يت لحم/خاص/PNN- حفل عام 2012 بالعديد من الأحداث السياسية والأمنية في فلسطين. احداث سياسية لعل ابرزها حصول فلسطين على دولة بصفة مراقب في الجمعية العامة للامم المتحدة، بعد الانتصار العسكري الذي تحقق لفصائل المقاومة اثناء العدوان الاخير على القطاع والذي خلف عشرات الشهداء والجرحى.
انتصاران فلسطينيان توجا برد اسرائيلي عقابي ضد الفلسطينيين تجلت صورته بهستيريا استيطانية غير مسبوقة، لتطبق حصارها على القدس، وتقطع اواصل الوطن المجروح، فتقضي بذلك على امل حل الدولتين، عدا عن احتجازها لاموال عائدات الضرائب الفلسطينية، كنوع من سياسة تدفيع الثمن للفلسطينيين الذين يبحثون عن الاستقلال والاستقرار والسيادة.
كما سطر الأسرى في سجون الإحتلال عام 2012 صفحات رائعة من الصمود بأمعائهم الخاوية. لكن صفحة الانقسام لا زالت تنتظر الفرقاء ليتخذوا قراراهم الذي ينتظره الشعب بفارغ الصبر لطي صفحة الانقسام السوداء الى غير رجعة.
بعد ايام سيحل علينا عام 2013 حاملا معه حقبة سنة قادمة لا ندري ماذا تخبىء للفلسطينيين في جعبتها من مفاجأءات، وكالة PNN استطلعت اراء بعض القادة الفلسطينيين حول رؤيتهم لعام 2013 والذين اجمعوا على ضرورة ان يكون هذا العام: عام المصالحة الوطنية الشاملة، وتاجها دولة مستقلة عاصمتها القدس الشريف، مكلاً باغلاق ملفي اللاجئين والاسرى في سجون الاحتلال.
زكي: عام الدولة وتكريس الوحدة
ففي هذا الاطار قال القيادي الفتحاوي عباس زكي لـ PNN نأمل ان يكون عام 2013 عام تكريس الدولة الفلسطينية وتجسيدها على ارض الواقع، لان الانتصار الذي تحقق برفع مستوى التمثيل لفلسطين الى دولة في ظرف كانت فيه الحالة الفلسطينية ممزقة وفي ظل ظرف عربي يعيش صراعا نتج عنه ابتعاد عن القضية الفلسطينية يفرض اليوم على الجميع البناء على انجاز الدولة التاريخي.
واضاف زكي بعد ان جرى الاتفاق الفلسطيني والاجماع على الدولة واقتربت المسافات بين الفرقاء وخاصة حماس التي لم تعد محظورة في الضفة الغربية وفتح التي لم تعد محظورة في قطاع غزة بالاضافة للفصائل الفلسطينية الاخرى التي تشترك بالقرار والمصير والتي كانت شريكة في صناعة الحدث، لا بد من نقلة نوعية للحياة الفلسطينية، تحقق المصالحة والوحدة، وتنتقل الى ترجمات عملية على ارض الميدان، لمواجهة الاستيطان والتحدي الاسرائيلي الخطير بمواصلة تهويد القدس والمقدسات.
وطالب القيادي زكي ان تستثمر القيادة الفلسطينية الحملات الاعلامية وان تجعلها واسعة النطاق لمحاسبة ومحاكمة اسرائيل على جرائمها ودعى الى توطيد العلاقات العربية والاسلامية ورفع مستوى التضامن الدولي لتصبح فلسطين هي الدولة الاوفر حظا عام 2013 لتحقيق الطموح الفلسطيني باقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.
وقال زكي: يجب ان يكون عام 2013 عام النهوض الفلسطيني بعد اتخاذ كافة الخطط والبرامج التي ستوضع موضع التنفيذ بهدف خلق البناء الصلب لتهيئة الاجواء للمقدرة على حمل المشروع الفلسطيني وصولا الى تحقيق طموح شعبنا في كنس الاحتلال واقامة الدولة وتحقيق الاستقلال الوطني، والاهم تحقيق الثوابت الفلسطينية التي اليوم قابلة للتنفيذ ،اكثر من اي وقت مضى بقناعات دولية. حيث ان العالم اليوم ينظر الى فلسطين كدولة وليس كارض متنازع عليها، وينظر الى فلسطين، بانها اكتسبت الشخصية الشرعية على الضفة وغزة والقدس العاصمة، وفي نفس الوقت هناك حقوق للاجئين والسيادة والامن والمياه والحدود واقامة اقتصاد وطني بحيث لن تستطيع اي قوة ان تصد القيادة الفلسطينية عن المضي قدما في هذا الانجاز الذي تحقق بعد تاييد العالم للحق الفلسطيني بتاييد كاسح ومنقطع النظير.
اما فيما يتعلق بملف الاسرى فطالب زكي بتدويله وتفعيله عام 2013 أملا: ان يتحرر كافة الاسرى من سجون الاحتلال بشكل كامل لانهم اصبحوا اليوم بمفهوم القانون الدولي اسرى حرب، وليسوا كما حاولت وتحاول ان تدعي اسرائيل مرارا. واضاف: كل الامور المتعلقة بالحياة الفلسطينية يجب ان تتوافر من خلال الرقى بالامن والاقتصاد والسياسة والثقافة والحرية والديمقراطية وكل مناحي الحياة الفلسطينية التي ستكون مسار اهتمام العالم من حيث اقرار الدستور والتصرف على مستوى دولة تحترم وترتقي بابنائها على كل الصعد.
ووجه رسالة للاحتلال مفادها ان الاحتلال الاسرائيلي اخطا ويخطىء بمفهومه للشعب الفلسطيني معتقدا انه يستطيع ان يركع الشعب الفلسطيني باجراءات التضييق، غافلا ان الشعب الفلسطيني مشروع حرية واستقلال وكرامة ودولة وسيادة، قائلا هذا الاحتلال بات العالم يضيق ذرعا بسياسته الاسيطانية واجراءاته الاحتلالية.
ولوح بالقول: اذا لم يدع الاحتلال هذا الشعب يقرر مصيره فكافة الخيارات مفتوحة معه، والفلسطينيون قادرون على اقناع العالم ان الشعب الفلسطيني ليس مرتعا وليس محل تجارب لهذا الاحتلال وقادته المتبجحون، وكل دول العالم ستكتشف قريبا ان الاسرائيليين هم شذاذ افاق وان ممارساتهم تسيء الى روح العصر.
البردويل: على المقاومة ان تذيق الاحتلال من ذات الكأس
من جانبه طالب القيادي البارز في حركة حماس صلاح بردويل، فصائل المقاومة، ببذل المزيد من الجهود، للافراج عن الاسرى بسجون الاحتلال، قائلا لـ PNN : "إن موضوع حرية الأسرى، يوضع مقابل حرية المقدسات، وأن الطريق الوحيد لتحرير الأسرى هو القيام بالمزيد من الضغوطات على الأحتلال، بنفس الطريقة التي يستخدمها ضد الفلسطينيين، وذلك من خلال أنتهاز أي فرصة أو عدوان لأسر جنود إسرائيلين، ومبادلتهم بأسرى فلسطينيين، بالأضافة الى ضغوطات سياسية وعربية في كل المحافل على الإحتلال، من أجل الأفراج عن الأسرى. كما حدث بقضية شاليط".
وأضاف البردويل، أن أولى الخطوات الواجب اتخاذها بالعام 2013 لتحرير الأراضي الفلسطينية، هي المصالحة وأنهاء الانقسام الفلسطيني، ووضع برنامج وطني شامل لمواجهة الإحتلال والإستيطان بالضفة والعدوان على القطاع، وأن يتم توزيع الأدوار السياسية وغير السياسية على الأطراف المختلفة، لصالح القضية الفلسطينية.
وتمنى أن تستقر الاوضاع في كافة الدول العربية، وخصوصا في الدول العربية المجاورة، وتحديدا مصر، لأنها ستكون ركيزة اساسية وعمقا أستراتيجيا كبير جداً للقضية الفلسطينية، وأن يكون هناك شبكة أمان عربية سياسية ومالية لدعم الفلسطينيين وتمكينهم للسير بطريق الوحدة الوطنية.
خالد: عام المصالحة وتدويل وتفعيل ملف الاسرى
بدوره القيادي في الجبهة الديمقراطية - عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية- تيسير خالد، اتفق مع القيادي الفتحاوي زكي والحمساوي البردويل بضرورة ان يكون عام 2013 عام المصالحة والوحدة الوطنية قائلا: بأن المعطيات الموضوعية تؤكد ان الطريق الى انجاح المصالحة، من خلال استعادة وحدة النظام السياسي الفلسطيني، الذي بات مفتوحا اليوم اكثر من اي وقت مضى، مطالبا بازالة كافة العقبات من وجه المصالحة، بالاجماع الوطني، والتي تجسدت بابهى صورها في الميدان اثناء العدوان على قطاع غزة، وما تحقق ايضا بالاجماع بالخطوة السياسية الفلسطينية بالتوجه الى الامم المتحدة، ورفع مكانة فلسطين من كيان الى دولة غير عضو.
وقال خالد: ان ما حصل مؤخرا فتح الطريق امام دفع جهود المصالحة واستعادة وحدة النظام السياسي الى الامام بسرعه كبيرة، مطالبا، بان لا تذبح المصالحة من اي طرف كان، مع تقديره ان هناك بعض الملفات التي يجب ان تعالج بسرعة، مثل ملف الاعتقالات السياسية، والمنظمات الاجتماعية، والتوظيف على خلفية سياسية او امنية، مطالبا بمعالجة كل هذه الظواهر التي افرزها الانقسام.
كما وقال ان الاساس السياسي الصالح في دفع جهود استعادة وحدة النظام السياسي هي الاتفاق على الانتخابات الرئاسية، والتشريعية، والمجلس الوطني، معتقدا ان هذا مدخلا لانجاز المصالحة، واستعادة وحدة النظام السياسي الفلسطيني، معلقا بالقول: "هذا الانفتاح الذي شهدناه في الضفة الغربية حيث قامت حركه حماس باحتفالاتها دون قيود، وكذلك احتفالات حركة فتح بقطاع غزه، خلق اجواء مناسبة لدفع جهود المصالحة.
وفيما يتعلق بملف الاسرى في سجون الاحتلال، طالب بتفعيل الحراك المجتمعي والفصائلي الرسمي والشعبي مع قضية الاسرى، خصوصا وان السياسية اسرائيلية ممنهجة بالتوسع بالاعتقالات وعدم احترام قوانين الاسر وعدم التعامل مع الفلسطينيين في معسكرات الاعتقال وفقا للقانون الدولي والانساني، مستدلا بان الاضرابات التي يقوم بها الاسرى في سجون الاحتلال شاهد على سياسة دولة الاحتلال اللا انسانية.
وبين ان اسرائيل تتصرف بملف الاسرى باعتبارها دولة استثنائية وفوق القانون لذلك يجب ان تتوقف هذه الممارسات الاسرائيلية وان يمارس المجتمع الدولي دوره في الضغط على حكومة اسرائيل من اجل اغلاق هذا الملف، وبالحصول على ضمانات بأن لا تواصل اسرائيل خرقها لحقوق الانسان، موضحا بالقول: هناك تفكير بان نتوجه من جديد بمشروع قرار الى مجلس الامن لمعالجه ملف الاستيطان وملف الاسرى.
خضر عدنان: عام الحرية للاسرى ومقاومة الاحتلال
من جانبه قال الأسير المحرر والقيادي الفلسطيني خضر عدنان الذي خاض أضراباً مفتوحا عن الطعام مكنه من انتزاع تحقيق افراج عنه من ادارة مصلحة السجون الاسرائيلية بحرب امعائه الخاوية التي خاضها لـ PNN انه يتوجب على الكل الفلسطيني ان يجعل من عام 2013 عام الاسرى وان يفتتح هذا العام بمساندة شعبية ورسمية للاسرى وقضيتهم العادلة.متمنيا أن يكون عام الحرية لجميع الأسرى والأسيرات الفلسطينيات وعام الوحدة وأنهاء الأنقسام ومقاومة الإحتلال.
وطالب عدنان من القادة الفلسطينيين بأن يعملوا لحرية وكرامة الاسرى محذرا من استخدام قضية الأسرى كدعاية أنتخابية لأي فصيل أو حزب أو مؤسسة رسمية، مطالبا أن يعتبروا قضية الأسرى قضية شعب يستحق الحرية، لأن الأسرى هم من رفعوا رأس الشعب عاليا بأنجزاتهم وتحدياتهم، وهم من حقق الانتصارات على الاحتلال وصولا للدولة.
وناشد عدنان بضرورة الأقتراب من ذوي الشهداء والأسرى لأنه كلما تم الأقتراب منهم تم الأقتراب من الجرح الفلسطيني والقضية الفلسطينية، وطالب بعدم الأعتراف بالاحتلال ورفضه ومقاومته.
وتمنى عدنان أنتصارا للأسرى المضربين عن الطعام امثال " أيمن الشراونة ، وسامر العيساوي، وجعفر عز الدين، ويوسف شعبان وجميع الأسرى المضربين" كانتصار ثالث يضاف لانتصار الدولة وانتصار فصائل المقاومة بغزة في العدوان الاخير.