
المصالحة لا تعني انهاء الانقسام الفلسطيني محمد محفوظ جابر بين فترة وأخرى يلتقي وفدا فتح وحماس للحوار حول المصالحة وانهاء الانقسام الفلسطيني لكن أحداً منهم لم يتمسك بذلك. انهاء الانقسام معناه سلطة واحدة فلسطينية لا فتحاوية ولا حماسوية والطرفان لا يستطيعان التنازل لإقامة سلطة موحدة لأنها ستكون حتمآ سلطة ديمقراطية والديمقراطية من أشد أعداء حماس لأنها تلغي الامارة الإسلامية في قطاع غزة كما أن الرئيس محمود عباس ديمقراطي جداً لدرجة أنه اعتقل بل وهاجمت أجهزته الأمنية كل من خرج إلى الشارع مطالباً بإنهاء الانقسام . من ناحية أخرى هناك اتفاقيات تمت في غزة والقاهرة والدوحة وقع عليها الطرفان وهناك وثيقة انطلقت من أسرى الفصائل جميعها وقع عليها الطرفان أيضاً وتمت المصالحة بين الطرفين في جميع هذه الحالات ولكن الانقسام استمر حتى الآن . لأن المصالحة هي فقط صور تذكارية مع ابتسامات مخادعة تلتقطها الكاميرات لخداع الشعب الفلسطيني بل ويخدعوا بعضهم. إذا كان هناك جدية في انهاء الانقسام لماذا لا تعلن الحكومتان استقالتهما ويبدأ التحضير لحكومة موحدة فورا ؟ هناك حالة واحدة تنهي الانقسام وهي أن يلغي أحد الطرفين استراتيجيته لصالح الطرف الآخر . فاستراتيجية السلطة الفلسطينية بقيادة محمود عباس هي المفاوضات و" الحل السلمي " وعدم اللجوء إلى المقاومة . وعباس لن يتنازل عن استراتيجيته بدليل أنه في اليوم التالي لاعلان المصالحة في غزة قال : أن هذا لا يلغي الاستمرار في المفاوضات . فهل ستلغي حماس استراتيجيتها المقاومة ؟ لا شك أن داخل حماس تياران أحدهما لا زال مع المقاومة والآخر أصبح مأجوراً يقاتل في داخل سوريا ولا يقاتل داخل فلسطين وهذا التيار إذا تفاوض مع عباس سيقدم له التنازلات المطلوبة وهو التيار الذي يقود الهدنة في داخل غزة . ويقول أن صواريخ المقاومة هي "خيانية " بينما يقول عباس أنها " عبثية " . إن الوحدة القادمة إذن هي وحدة القوى المفاوضة والتي ترعاها قطر ودول الخليج العربي وتدعمها بالمال ، أما وحدة المقاومة الفلسطينية فهي لا تتم إلا بالميدان بعيداً عن الصراع على المناصب الرسمية .