرحمن ظاهر ومحمود رزق وإخراج الأول، وتمثيلهما برفقة آخرين) حقق حضوراً لافتاً وشعبية كبيرة، رغم أنه الموسم الرمضاني الأول له، ورغم عرضه على شاشة غير فلسطينية (رؤيا الأردنية)، حتى ان بعض النقاد اعتبروه الأفضل فلسطينياً في موسم العام 2013، على صعيد النص والحبكة والتمثيل والإخراج وتقنيات التصوير وما يرافقها من تقنيات أخرى. وفضلّآخرون عدم وصفه بـ «العمل الكوميدي»، بل بـ «العمل الساخر»، على اعتبار أن «ثمة فروقات كبيرة بين الكوميديا والبرامج الساخرة».