السبت 23-11-2024

غالبية المقدسيين يعتقدوا أن علاقة القدس مع الضفة ضعفت بعد إقامة الجدار بشكل كبير

×

رسالة الخطأ

موقع الضفة الفلسطينية

في أول استطلاع من نوعه:
غالبية المقدسيين يعتقدوا أن علاقة القدس مع الضفة ضعفت بعد إقامة الجدار بشكل كبير

أظهر اول استطلاع للمقدسيين حالة الارتباك والتشكك في صفوفهم بكل ما يخص الاوضاع في مدينة القدس ومستقبلها.
وبينت نتائج الاستطلاع الذي اجراه مركز التعاون والسلام الدولي بالتعاون مع مؤسسة فردريش ايبرت الالمانية ان غالبية المقدسيين تعتقد أن علاقة القدس الشرقية مع الضفة الغربية بعد إقامة الجدار ضعفت بشكل كبير، حيث أجاب 71.4 % معتقدين ذلك، فيما اعتبر 26.6% منهم أن العلاقة ضعفت بشكل متوسط، في حين أجاب 2% فقط أن هذه العلاقة لم تضعف نتيجة الجدار.
وهذا هو الاستطلاع الاول من نوعه الذي ينفذه المركز وشمل عينة من 500 شخص وتم إجراء المقابلات وجهاً لوجه مع عينة عشوائية من الاشخاص فوق سن 18، وذلك في 15 موقعاً سكنياً، وتركز حول علاقة القدس الشرقية مع الضفة الغربية و"اسرائيل" ومستقبل المدينة
ورغم ضعف علاقة القدس مع الضفة الغربية بعد بناء الجدار، فإن 19.9% من المقدسيين صرحوا بأنهم يجتازون الحدود (المعابر/الحواجز) بشكل يومي، في حين أجاب 26.9% بأنهم يجتازون الحواجز ( المعابر) عدة مرات في الاسبوع، 32.1% من الذين شملهم استطلاع الرأي صرحوا بأنهم يجتازون الحواجز ( المعابر) على الاقل مرة في الشهر، في حين أن نسبة 13.5% قالوا انهم يتجنبون عبور الحواجز، فقط 7.6% يجتازون الحواجز في فترات متباعدة معظمهم للتواصل مع الاقارب في الاعياد والمناسبات.
وأعرب اكثر من 60 % عن اعتقادهم أن العلاقة التجارية مع محيطها المباشر الضواحي تأثرت سلبا بسبب الاجراءات "الاسرائيلية".
وحول تدرج أهمية العلاقة مع الضفة الغربية، اعتبرت نسبة عالية 66.7% أن العلاقات الأسرية هي مهمة جدا، في حين اعتبر %30.5 بأنها مهمة لدرجة معينة، وهذه النسبة تتوافق مع أهمية العلاقات الاجتماعية حيث عبر 62.8% بأنها مهمة جدا، ونسبه 33.6% بأنها مهمة لدرجة معينة.
واعتبرت نسبة عالية تصل الى 59% أن فرص العمل مهمة جدا كذلك أعتبر 47.9%، وأن فرص الاستثمار والتجارة هي الاكثر أهمية في العلاقة مع الضفة الغربية، وهي مساوية لنسبة العلاقة مع البنوك في الضفة الغربية.
في حين عبر 54% من الذين تم استطلاع رأيهم أن العلاقة مع المؤسسات التعليمية في الضفة هامه جداً. في حين ان التسوق والترفيه ( السياحة الداخلية ) حصلت على نسبة 44.9% ، 36.8% بالتوالي من حيث الاهمية.
وأحد أبرز النتائج لهذا الاستطلاع، فإن نسبة عالية من المقدسيين يعتقدون أن القدس الشرقية تشهد عملية زيادة الارتباط بالقدس الغربية و"اسرائيل"، حيث نسبة الذين أجابوا بنعم بدرجة كبيرة، ومن أجاب أنها بدرجة متوسطة نسبتهم تصل الى 83%، في حين أجاب 6.1% فقط بأن القدس لا تشهد على الاطلاق عملية زيادة الارتباط باسرائيل. 55.2% من الذين تم استطلاع رأيهم أجابوا أن زيادة الارتباط مع "اسرائيل" بأنها عملية "اسرلة"، في حين أجاب 24.2% بلا، وأجاب 20.6% بلا ادري.
ولدى سؤال المستطلعة آراؤهم عن المواضيع التي تجسد عملية "أسرلة" القدس الشرقيه أعرب 52.1% بأن الحصول على الجنسية "الاسرائيلية" هو تجسيد لهذه العملية، بينما 67.7% من الذين تم شملهم في الاستطلاع أجابوا بنعم حول السؤال عن الأسرلة واعتبروا ان الحصول على الجنسية "الاسرائيلية" هو تجسيد لهذه العملية.
واعتبر 30% أن التوجه نحو التعليم "الاسرائيلي" هو تجسيد للأسرلة، وربع الذين استطلعت آراؤهم اعتبروا التأثير الثقافي واستخدام اللغة العبرية من المواضيع التي تجسد الأسرلة.
