تقرير: 4 شهداء وتصعيد بعمليات الاستيطان والتهويد في الشهر الفائت رصد تقرير لمركز عبدالله الحوراني للدراسات والتوثيق التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية، أبرز انتهاكات الاحتلال خلال الشهر الماضي، والتي كان على رأسها استشهاد أربعة فلسطينيين من بينهم الطفل محمد نبيل زيدان (١٣) عاما، فضلاً عن تصعيد عمليات الاستيطان بتشريع قوانين وتشريعات تتيح له الاستيلاء على مساحات واسعة. وحسب التقرير: ارتقى الشهيد معن ناصر الدين أبو قرع (23) عاما من بلدة المزرعة القبلية شمال غرب مدينة رام الله، اثر محاولته تنفيد عملية طعن فدائية بالقرب من مدخل مستوطنة “عوفرا” شرقي مدينة رام الله . ورصد التقرير استشهاد الشاب محمد أبو سعدة (26 )عاما من سكان مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، برصاص الاحتلال اثر المواجهات التي اندلعت شرق مخيم البريج وسط قطاع غزة، بالقرب من “ناحل عوز” في يوم الثامن عشر من الشهر الماضي. واستشهد جهاد محمد سعيد خليل (48 سنة) من قرية بيت وزن غرب مدينة نابلس برصاص الاحتلال على حاجز قلنديا بدعوى محاولة تنفيذ عملية طعن يوم الثاني والعشرين من الشهر الماضي. ووفق التقرير، فقد استشهد الشاب رائد فؤاد حجة (38 سنة) من بلدة برقة شمال نابلس، متأثرا بجروح أصيب بها عقب الاجتياح الاسرائيلي لمدينة نابلس عام 2002 ، بالإضافة الى استشهاد أحمد مصطفى زيد (44 سنة) إثر اصابته برصاصة مطاطية في رأسه عام 1990، أدت إلى إصابته بشلل دماغي كامل. وذكر التقرير، أن سلطات الاحتلال صعدت ممارساتها ضد المواطنين الفلسطينيين في الأرض المحتلة، وذلك بالعمل على إقرار تشريعات وقوانين جديدة للسيطرة على أكبر مساحة ممكنة من الأراضي وشرعنة بؤر استيطانية جديدة. وتزامن هذا مع الإعلان عن مخططات وعطاءات لبناء وحدات استيطانية جديدة، حيث جرى الإعلان والكشف عن مخططات لبناء (7311) وحدة سكنية جديدة في مستوطنات الضفة الغربية والقدس خلال شهر تشرين الثاني المنصرم. وعزمت حكومة الاحتلال إقامة مستوطنة جديده على أراضي قرية الولجة بواقع (5000) وحدة استيطانية، وربطها بالقطار الخفيف مع باقي مستوطنات جنوب القدس. فيما تم الكشف عن خطة "إسرائيلية" لإقرار مخطط استيطاني جديدة يتضمن بناء (1440) وحدة جديدة على أراضي بلدة شعفاط بمدينة القدس، كما صادقت بلدية الاحتلال في القدس في (23/11/2016)على بناء (500) وحدة استيطانية في مستوطنة “رمات شلومو”، وذلك بعد أيام من توعدها باستئناف البناء الاستيطاني بالمدينة مع فوز دونالد ترامب بالرئاسة الأميركية. وشرعت سلطات الاحتلال ببناء (140) وحدة سكنية في مستوطنة “رامات شلومو” ذاتها وذلك ضمن تسارع وتيرة البناء الاستيطاني. وبين التقرير، أن ما تسمى “اللجنة المحلية للتنظيم والبناء" "الإسرائيلية" صادقت على بناء (181) وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة “غيلو” جنوب مدينة القدس، فيما كُشف النقاب عن إقامة (50) وحدة استيطانية في مستوطنة “بيت حورون” جنوب غرب رام الله فوق أراضٍ لم توظّف للاستيطان ودون الحصول على التأشيرات اللازمة لبناء هذه الوحدات. ويأتي ذلك في اعقاب الكشف عن البدء بتنفيذ مخططات لبناء أكثر من (30) ألف وحدة استيطانية جديدة في القدس المحتلة بينها (15) ألف وحدة استيطانية في مطار القدس- قلنديا والمنطقة الصناعية “عطروت”، بالإضافة إلى مواصلة الحكومة "الاسرائيلية" تشريع قانون “تسوية المستوطنات” ويهدف إلى تسوية أوضاع المستوطنات وإضفاء الشرعية بأثر رجعي على البؤر الاستيطانية في الضفة الغربية مثل “عمونا” التي قررت محكمة الاحتلال العليا إخلائها وإعادة الأرض لأصحابها الفلسطينيين. كما صادق وزير المواصلات في دولة الاحتلال “يسرائيل كاتس” على خطة "إسرائيلية" لربط القدس بمستوطنات مقامة داخل حدود عام 1967 على أراضي الضفة الغربية عبر القطار الخفيف. في ما أجلت الحكومة "الإسرائيلية" اخلاء هذه المستوطنة مرات عدة بحجج واهيه، وأنه في حال تمت المصادقة على هذا القانون سيتم تبييض عشرات المواقع الاستيطانية المعزولة وشرعنة نحو (4000) وحدة سكنية استيطانية كما سيؤدي إلى مصادرة آلاف الدونمات. في ذات السياق، صادقت لجنة "إسرائيلية" تابعة "الإدارة المدنية" على مخطط استيطاني جديد لإقامة منطقة صناعية بالقرب من مستوطنة “مكابيم” القريبة من قرى صفا وبيت سيرا شمالي غرب مدينة رام الله على مساحة (310) دونمات ستُقام على أراضٍ فلسطينية خاصة في المنطقة “ج” الخاضعة للسيطرة المدنية والأمنية "الإسرائيلية"، حيث تمت مصادرتها على أنها “أملاك غائبين” وأصبحت أراضي دولة. وأكدت صحيفة “هآرتس" العبرية أن “الإدارة المدنية” تخطط لإقامة مشروعين استيطانيين، على شكل منطقتين صناعيتين، في جنوب جبل الخليل، وأحدها قرب بلدة ترقوميا شمالي غرب الخليل. ورصد التقرير عمليات قوات تهويد ساحة ملعب المدرسة الإبراهيمية القريبة من الحرم الإبراهيمي وسط مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية تمهيدا لإقامة بركس على مساحة (500) متر مربع، تعود ملكيتها لوقف تميم بن أوس الداري، وهي مؤجرة منذ عقود لدائرة معارف بلدية الخليل. الى ذلك، وحسب التقرير، رفضت المحكمة العليا "الإسرائيلية" الشهر الماضي التماس المواطنين من سكان قرى النبي الياس وعزون وعزبة الطبيب ضد قرار مصادرة (104) دونم من أراضي محافظة قلقيلية لشق شارع استيطاني، كما أعلن جيش الاحتلال اعتزامه إقامة شارع استيطاني جديد جنوب الضفة الغربية يطلق عليه ” شارع 60 الثاني ” الذي سوف يمتد بطول (16) كيلومتر ويتسبب في مصادرة حوالي (1276) دونما من أراضي بلدتي حلحول وبيت أمر إلى الشمال من مدينة الخليل. وأشار التقرير إلى حديث مصادر "اسرائيلية" عن أن حكومة الاحتلال ستستعين بمحامين دوليين من الولايات المتحدة لمساعدتها في تطبيق “النموذج القبرصي” بالضفة الغربية والذي يقضي بتعويض الفلسطينيين عن مصادرة اراضيهم بهدف شرعنة الاستيلاء عليها. ووفق التقرير، صعدت سلطات الاحتلال من استهدافها للمواطنين في مدينة القدس، حيث توعّد مسؤول "إسرائيلي"، بهدم آلاف المنازل الفلسطينية، في شرقي مدينة القدس المحتلة بحجة أنها غير قانونية، في حال إخلاء مستوطنين من إحدى مستوطنات الضفة الغربية، في اشارة الى مستوطنة “عامونا” قرب رام الله. وصادقت اللجنة الوزارية "الاسرائيلية" لشؤون التشريع على ما يسمى بـ”قانون المؤذن” وذلك لطرح التصويت عليه في الكنيست "الإسرائيلي"، والقاضي بمنع إطلاق الاذان عبر مكبرات الصوت في مدينة القدس وأراضي عام (1948) بحجة ازعاج المحيطين بالمسجد. وأعلن وزير المواصلات "الإسرائيلي" عن مخطط لربط مدينة القدس بالمستوطنات المحيطة بها بشبكة القطارات الخفيفة، ووفقا لهذا المخطط فإن شبكة القطارات ستخترق “الخط الأخضر” في أربعة خطوط، حيث ستتجه إلى مستوطنات: “معاليه ادوميم” و”آدم” و”عطروت” و”جبعات زئيف”، بالتزامن مع بدء سلطات الاحتلال في وضع مخطط جديد يقضي باستكمال، وإضافة مسار جديد للقطار السريع الواصل بين “تل أبيب” وغربي مدينة القدس ليصل إلى منطقة البراق، عبر حفر نفق تحت الأرض بطول 2 كيلومتر وبعمق 80 مترًا ، من مدخل غربي القدس وحتى القدس القديمة. وبين التقرير أن المقابر والأماكن الدينية لم تسلم من انتهاكات الاحتلال في القدس خلال الشهر الماضي، حيث قامت جرافات الاحتلال بتجريف مقبرة قرية قالونيا المهجرة غربي القدس المحتلة، بالإضافة إلى قيام طواقم تابعة لما تسمى سلطة الآثار "الإسرائيلية"، باقتحام مقبرة باب الرحمة الملاصقة للجدار الشرقي للمسجد الأقصى ونبش قبور، وتحطيم شواهد قبور أخرى في المقبرة، التي تضم بين جنباتها رفات عدد من الصحابة، حيث يخطط الاحتلال بالسيطرة على أجزاء من المقبرة لإقامة “حديقة وطنية” عليها. وقام مستوطنون بالاعتداء على دير العذراء الواقع في باحة كنيسة القيامة المقدسة بالقدس الشريف من خلال قيامهم بعمليات تخريب وتدمير في الجهة الجنوبية لدير العذراء. كما غيرت بلدية الاحتلال في القدس اسم أحد المفارق بشارع الواد بالبلدة القديمة إلى اسم “مفرق البطولة” تخليدا للمستوطنين اللذين قتلوا في عملية الشهيد مهند الحلبي في شارع الواد العام الماضي، مذكرا بأن إسرائيل غيرت أسماء 300 شارع حتى اليوم في مدينة القدس. وتعتبر هذه الخطوة جزءاً من مسلسل “تهويد” المدينة، وتغيير معالمها العربية الفلسطينية، كما أقرت ما تسمى اللجنة الوزارية "الإسرائيلية" لشؤون القدس ولجنة التراخيص المصادقة على إصدار ترخيص لمخطط بناء مصعد البراق والخاص بالأنفاق جنوب المسجد الاقصى، والذي يحتوي على نفقين أحدهما عمودي والآخر أفقي. كما استولت مجموعة من عصابات المستوطنين بحماية جنود الاحتلال على منزل يعود لعائلة البكري في حارة باب حطة الملاصقة للمسجد الأقصى المبارك بمدينة القدس بدعوى أن ملكية المنزل آلت اليهم بصورة قانونية. فيما قدمت جمعية “عطيرت كوهانيم” الاستيطانية تسع دعاوى جديدة إلى المحكمة "الإسرائيلية" تطالب فيها بإخلاء عائلات فلسطينية من بيوتهم في منطقة “بطن الهوا” في بلدة سلوان بالقدس بادعاء أنها تقوم على أراض تابعة لليهود. ووفق التقرير، فقد هدمت سلطات الاحتلال خلال شهر تشرين الثاني (66) منزلاً ومنشأه في كل من الضفة الغربية والقدس من بينها (12) منزلاً يستخدم للسكن و(8) منازل قيد الإنشاء، بالإضافة إلى (46) منشأه تجارية وزراعية وصناعية وبنى تحتية. وتركزت عمليات الهدم في القدس وبالذات في مناطق: بيت حنينا، والطور، وواد الجوز، والعيسوية، وسلوان، وصور باهر، والنبي صموئيل، والبلدة القديمة في مدينة القدس. وطال الهدم منشآت في بلدة يطا، ومنطقة أم الخير في محافظة الخليل، وكذلك منطقة العوجا في أريحا، وبلدة بيتا جنوب نابلس، ومحافظة طوباس ومنطقة الحمة بالأغوار الشمالية. واستهدف الهدم خلال الشهر الماضي أيضا بركسات ومحال تجارية على مدخل منطقة الطيبة غرب طولكرم، مضيفا: فيما أغلقت قوات الاحتلال "الإسرائيلي" الغرفة التي كان ينام فيها الأسير يونس عايش في منزل عائلته من بلدة يطا بواسطة الباطون، إضافة إلى هدم مسجد قيد الإنشاء في بلدة صور باهر. كما صادر الاحتلال مساكن من الصفيح وحظائر أغنام لأهالي تجمع المعازي في جبع شمال شرق القدس، فيما تم ترحيل 14 عائلة تسكن خربة بزيق شرق طوباس بحجة التدريبات العسكرية. ورصد التقرير قيام مستوطني مستوطنو مستوطنة “بيت يتير” المقامة على أراضي المواطنين في مسافر يطا جنوب الخليل بالاعتداء على مسكن المواطن عبد الحليم محمد أبو قبيطة، حيث هاجموا المسكن بالقنابل الحارقة، ما تسبب باشتعال النار وإلحاق أضرار ماديه داخل المسكن. وأطلق مستوطنون النار على منزل أسرة الشهيد ساجي درويش في قرية بيتين شرق مدينة رام الله، ما تسبب بأضرار مادية، علما بأن عصابات المستوطنين تمارس اعتداءاتهم الممنهجة بهدف ترهيب وترحيل المواطنين الفلسطينيين من أراضيهم ومساكنهم. وشهد الشهر الماضي عدة عمليات دهس لمواطنين فلسطينيين وكذلك عمليات القاء حجارة على سيارات المواطنين الفلسطينيين العزل. وأصابت سلطات الاحتلال بإصابة وجرح نحو (100 ) مواطن من بينهم (25) طفلا في الضفة الغربية والقدس خلال الشهر الماضي، كما جرى اعتقال نحو ( 390 ) مواطناً بينهم عشرات الأطفال خلال الفترة ذاتها. وصرح نادي الأسير الفلسطيني في بيان له بمناسبة اليوم العالمي للطفل بأن نحو (350) طفلاً فلسطينياً ما زالت إسرائيل تحتجزهم في سجونها، بين محكومين وموقوفين تقل أعمارهم عن 18 عاماً، بينهم (12) فتاة قاصر.