تشاؤم إزاء جهود كيري لاستئناف مفاوضات السلام
يواصل وزير الخارجية الأميركي جون كيري جولته في الشرق الأوسط بالعودة للقاء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اليوم في القدس، بعد لقائه بالرئيس الفلسطيني محمود عباس في العاصمة الأردنية عمّان، وكانت قد تسربت معلومات ان لقاء بين الثلاثة سيتم في عمان وقد نفى مصدر فلسطيني ذلك ،ولم يتمكن كيري حتى الآن من تحقيق تقدم لافت في سبيل إحياء مفاوضات السلام المتعثرة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2010 .
والتقى كيري بعد ظهر اليوم الجمعة بمقر السفير الفلسطيني في عمّان بالرئيس عباس، وقال السفير عطا الله خيري الذي حضر اللقاء إن المحادثات ركزت على استكمال ما بحثه بين عباس وكيري في الأسابيع الماضية حول الجهود المبذولة لإحياء عملية السلام.
وحضر اللقاء عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات والناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة ومستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الدبلوماسية مجدي الخالدي.
ومن المرتقب أن يلتقي كيري في وقت لاحق اليوم بنيامين نتنياهو للمرة الثانية في 24 ساعة، وقضى كيري أمس ما يقارب أربع ساعات في فندق القدس مع رئيس الوزراء الاسرائيلي لسماع وجهة نظره بشأن عملية السلام.
والتزم المسؤولون الصمت حول هذا الإجتماع، غير أن مسؤولا أميركيا، فضل عدم الكشف عن اسمه لوكالة الصحافة الفرنسية، قال إن كيري 'كرر التزامه القوي والمستمر للعمل مع جميع الأطراف لتحقيق حل الدولتين، تعيشان جنبا إلى جنب في سلام وأمن'، ووصف الاجتماع بأنه بناء.
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن كيري طلب من نتنياهو تنفيذ عدة خطوات تجاه الفلسطينيين بهدف بناء الثقة، وبينها إطلاق سراح أسرى مسنين مسجونين في إسرائيل منذ الفترة التي سبقت اتفاقيات أوسلو.
واستبعد وزير السياحة الإسرائيلي عوزي لانداو عقد لقاء فلسطيني-إسرائيلي قريب، وقال لانداو لإذاعة الجيش الإسرائيلي إنه يأمل بأن ينجح كيري في مهمته، لكنه اشترط استئناف الاتصالات بين إسرائيل والفلسطينيين بتراجع الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن مطالبه المتمثلة بالاعتراف بحدود 1967 أساسا للمفاوضات ووقف الاستيطان وإطلاق سراح أسرى.
وأظهر استطلاع للرأي نشرت نتائجه الجمعة صحيفة إسرائيل اليوم أن غالبية كبرى من الإسرائيليين تؤيد استئناف مفاوضات السلام مع الفلسطينيين لكنها متشائمة إزاء فرص أن تؤدي إلى اتفاق سلام.
فخ المفاوضات
من جانب آخر طالب رئيس وزراء الحكومة المقالة في غزة إسماعيل هنية الرئيس الفلسطيني بـ 'عدم الوقوع في فخ المفاوضات' التي يسعى كيري إلى إحيائها.
وقال هنية للصحفين عقب أدائه صلاة الجمعة في مسجد شمال قطاع غزة 'نطالب الإخوة في السلطة والأخ أبو مازن (محمود عباس) بألا يقع في الفخ مرة ثانية وفي وهم المفاوضات مرة أخرى'، ودعاه أيضا إلى أن يتجه نحو بناء إستراتيجية فلسطينية قائمة على استعادة الوحدة وإنهاء الانقسام وبناء كيان فلسطيني 'صامد ومقاوم وقادر على التحرك في كل الساحات.'
وأوضح هنية أن حركته لا تعول على زيارة كيري للمنطقة، والذي 'لا يملك أي مشروع ويسير في سقف المواقف الإسرائيلية والأدبيات الأميركية الإسرائيلية.'