القدس ـ ، وكالات - اثار منح فلسطين وضع مراقب في الامم المتحدة رد فعل غاضب من اسرائيل اليوم الجمعة ، حيث ستقوم الدولة العبرية ببناء ثلاثة الاف وحدة استيطانية جديدة في القدس الشرقية والضفة الغربية المحتلة.
وذكرت وسائل اعلام اسرائيلية، اليوم الجمعة، ان اسرائيل تعتزم بناء ثلاثة الاف منزل جديد لمستوطنيها في الضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية في تحد لتصويت بالامم المتحدة اعترف ضمنيا بدولة فلسطينية.
وقال موقع (واي. نت) الاخباري، ان مجلس الوزراء المصغر الذي يضم تسعة من كبار اعضاء حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وافق على الاجراء امس الخميس وهو اليوم الذي وافقت فيه الجمعية العامة للامم المتحدة على ترقية وضع الفلسطينيين من "كيان" الى "دولة مراقب غير عضو" وهو قرار عارضته اسرائيل وواشنطن.
ونشرت صحيفة "هآرتس" العبرية تقريرا مشابها وصف المنازل الجديدة بأنها جزء من "موجة بناء" تخطط لها اسرائيل.
ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من المسؤولين الاسرائيليين على التقارير التي نشرت لدى بدء عطلة السبت اليهودية.
واعلن المراسل الدبلوماسي لصحيفة "هآرتس" العبرية عن القرار عبر حسابه على موقع (تويتر)، مشيرا الى ان بعض المنازل ستبنى في اطار خطة توسيع مستوطنة (معاليه ادوميم) الى الغرب وربطها بالقدس (المنطقة اي 1).
وكتب باراك رافيد بالعبرية نقلا عن "مصدر سياسي" ان "نتانياهو قرر بناء ثلاثة الاف وحدة سكنية في القدس الشرقية ومستوطنات الضفة الغربية ردا على الخطوة الفلسطينية في الامم المتحدة".
وكتب في تغريدة اخرى "على الرغم من التعهدات التي قدمها للرئيس الاميركي باراك اوباما، اعطى رئيس الوزراء نتانياهو الامر لتقديم البناء في المنطقة (اي-1) بين (معاليه ادوميم) والقدس والتي ستفصل الجزء الشمالي من الضفة الغربية عن الجنوبي".
وكانت اسرائيل التزمت لدى الولايات المتحدة بتجميد اي بناء في تلك المنطقة لكنها لم تتخل عن تلك الخطة.
ويحتج الفلسطينيون بشدة على هذا المشروع لانه يقسم الضفة الغربية الى شطرين ويزيد في تعقيد قيام دولة فلسطينية مستقلة.
واحتلت اسرائيل القدس الشرقية عام 1967 وتعتبر القدس بشطريها "عاصمتها الابدية والموحدة" ولا تعتبر البناء في الجزء الشرقي منها استيطانا، في حين يطالب الفلسطينيون بالقدس الشرقية عاصمة لدولتهم المستقبلية وينددون دائما بالاستيطان في الشطر الشرقي من المدينة.
ونددت حركة السلام الان المناهضة للاستيطان بهذا القرار.
وقالت هاغيت اوفران المسؤولة عن ملف المستوطنات "بدلا من معاقبة الفلسطينيين، تقوم هذه الحكومة بمعاقبة اسرائيل بجعل السلام اصعبا للتحقيق وتبين بان اسرائيل لا تريد السلام"، مشيرة الى ان هذا "امر خطير للغاية".
وكان نائب رئيس الوزراء سيلفان شالوم لفت صباحا الى امكانية تطبيق (خطة اي 1) كرد على خطوة الامم المتحدة التي قال بانها خرق فلسطيني للاتفاقيات الموقعة مع اسرائيل ومن بينها اتفاقيات اوسلو.
وقال شالوم "انتهاك هذه الاتفاقيات يعني ان اسرائيل تستطيع ايضا القيام بمبادرات احادية الجانب مثل تطبيق السيادة الاسرائيلية في الاراضي او ربط معاليه ادوميم والقدس".
ومن الاجراءات العقابية، تستطيع اسرائيل حجب اموال الضرائب التي تجمعها للفلسطينيين على البضائع التي تمر عبر المعابر والموانىء وتحولها للسلطة الفلسطينية بناء على اتفاق اقتصادي تم التوقيع عليه مع اتفاقات اوسلو للحكم الذاتي.
وقال تقرير على موقع صحيفة (يديعوت احرونوت) الالكتروني بان قرار ربط (معاليه ادوميم) بالقدس كرد على رفع مكانة فلسطين في الامم المتحدة اتخذه المجلس الامني المصغر المؤلف من تسعة وزراء.
من جانبها، اعتبرت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية د.حنان عشراوي، اليوم الجمعة ، الاعلان الاسرائيلي ببناء ثلاثة الاف وحدة استيطانية جديدة في القدس الشرقية والضفة الغربية "عدوانا على دولة" فلسطين التي حصلت على وضع مراقب في الامم المتحدة.
وقالت عشراوي لوكالة (فرانس برس) ان ما قامت به اسرائيل يعد "عدوانا على دولة وعلى كل العالم ان يتحمل مسؤوليته".
واضافت "اسرائيل تعمل كل يوم على تصعيد الاستيطان وسرقة الاراضي وما اعلنته اليوم جزء من مخطط استيطاني شامل".
بدورها، نددت الرئاسة الفلسطينية اليوم الجمعة بقرار إسرائيل بناء 3 آلاف وحدة استيطانية جديدة في الأراضي الفلسطينية بعد يوم من قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رفع مستوى تمثيل فلسطين بالمنظمة الدولية.
وقال الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة في بيان نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا)، إن هذا القرار "يشكل صفعة للعالم بأسره الذي صوت لصالح الدولة الفلسطينية"، واصفا هذه التصرفات بـ"غير الشرعية وغير القانونية".
واعتبر أبو ردينة أن هذه التصرفات "ستضع إسرائيل في عزلة كبيرة بعدما رفض العالم بأسره الاحتلال بالأمس من خلال اعترافه بالدولة الفلسطينية على حدود العام 1967".
واكد مسؤول اسرائيلي لوكالة (فرانس برس) اليوم الجمعة التقارير عن بناء ثلاثة الاف وحدة استيطانية جديدة.
وردا على سؤال حول قيام اسرائيل ببناء ثلاثة الاف وحدة استيطانية كرد على نجاح الفلسطينيين في الامم المتحدة، قال المسؤول "هذا صحيح .. في القدس (الشرقية) والضفة الغربية" بدون ان يحدد الموقع بالضبط.