بئر السبع: أربعة قتلى في عملية طعن ودهس واستشهاد المنفذ
تاريخ النشر: 22/03/2022 -
19:45 عرب ٤٨ تحرير: محمود مجادلة
قتل أربعة أشخاص وأصيب آخرون من جراء تعرضهم للدهس والطعن، مساء اليوم، الثلاثاء، في مدينة بئر السبع، فيما تعرض المنفذ لإطلاق النار ما أدى إلى استشهاده. وعُلم أن المنفذ هو الشاب محمد غالب أبو القيعان من بلدة حورة في منطقة النقب ويبلغ من العمر 33 عاما، وهو متزوج وأب لخمسة أطفال وكان يعمل معلمًا في إحدى مدارس النقب. وأسفرت العملية عن مقتل امرأتين طعنا (35 عاما و40 عاما) ورجل في الخمسينات من عمره (قتل دهسا)؛ وآخر في الأربعينات من عمره (قتل طعنا)؛ في حين أصيبت امرأتان بجروح بين المتوسطة والخطيرة ونقلتا لمستشفى "سوروكا" في بئر السبع. وفي التفاصيل، جاء أن المنفذ طعن امرأة في محطة وقود ثم توجه بمركبته نحو شخص يقود دراجة هوائية ودهسه، قبل أن يصل إلى مركز تجاري قريب ويترجل من مركبته وقام بطعن مجموعة من الأشخاص بينهم رجل وامرأة. وأظهرت المقاطع المصورة الواردة من الموقع، قيام شخصين تواجدا في المكان بملاحقة المنفذ وأطلق أحدهما النار عليه (كان يعتمر قلنسوة منسوجة - من أنصار الصهيونية الدينية) ما أدى إلى إصابته بجروح حرجة فارق الحياة على إثرها. وذكرت الطواقم الطبية، في بيان صدر عنها فور الإبلاغ عن تنفيذ العملية، أنها قدمت العلاج لعدد من الأشخاص أصيبوا بدرجات متفاوتة، من بينهم مصابون بحالة خطيرة. في شارع "طريق الخليل" في مدينة بئر السبع. وأقرت الطواقم الطبية مقتل امرأة في المكان، في حين تم إقرار مقتل ثلاثة آخرين في مستشفى "سوروكا". وقالت الشرطة الإسرائيلية إنها تتعامل مع الواقعة على أنها "عملية هجومية"، في حين ذكر موقع "واينت" الإلكتروني أن الشرطة "اشتبهت في البداية بأن الواقعة جنائية على خلفية نزاع بين عشائر". قوات الأمن الإسرائيلية تقتحم حورة واقتحمت قوات معززة من الشرطة، بلدة حورة، مساء اليوم، وأغلقت البلدة وحاصرت منزل المنفذ الذي كان قد أدين في العام 2015 بواسطة المحاكم الإسرائيلية بالانتماء لتنظيم "داعش" والتخطيط للسفر إلى سورية، وخضع لعقوبة بالسجن وتحرر عام 2019. وأفادت مصادر محلية، بأن قوات الأمن الإسرائيلية، شنت حملة اعتقالات واسعة في حورة عقب تنفيذ العملية في بئر السبع. كما ذكرت المصادر أن الشرطة الإسرائيلية أجرت تحقيقا ميدانيا مع عائلة أبو القيعان في البلدة. وعقد رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت، مساء اليوم، جلسة لتقييم الوضع بمشاركة وزير الأمن، بيني غانتس، ووزير الأمن الداخلي، عومير بار-ليف، والمفتش العام للشرطة الإسرائيلية، يعقوب شبتاي. وقال بينيت، في بيان صدر عن مكتبه، إن "الأجهزة الأمنية على أهبة الاستعداد وسنتعامل مع مرتكبي العمليات الإرهابية بيد قاسية"، وأضاف "سنلاحق الأشخاص الذين ساعدوهم أيضًا وسنلقي القبض عليهم"؛ واعتبر أن "المواطنين الذين أطلقوا النار على المنفذ أظهروا الجرأة والشجاعة وحالوا دون سقوط المزيد من الضحايا". من جانبه، قال غانتس إن "الجيش الإسرائيلي والقوات الأمنية ستتخذ وستستخدم كل الوسائل لمنع وقوع حوادث إرهابية قدر الإمكان. نحن في حالة تأهب قصوى في مواجهة جميع التهديدات في جميع القطاعات. سنتأكد من أن أي شخص يشجع أو يدعم الهجمات الأخيرة سيدفع الثمن". وأدانت كل من الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة والقائمة العربية الموحدة ورئيس القائمة المشتركة، أيمن عودة، والمجلس المحلي في حورة، العملية؛ وجاء في بيان الموحدة أن القائمة تدين "بشدة العملية الإجرامية في بئر السبع، وتبعث بتعازيها لعائلات الضحايا وتتمنى الشفاء العاجل للجرحى". وأضافت "مواطنو الدولة العرب ملتزمون بالقانون، وينبذون كل جهة تستخدم العنف ضد مواطنين آخرين. تدعو الموحدة كل المواطنين للحفاظ على التعايش، والتصرف بمسؤولية، والدفع بخطاب التسامح والحكمة في هذا الوقت العصيب". من جانبها، حذّرت النائبة عايدة توما - سليمان، في تغريدة أدانت من خلالها العملية، من "استخدام العملية للتحريض العنصري ضد العرب وشرعنة تشكيل ميليشيات عنصرية تلاحق العرب". وفي أعقاب العملية، دعت المنظمات اليمينية المتطرفة، أنصارها، للتظاهر في بئر السبع مساء اليوم، بدعوى "إنقاذ النقب النقب النازف، والمطالبة بالأمن"، كما دعا عضو الكنيست الكاهاني، إيتمار بن غفير، أنصاره، إلى المشاركة الواسعة في المظاهرة. وجاء في بيان صدر عن رئيس المجلس المحلي في بلدة حورة أنه "ندين بشدة العملية العدائية التي وقعت في بئر السبع اليوم وأودت بحياة أربعة مواطنين وجرح آخرين. يؤكد المجلس المحلي أن الاعتداء على المواطنين الأبرياء هو عمل إجرامي وإرهابي". ودعا "سكان النقب عربا ويهودا، على حد سواء، إلى الحفاظ على علاقات الجوار التي سادت بين الطرفين حتى الآن". هذا، وعبّر المجلس الاستيطاني "هار حفرون" (في منطقة جنوب جبل الخليل جنوبي الضفة المحتلة)، عن دعمه للمستوطن مطلق النار على أبو القيعان، وقال، في بيان، إنه "أظهر شجاعة كبيرة وحنكة كبيرة وقام بواجبه".