الوفد المغربي يصل إلى إسرائيل للتمهيد لإعادة فتح مكتب الإتصال بين البلدين
الخطوة تأتي قبل الوصول المتوقع لوفد رفيع المستوى من الرباط في الشهر المقبل مع توسع العلاقات بين البلدين بشكل سريع
بقلم جوداه آري غروس ,2020 ديسمبر 28
وصل وفد من الدبلوماسيين المغاربة إلى إسرائيل ليلة الأحد لتمهيد الطريق لإعادة فتح مكتب اتصال في تل أبيب الشهر المقبل.
في الأسبوع الماضي، أعلن وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة عن أن بلاده تعتزم إعادة فتح مكتبها الدبلوماسي في القدس في غضون أسبوعين أو ثلاثة أسابيع، بعد أن أغلقته قبل نحو 20 عاما تعبيرا عن تضامنها مع الفلسطينيين مع اندلاع الانتفاضة الثانية.
على الرغم من إغلاق مكتب الاتصال – الذي يُعتبر في درجة أدنى من سفارة كاملة – في عام 2000، احتفظت الحكومة المغربية بملكية العقار، مما يسمح بإعادة افتتاحه بسرعة عقب الإعلان في 10 ديسمبر عن تجديد العلاقات بين البلدين.
وبالمثل، تم إغلاق مكتب الاتصال الإسرائيلي في الرباط في عام 2000 ردا على قرار المغرب ولكن لم يتم بيعه أيضا. على الرغم من أن إسرائيل تعتزم إعادة فتح مكتبها بسرعة أيضا، إلا أنه لم يتم بعد تحديد موعد رسمي لذلك.
ومن المقرر أن يعقد الفريق المغربي الذي وصل ليلة الأحد عددا من اللقاءات مع وزارة الخارجية في الأيام القادمة للتحضير لوصول وفد رسمي رفيع المستوى في الشهر المقبل وإعادة فتح مكتب الاتصال، حسبما قال مسؤول إسرائيلي لـ”تايمز أوف إسرائيل”، متحدثا شريطة عدم الكشف عن اسمه.
مع الإعلان عن التطبيع في وقت سابق من هذا الشهر، أصبح المغرب ثالث دولة عربية هذا العام تقوم بتطبيع العلاقات مع إسرائيل بموجب اتفاقات توسطت فيها الولايات المتحدة، وانضمت بذلك إلى الإمارات العربية المتحدة والبحرين. كما أعلن السودان عن خطط لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، على الرغم من عدم توقيع اتفاقيات رسمية بعد.
في الأسبوع الماضي، قام وفد إسرائيلي-أمريكي مشترك ترأسه مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، مئير بن شبات، والمستشار الكبير للبيت الأبيض، جاريد كوشنر، بزيارة الرباط للتوقيع على إعلان ثلاثي رسخ الخطط لإعادة تجديد العلاقات بين إسرائيل والمغرب وللتأكيد على أن الولايات المتحدة ستعترف بالسيادة المغربية على منطقة الصحراء الغربية المتنازع عليه.
وتم التوقيع على عدد صغير من الاتفاقيات الثنائية بين القدس والرباط خلال هذه الرحلة، مع خطط لتوسيع العلاقات بين البلدين، بما في ذلك من خلال تسيير رحلات جوية مباشرة بينهما اعتبارا من مطلع العام المقبل.
على الرغم من أن إسرائيل والمغرب سيكتفيان بداية بفتح مكتبي اتصال، لكنهما يعتزمان افتتاح سفارات كاملة في المستقبل.
في الإعلان الثلاثي الذي تم التوقيع عليه في الرباط في الأسبوع المقبل، أعلن البلدان عن نيتهما “استئناف الاتصالات الرسمية الكاملة بشكل فوري بين النظيرين الإسرائيلي والمغربي وإقامة علاقات دبلوماسية وسلمية وودية كاملة”.
يوم الجمعة، أجرى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مكالمة هاتفية مع ملك المغرب محمد السادس، وهي الأولى التي يتحدث فيها الزعيمان منذ الاعلان عن اتفاق التطبيع في وقت سابق من هذا الشهر.
وقال رئيس الوزراء: “كانت المكالمة دافئة وودية وهي أجريت بالفرنسية والإنجليزية والعربية”.
وقال إنه اقتبس جملة من فيلم “كازبلانكا”، مستذكرا قوله للملك “أعتقد أن هذه بداية صداقة رائعة”.
وفقا لمكتب نتنياهو، هنأ الزعيمان أحدهما الآخر على الاتفاق، الذي تم التوصل إليه بوساطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
خلال المكالمة، وجّه نتنياهو دعوة للملك محمد السادس لزيارة إسرائيل واتفق الاثنان على مواصلة الاتصالات من أجل الدفع باتفاق التطبيع في الأسابيع المقبلة، بحسب ما أعلن ديوان رئيس الوزراء الجمعة.
وأصدر الديوان الملكي المغربي بيانا قال فيه إنه في المكالمة مع نتنياهو أشار الملك إلى العلاقات “المتينة والخاصة” بين الجالية اليهودية في المغرب والملكية المغربية، وأعاد التأكيد على “الموقف الثابت والذي لا يتغير للمملكة المغربية بخصوص القضية الفلسطينية وكذا الدور الرائد للمملكة من أجل النهوض بالسلام والاستقرار في الشرق الأوسط”.
ساهم في هذا التقرير طاقم تايمز أوف إسرائيل.