رفض بالقدس لزيارة البطريرك ثيوفيلوس والأوقاف توضح
هبة أصلان-القدس
بعد أيام من توصية المؤتمر الوطني لدعم القضية العربية الأرثوذكسية بعزل بطريرك الروم الأرثوذكس ثيوفيلوس الثالث وعدم استقباله لاتهامه ببيع أراض كنسية للاحتلال، زار وفد من دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس البطريرك، مما أثار حفيظة كثيرين رغم توضيح الأوقاف لهدف الزيارة.
وقالت البطريركية إن مدير عام أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى الشيخ عزام الخطيب ترأس وفدا رسميا في زيارة للبطريرك ثيوفيلوس الثالث "داعما ومساندا البطريركية لمواجهة التحديات التي تعانيها في القدس والأراضي المحتلة".
ونسبت البطريركية التي نشرت صورة استقبال الوفد بموقعها الإلكتروني للخطيب قوله "إن للكنائس حرية في الحفاظ والتصرف في ممتلكاتها ومقدراتها وهو موقف يجب أن يحترمه ويشجعه الجميع".
متهم بصفقة
وجاءت الزيارة في وقت يتعرض ثيوفيلوس لحملة من قبل أتباع الكنيسة الأرثوذكسية في فلسطين بتهمة وقوفه وراء صفقة لبيع خمسمئة دونم (الدونم=ألف متر مربع) من أصل 560 دونما من أراضي البطريركية الأرثوذكسية بالقدس.
وأكدت البطريركية أن ثيوفيلوس التقى الثلاثاء الماضي الرئيس الإسرائيلي روبين ريفلين وعرض عليه قضية القرار القضائي بإعطاء شركة استيطانية أملاكا تعود للكنيسة بينها فندقان بمنطقة باب الخليل، وهي قضية مختلفة عن الأولى.
ولاقت زيارة وفد الأوقاف استياء في الشارع المقدسي وعلى شبكات التواصل الاجتماعي. وعبر الإعلامي عنان نجيب عن رفضه للزيارة واعتبر تبريرها "جريمة" معتبرا أن "تورط البطريرك والمافيا اليونانية داخل الكنيسة الأرثوذكسية واضح وتم الكشف عنه".
وذهب نجيب إلى أبعد من ذلك بكل الاتهامات بالتواطؤ بين كل الأطراف لتصفية الوجود العربي بالمدينة المقدسة بناء على تفاهمات عربية وفلسطينية مع الاحتلال.
أما الناشط المقدسي الأرثوذكسي حنا كركر، فرأى أن وفد الدائرة لم يطلع قبل الزيارة على ملف صفقات البيع والتسريب التي وقعها البطريرك، مطالبا بالتحقيق الفوري في كل الصفقات التي أبرمت مع جهات استيطانية مشبوهة وشركات مجهولة.
وفي صفحته على فيسبوك، كتب راسم عبيدات "في الوقت الذي دعا فيه المؤتمر الوطني لدعم قضية الأراضي العربية الأرثوذكسية إلى المقاطعة الشاملة للبطريرك ثيوفيلوس الثالث.. نجد في القدس من يحتضنه.. العهدة العمرية لا يجب تشويهها وزجها في بيع الأراضي" في إشارة للهدية التي قدمها الوفد للبطريرك.
الأوقاف توضح
وفي تصريح خاص بالجزيرة نت، قال مدير الدائرة الشيخ عزام الخطيب إن هدف الزيارة تقصي الحقيقة والكشف عن كل أنواع التسريب.. و"موقفنا واضح وواجبنا حماية مقدساتنا الإسلامية والمسيحية" لكنه أكد الحاجة إلى وثائق تثبت تورط البطريرك في صفقات البيع المتداولة.
أما مدير أكاديمية الأقصى د. ناجح بكيرات -الذي شارك في الزيارة- فقال إن الخبر المنشور حول الزيارة والذي تناقلته وسائل إعلام أردنية "يقع ضمن حرب على دائرة الأوقاف الإسلامية" موضحا أن الزيارة جاءت بتكليف من وزارة الأوقاف الأردنية وأن الدائرة ترفض وبشكل قطعي إعطاء أي غطاء لشخص يقوم بعمليات بيع أو تسريب.
وفي بيان لها، أكدت دائرة الأوقاف أن "عملية بيع أي وقف إسلامي أو مسيحي لصالح الجمعيات الاستيطانية باطلة وتفريط وخيانة لله ولرسوله، وأن البطريرك ليس حرا في التصرف بأملاك الكنيسة الأرثوذكسية، وهذا عكس ما أورده خبر الزيارة".
وتزامن خبر زيارة وفد دائرة الأوقاف الإسلامية، مع كشف المجلس المركزي الأرثوذكسي عن صفقة بيع جديدة لأملاك أرثوذكسية قرب مقبرة مأمن بالله بالقدس، تتضمن بيع عقار مساحته 402 متر مربع.
حملة مقاطعة
في سياق ذي صلة، تبرأ مجلس الطائفة الأرثوذكسية واللجنة التنفيذية للمؤتمر الأرثوذكسي بمدينة الناصرة من دعوة البطريرك ثيوفيلوس إلى قرية الرينة شمال شرق المدينة، وفق ما نقله موقع عرب 48 الإخباري.
وقال مجلس الطائفة "تداعيات قضية بيع الأملاك الأرثوذكسية التي تقوم بها البطريركية المقدسية، وعلى رأسها ثيوفيلوس، الثالث تأخذ مناحٍ جديدة يوميا.. أخطرها دعوة ثيوفيلوس الثالث لزيارة قرية الرينة وإقامة الصلاة".
كما دعت اللجنة التنفيذية أهالي الرينة إلى أن يتّخذوا القرار الصائب بـ "رفض استقبال هذا الخائن للأمانة، وإلغاء الزيارة التي ينوي القيام بها يوم الأحد القادم" وأعلنت أنه " "في حالة أصرَّ البطريرك على المجيء إلى الرينة وإقامة القدّاس في كنيستها فإننا سنقوم معهم ومع الشرفاء الذين نعهدهم في الرينة بالتَّصدي له ومحاولة منعه من الوصول إلى الكنيسة".
وأبعدت الشرطة الإسرائيلية الخميس الماضي غسان منير -الناشط في حراك "الحقيقة" المناهض لبيع أملاك الطائفة العربية الأرثوذكسية، وهو من مدينة اللد- عن قرية الرينة لمدة سبعة أيام.