واعتبر ٥٦٪ من الذين تم استطلاع رأيهم اعتبروا ان واقع القدس الحالي ينهي فرص أن تكون القدس الشرقيه عاصمة الدولة الفلسطينية، أما نسبة 19.9% فاعتبرت ان واقع القدس الحالي لن يكون له تأثير على فرص أن تكون القدس الشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية، ويضاف الى هذه النسبة 8.8% الذين اعتبروا ان الواقع الحالي يعزز فرصة ان تكون القدس عاصمة الدولة الفلسطينية في حين اجاب 15.3% بلا أدري.
وقال الدكتور رامي نصر الله رئيس مركز التعاون والسلام الدولي ان الاستطلاع يعكس الانشغال اليومي للمقدسيين بقضايا الحفاظ على الوجود والمهدد بشكل حقيقي والذي اصبح الهم الاكبر وهذا يفسر التشاؤم حول المستقبل السياسي للقدس كعاصمة للدولة الفلسطينية. وان الاجابة حول الشعور عند استخدام الحيز "الاسرائيلي" اظهرت واقع المدينة المنفصلة فرغم استخدام الفلسطينيين الحيز الاسرائيلي ما زالت علاقة "جغرافيا الخوف" والعلاقة الحدودية هي المهيمنة على علاقاتهم مع القدس الغربية والحيز "الاسرائيلي"بشكل عام.
وأضاف الدكتور نصر الله ان الجدار اضعف من مركزية القدس وعلاقاتها مع الضفة الغربية إلا أن القدس الشرقية ورغم المعيقات الفيزيائية وعزلها عن امتدادها الطبيعي لا تزال علاقاتها مع الضفة الغربية قوية جدا وتعكس هذه العلاقة تواصل ونسيج متكامل من الناحية الاجتماعية والاقتصادية.
وقال البروفيسور راسم محيي الدين خمايسي – مخطط مدن وجغرافي- رئيس الطاقم التخطيطي لمركز التعاون والسلام الدولي في تحليله لهذا الاستطلاع الذي يعتبر الاول من نوعه الذي يجرى في القدس: "يساهم هذا الاستطلاع لراي الشارع المقدسي في فهم والتعرف على المزاج العام لدي المقدسيين الفلسطينيين والواقع الذي يعيشون فيه، والذي يشمل تناقضات وثنائيات كثيرة نتيجة لوضعهم الديموغرافي، الاجتماعي، الاقتصادي والجيوسياسي ومكانتهم القانونية. ادى سياق الوضع والمكانة لدى المقدسيين الى اختلاط في المواقف، والسلوكيات والاتجاهات، متأثرين من مصفوفة الضبط والرقابة الفردية والجماعية التي تمارس ضدهم من قبل السلطات "الاسرائيلية".
وان فهم معمق لنتائج الاستطلاع يتطلب فصل بين المتطلبات والاحتياجات الوظائفية والخدماتية والمعايشة اليومية للسكان لأجل صراع البقاء الفردي والمجتمعي، وبين المواقف والطموحات السياسية والانتماءات القومية والهوية الوطنية.
وأضاف البروفيسور خمايسي: "لا شك ان اقامة الجدار الفاصل والحواجز الأمنية والاغلاقات الاسرائيلية، حصرت حركة الفلسطينيين المقدسيين، وغيرت اتجاهات حراكهم الوظائفي نحو القدس الغربية، بينما 19,9% فقط من المقدسيين يستخدمون المعابر بشكل يومي. في المقابل تقلص الفرص التنموية في القدس الشرقية. وتوطن مؤسسات السلطة الوطنية الفلسطينية الادارية والاقتصادية كون مركز رام الله الذي استقطب مقدسيين فلسطينيين الية رغم الحواجز. هكذا فان ارتفاع ارتباط الفلسطينيين المقدسيين بالقدس الغربية هو رد فعل واقعي للصعوبة المالية والحركة التبادلية بين القدس الشرقية والمدن والقرى الفلسطينية المحيطة خارج الجدار، وتوفرها في القدس الغربية والذي يشمل فرص العمل، خدمات صحية، تجارية وترفيهية.
مع ذلك قال، ان معظم الفلسطينيين المقدسيين ما زالوا يشعرون بالغربة وعدم الأمان لدى تواجدهم في القدس الغربية، وأن وصف سلوك وحالة صراع البقاء والمعايشة اليومية من اجل استمرار الرباط الفلسطيني المقدسي في المدينة "كأسرلة"، تدحضه نتائج الاستطلاع. حيث ان معظم الفلسطينيين المقدسيين 58 % ما زالوا يؤكدون على انتمائهم الديني والقومي حاضنة لتأمين هويتهم الوطنية الفلسطينية المحفوظة والمنشودة، رغم استهلاكهم المنظومة الخدماتية الاسرائيلية المتوفرة المفروضة.
وتُمكن نتائج الاستطلاع فهم التشابك والتعقيدات في واقع المجتمع الفلسطيني المقدسي، ويمنحنا دلالات لقراءة مركبة من اجل صياغة سياسيات لتنمية المجتمع الفلسطيني المقدسي وحفظ الحق الفلسطيني في القدس.

انشر المقال على: