الجمعة 29-11-2024

العلاقة بين المثقف والسلطة محور نقاش ندوة غسان كنفاني

×

رسالة الخطأ

موقع الضفة الفلسطينية

العلاقة بين المثقف والسلطة محور نقاش ندوة غسان كنفاني

نظّمت "بوابة الهدف الاخبارية"، أمس الثلاثاء، ندوة حوارية نقديّة بعنوان "العلاقة بين المثقف والسلطة.. إلغاء أم إغواء؟"، وذلك استمراراً للقاء الشهري الذي تنظمه البوابة بمسمى "ندوة غسان كنفاني".
وقدّم الندوة الكاتب والصحفي الفلسطيني هاني حبيب، وشارك فيها كل من عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني أ. تيسير محيسن، والمحلل السياسي أ. محمد حجازي، وعبر برنامج "سكايب" من روما الباحث الاجتماعي والكاتب أ. جميل هلال.
وفي بداية الندوة، أشار الكاتب والصحفي هاني حبيب إلى جدلية العلاقة بين المثقف والسلطة، مُشيراً إلى اتساع مصطلح "السلطة" في هذا السياق، واحتواءه على كل أشكال السلطة، سواء السياسية أو الأيديولوجية أو الحزبية أو القبليّة، مُوجهاً الحديث إلى تحديد الإطار الذي يمكن من خلاله تعريف الثقافة والمثقف وعلاقته بالسلطة.
من جهته، لفت أ. تيسير محيسن إلى إمكانية النظر إلى تطور "العلاقة بين المثقف والسلطة"، من عدة سياقات مختلفة، وإمكانية مقاربة العلاقة وردها إلى علم اجتماع السلطة، ومن المنظور التاريخي، ومن زاوية السياسة.
وذهب أ. محسين إلى تعريف "السلطة" من الناحية الإجرائية، للتمييز بينها وبين "القوة"، وأشار إلى أن "السلطة" هي "مأسسة وشرعنة استخدام القوة"، أما القوة، فهي القدرة على الإكراه وضمان الانصياع، والتوجيه نحو أنماط معينة من السلوك والعمل، وطبقاً لطبيعة القوة، يمكن أن يكون لدينا السلطة بمختلف أشكالها، "إذاً، السلطة هي مجموعة من الصلاحيات المخولة ارتباطاً بهذا الدور، ومقيدة بمجموعة من المسؤوليات"، ولفت إلى تعريف "الشرعية"، وهي "القبول" من طرف الأفراد الذين يُمارس عليهم "صلاحيات السلطة".
أما بخصوص المثقف، توقف محيسن على تعريف "المدرسة المثالية" للمثقف، وتعريف المثقف باعتبار المثقفين طبقة اجتماعية من أناس بالغي الندرة من ذوي القدرات الفائقة والأخلاق الرفيعة، ووظيفتهم الأساسية هي تناول قضايا الحق والعدل والحرية والدفاع عنها، وتطرق محيسن إلى مختلف تصنيفات المثقف من سياقات وأوجه مختلفة، في محاولة لمقاربة دوره وتوصيف وجوده نسبة إلى موقعه من السلطة والمجتمع والجماهير.
من جهته، تطرق الباحث والكاتب أ. محمد حجازي، إلى العلاقة بين المثقف والسلطة من ناحية التماهي معها أو التمرد عليها، وحول بنية الثقافة التي يحملها كل من المثقف "المتماهي" مع السلطة، والمثقف "المعارض" لها، وحول دوره في صياغة القرار.
وربط حجازي دور المثقف بمدى استقلاليته وابتعاده عن أي تأثير لأي سلطة، سواء كانت سلطة الحزب أو المجتمع أو الدين أو الدولة. واعتبر ذلك شرطاً لأخذ مساحة واسعة من الحرية في التعبير عن رأيه.
وأشار حجازي إلى دور المثقف في مرحلتين، بالتوازي مع حالة السلطة، في المرحلة الأولى تكون السلطة في حالة نهوض، فيكون دور المثقف مكملاً لها وداعماً لها، أما في المرحلة الأخرى، وهي مرحلة الانكسار للسلطة، فيكون المثقف خارجاً عنها لوجود الصراع بين السلطة وهموم الناس.
السؤال الأكثر تعقيداً، وجهه الصحفي والكاتب حبيب إلى الباحث جميل هلال حول "هل علاقة المثقف بالسلطة هي علاقة إغراء وإغواء أم هي علاقة إلغاء".
وانتقل الباحث هلال إلى دور المثقف من خلال تعريفه عبر إنتاجيته للثقافة، سواء كان أدباً أو فناً أو عملاً إبداعياً، في سُبل التعبير عن رأيه وموقفه من مختلف القضايا التي تواجه الناس والمجتمع أمام السلطة.
وبالمقابل، ذهب هلال لتحديد أشكال السلطة، السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأيديولوجية، وأدوات انتاج الهيمنة في المجتمع المدني.
وتطرق هلال، خلال مداخلته، إلى تعريف المثقف من منظور المفكر أنطونيو غرامشي، الذي يرى فيه أداة لإعادة إنتاج الهيمنة أمام السلطة السياسية ولمقاومتها، من خلال الحزب، الذي هو بمثابة "المثقِّف" للفرد داخل المجتمع المدني.

انشر المقال على: