أكدت جبهة التحرير الفلسطينية بمناسبة الذكرى الخامسة والعشرون لانطلاقة الانتفاضة الكبرى انتفاضة الحجر والمقلاع أنه يجب استثمار الانتصارات في تعزيز الوحدة الوطنية ومواصلة طريق النضال التي جسدها شعبنا المعطاء بتصديه للاحتلال.
وقال عضو المكتب السياسي لجبهة التحرير الفلسطينية عباس الجمعة في تصريح صحفي، إن بطولات شعبنا الكبيرة خلال الانتفاضة المجيدة شكلت عنوان الحرية والاستقلال والعودة ، والتي كان للشهيد القائد فارس فلسطين ابو العباس مع اخيه الشهيد مهندس الانتفاضة ابو جهاد الوزير دورا اساسيا عندما اطلقوا شعار لينضم السلاح الى الحجر، واضاف إن الهبة الشعبية في انتفاضة الأقصى شكلت ردا حقيقيا على مؤمرات ومشاريع العدو الصهيوني ، وشكلت اسطورة المجد من خلال ما صاغه الرئيس الشهيد الرمز ياسر عرفات عندما وقف في كامب ديفيد ليعلن رفضه عن التنازل عن اي شبر من ارض فلسطين ورفض التنازل عن القدس وحق العودة ، فكان الرد الحقيقي وكان الصمود البطولي وكانت الانتصارات الاخيرة من خلال المقاومة وصمود الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ، مع الانتصار التي تحقق في الامم المتحدة بقبول دولة فلسطين كدولة غير عضو باعتبارها خطوة على أساس من اجل استعادة حقوقنا المستحقة نحو إقامة دولة فلسطين مستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس، وضمان حق العودة للشعب الفلسطيني الى دياره وممتلكاته التي هجر منها عام 1948 وفق القرار الاممي 194 .
وأشاد الجمعة بالدور الجماهيري في استمرار زخم الانتفاضة من خلال المقاومة الشعبية وخاصة على ارض الضفة الغربية في بعلين ونعلين والمعصرة والقدس، مشيرا إلى أن إن الهبة الجماهيرية شكلت التفاف الشعب خلف قيادتها الشرعية ومنظمة التحرير الفلسطينية وقواه الوطنية والاسلامية في سبيل تحقيق الحقوق الوطنية، وهي مستمرة، مؤكدا إدراك الشعب الفلسطيني لطاقاته الكبيرة وإيمانه بعدالة قضيته واستبساله في الدفاع عن حقوقه.
وأشار إلى أن جبهة التحرير الفلسطينية التي آمنت بطاقات هذا الشعب، كانت تدرك بأن الثورة التي تقودها الجماهير لا تهزم، فمن هنا فإن الانتفاضة المجيدة كانت امتداداً للرؤية الوطنية التي اعلنها المجلس الوطني الفلسطيني في دورة اعلان الاستقلال الوطني ، والمتمثلة في المقاومة الشعبية التي تحرق الأرض تحت أقدام الغزاة وتعيد للشعب حقوقه الوطنية.
ودعا الجمعة الى ضرورة تطبيق اليات اتفاق المصالحة وانهاء الانقسام الفلسطيني، الذي اوقع افدح الاضرار بقضية شعبنا والتوافق على آليات ترتيب البيت الداخلي بما فيه الذهاب الى انتخابات رئاسية وتشريعية وللمجلس الوطني الفلسطيني، داعيا الى عدم استمرارعملية التسويف في موضوع المصالحة لان شعبنا لا يمكن أن يصبر عليها طويلاً، مثمنا الجهود التي تبذلها الشقيقة مصر للوصول الى تطبيق اتفاق المصالحة وتشكيل حكومة مؤقتة تشرف على المرحلة لحين اجراء الانتخابات .
واكد ان لا نجاح لمقاومة بدون سياسة، ولا نجاح لسياسة بدون مقاومة، وكل حركات التحرر الوطني قاتلت وفاوضت، المقاومة الراشدة المسؤولة تجاه شعبها والرأي العام العالمي، تكون مدعومة بوحدة الشعب والمقاومة وبالشعوب العربية واصدقاء القضية الفلسطينية في العالم ، داعيا الى استعادة روح وثقافة الانتفاضة الاولى مؤكدة ان المقاومة الشعبية التي استخدمها شعبنا في الماضي وروح التكافل الاجتماعي اثبتت انها الافضل من اجل تحقيق اهدافه، لافتا ان المقاومة هي السبيل للخلاص من الاحتلال .
وقال الجمعة ان شعبنا الذي يواصل صموده ويواجه الاحتلال والاستيطان ويدافع عن مقدساته لا بد في نهاية المطاف الا ان ينتصر ويحقق اهدافه في الحرية والاستقلال والعودة واقامة دولته المستقلة كاملة السيادة بعاصمتها القدس .
وقال أن قضية الأسرى تبقى القضية الأكثر اجماعا بين كل القوى الفلسطينية والأكثر حاجة للعمل من أجل تحريرهم ، داعيا كافة القوى والشخصيات والهيئات والمؤسسات العربية والاسلامية الى الوقوف بجانب الحركة الاسيرة التي تتعرض لهجمة مسعورة من الاحتلال وانتهاكات غير مسبوقة بحق الأسرى في السجون ومطالبة المجتمع الدولي بالعمل من اجل الافراج عن الاسرى والاسيرات والبواسل .
وهنأ الجمعة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وحركة حماس بذكرى انطلاقتهما والتي تشكل فجرا مشرقا على طريق الحرية وانتصار الشعب الفلسطيني .
وختم الجمعة تصريحه بتوجيه التحية الى الشهداء وفي مقدمتهم القادة الرئيس الرمز ياسر عرفات وابو العباس وجورج حبش وابو علي مصطفى والشيخ الجليل احمد ياسين وفتحي الشقاقي وسمير غوشه وعمر القاسم وابو جهاد الوزير وطلعت يعقوب وعبد الرحيم احمد وابو احمد حلب وزهير محسن وجهاد جبريل ، كما وجه التحية للأسرى والاسيرات البواسل قادة ومناضلين ومناضلات مؤكدا بأن فجر الحرية آتٍ لا محالة.
واشاد الجمعة بمواقف لبنان الشقيق وبالقوى والاحزاب العربية وقوى حركة التحرر العالمية واصحاب الضمير الانساني في العالم الذين يدافعون الحق الفلسطيني .