المجلس الوطني: نرفض المقترحات المقدمة بشأن القدس وسنواجه الضغوط والمساومة على الثوابت
بيت لحم -أكد سليم الزعنون رئيس المجلس الوطني الفلسطيني خلال كلمة له أمام الاتحاد البرلماني لعربي المنعقد في الكويت لمناقشة موضع القدس: عاصمة دولة فلسطين ، أن القيادة الفلسطينية رفضت المقترحات المقدمة في المفاوضات حول القدس، لأنها لا تتضمن النص الصريح بأن القدس العربية بحدودها التاريخية ومقدساتها هي عاصمة الدولة الفلسطينية.
كما أعاد التأكيد على الموقف الفلسطيني المتمسك بما جاء بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 1967، وبالسيادة الفلسطينية على أرضها ومعابرها وجوها وبحرها، وبحل قضية اللاجئين الفلسطينيين وفق القرار 194 وإزالة جميع المستوطنات وجدار الفصل العنصري، وعدم قبول أي تواجد عسكري إسرائيلي داخل دولة فلسطين، وبالقدس العربية، عاصمة دولة فلسطين، وبإطلاق سراح جميع الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
وأشار الزعنون أمام المؤتمر البرلماني العربي الذي يشارك في أعماله أكثر من 18 رئيس برلمان عربي ويترأسه مرزوق الغانم ـ رئيس مجلس الأمة الكويتي - رئيس الاتحاد البرلماني العربي إن هذا المؤتمر يتميز كونه جدول أعماله يبحث موضوع واحد "القدس: عاصمة دولة فلسطين"، وذلك استشعاراً من البرلمانيين العرب بخطورة الأوضاع المحدقة بالقدس العربية هوية وتاريخاً وثقافة، في ظل هجمة صهيونية شرسة غير عابئة بأية اتفاقيات أو مواثيق، ومستخفة بشكل كامل بالشعوب العربية على مساحة الوطن العربي.
وأكد رئيس المجلس الوطني الفلسطيني يبدو أن الاستخلاصات المغلوطة التي خرجت بها إسرائيل لردود الفعل على تلك انتهاكـاتها بحق مدينة القدس بمقدساتها الاسلامية والمسحية، أقنعتها بإمكانية تصعيـد تلك الانتهاكات، إذ أعلـن الصهيوني المتطرف يهودا عصيون، رئيس الحركة السرية اليهودية، بأن كل الاستعدادات والعناصر المطلوبة لإعادة بناء الهيكل الثالث المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى قد أصبحت جاهزة للتنفيذ، في حال أعطيت الإشارة بذلك.
وقال الزعنون : إن الاحتلال الصهيوني للقدس لم يكن الاحتلال الأجنبي الوحيد، فعلى مدار التاريخ شهدت القدس عدة احتلالات، ولكن الإرادة العربية والإسلامية الموحدة المتعالية على الخلافات والانشقاقات كانت دائماً تكنس المحتلين وتزيل عن وجه القدس العربي والإسلامي الأصيل ما لحق به من غبار.
وشدد الزعنون على رفض الجانب الفلسطيني تمديد مدة المفاوضات المحددة بتسعة أشهر و التي تسعى إسرائيل من خلال تمديدها لزيادة وتيرة بناء المستوطنات في أراضي الدولة الفلسطينية، والجانب الفلسطيني ينسق بشكل كامل مع لجنة
المتابعة العربية والتي أبلغت جون كيري، وزير الخارجية الأميركي مؤخراً بأن القدس العربية المحتلة عاصمة دولة فلسطين، ومن دون هذا لا يوجد حل، ولا يوجد أحد مخول بالتوقيع، وقد أكد ذلك الرئيس محمود عباس أثناء لقائه وفداً شعبياً من القدس حيث قال: "من دون القدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين لن يكون هناك سلام بيننا وبين إسرائيل".
كما أكد الزعنون أن القيادة الفلسطينية رفضت المطالب الخاصة بالاعتراف بيهودية "إسرائيل" لأنها تتضمن أولاً: الإقرار بعدم أحقية اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى أراضيهم التي هجروا منها عام 1948، و ثانياً: الإقرار بأن على فلسطينيي عام 1948 السكن في الضفة. وأخيرا: الإقرار بالرواية التلمودية للصراع ونسف الرواية الإسلامية والمسيحية.
كما أشار الزعنون الى موقف القيادة الفلسطينية الرافض للضغوطات والتهديدات بقطع المساعدات والمعونات في حال عدم الاستجابة لما قدم لها من مقترحات فيها مساس بحقوق شعبنا الثابتة، وما يصاحب ذلك من تهديدات وتصريحات علنية من مسؤولين إسرائيليين كبار تستهدف حياة الرئيس محمود عباس، كتلك التي استبقت اغتيال الرئيس الشهيد ياسر عرفات، داعيا البرلمانيين العرب الى مساندة الموقف الفلسطيني.
وأوضح الزعنون أن الجانب الفلسطيني على تنسيق كامل مع الأخوة في الأردن في حماية المقدسات وفي رفض أي سيطرة إسرائيلية على الأغوار، ومع جمهورية مصر العربية لرفض أي إخلال بالحدود مع قطاع غزة، ومع المملكة المغربية فيما يتعلق بلجنة القدس.
ووضع الزعنون المؤتمرون بصورةما يجري في مخيم اليرموك في سوري وما يتعرضون له من ويلات نتيجة حالة الحصار والتجويع والتي أودت بحياة العشرات، مما يستوجب موقفاً من البرلمانيين العرب يطالب جميع الأطراف المعنية برفع الحصار وإزالة كل العوائق ووقف كل الأعمال العسكرية لدخول المواد الغذائية والطبية إلى المخيم المنكوب وإنقاذ حياتهم ، فالموت جوعاً في المخيمات الفلسطينية أمر غير مقبول إنسانياً أو وطنياً.
وطالب الزعنون أن يكون أحد قرارات هذا المؤتمر الدعوة لتنظيم حملة تبرعات في الوطن العربي على غرار ما تقوم به السلطة الوطنية الفلسطينية من حملة تبرعات واسعة لإغاثة أهالي مخيم اليرموك المنكوب .
بدوره استعرض خليل التفكجي مدير دائرة الخرائط في بيت الشرق تفاصيل الانتهاكات والإجراءات الإسرائيلية الهادفة إلى تهويد القدس وإفراغها من سكانها العرب، وما وصلت إليه من وكل المخططات وانعكاساتها على أرض الواقع.
ومن المقرر ان تصدر عن المؤتمر يوم غد قرارات تدعم صمود القدس وأهلها في وجه الهجمة الاحتلالية الشرسة.