السيد نصرالله: نستطيع أن نغير وجه إسرائيل ونحول حياة الملايين لجحيم حقيقي
أشار الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله إلى ان "الاحداث والتطورات من سنة الى اليوم في كل بلاد المسلمين تشغلها عن القدس وهذا يؤكد اننا نحتاج في كل سنة وخصوصا في رمضان ان نعود الى فلسطين والقدس وان نعود لنذكر انفسنا بالثوابت وبالمسؤوليات الدينية تجاه القدس والمقدسات وفلسطين وشعبها ولنؤكد على هذه الثوابت رغم الهموم والمشاكل والتعبئة النفسية الخاطئة ولنقول للعالم ان مسألة فلسطين والقدس هي مسألة دينية ايمانية بالنسبة لنا"، لافتا إلى انه "لا يمكن للاختلافات السياسية ان تؤثر على اساس الموقف تجاه فلسطين والقدس".
ولفت نصرالله في كلمة له لمناسبة يوم القدس العالمي إلى انه "في العراق ورغم التفجيرات يخرج العراقيون ليقولوا ان القدس هي قضيتنا المركزية"، معتبرا ان "الانقسامات بالقدس لن تغيير شيئا بالنسبة لنا"، مؤكدا ان "مسألة القدس وفلسطين والصراع مع اسرائيل هي مسألة فوق كل الخصومات لانها مسألة دين وعقيدة والتزام انساني واخلاقي، وايماننا بها لا يمكن ان يتزعزع ابدا".
ورأى نصرالله أن "الحادث الخطير الذي رسم معالم المنطقة منذ اكثر من 60 عاما هو احتلال اسرائيل لفلسطين، والحروب التي شنت على البلدان العربية"، لافتا إلى ان "شعوبنا ما زالت تعيش حادثة تداعيات ذلك الاحتلال"، واعتبر انه "لا يمكن التحدث عن مستقبل للقدس في ظل وجود اسرائيل".
وأضاف: "اسرائيل لديها ميزات جيدة احيانا ومن جملة الميزات انه سنويا تعقد مؤتمرات لبحث البيئة الاستراتيجية لاسرائيل ويتحدثون بالتهديدات وعن الفرص المتاحة امامهم ويقيمون الوقائع ويقدمون افكارا وترسل الى الكنيست ويتم وضع خطط وبرامج، أما في العالم العربي هذا الموضوع غائب"، وسأل نصرالله "متى اجتمعنا لنقيم الاوضاع ولنضع الخطط؟".
وأكد نصرالله أنه "عندما بدأ الربيع العربي برز قلق اسرائيلي كبير وهو بدأ يتحدث عن تعاظم التهديدات ومن اهم الاحداث سقوط الرئيس المصري السابق حسني مبارك وانسحاب اميركا من الاعراق في اطار هزيمة حقيقية وتحولات في المنطقة التي بدا فيها ان الانظمة العربية بدأت تتهاوى الواحدة تلو الاخرى"، مشيرا إلى انه "بعد التطورات في سوريا منسوب القلق الاسرائيلي صغر فتركيا التي كان يمكن ان تشكل جزء من محور داعم لفلسطين باتت علاقاتها مع سوريا صفر"، ورأى انه "بالنسبة للدول العربية التي شهدت تحولات باتت مشغولة بنفسها".
وتابع قائلا: " يتم استغلال موقف ايران من الاحداث في سوريا لايجاد عداء وتوتر، واليوم عندما ترى اسرائيل التوتر في العام الماضي يرفع لديها منسوب الفرص وينخفض لديها منسوب التوتر".
ورأى نصرالله أن "الخطاب الاسرائيلي بدأ بالتصعيد بشكل مسبوق تجاه ايران وقطاع غزة ويحيد حتى الان موضوع سوريا ويفتح نافذة الاسلحة"، لافتا إلى ان "هذا التصعيد الاسرائيلي هو مبني على قراءة مختلفة عن عام ونصف، والحجة لضرب ايران هي البرنامج النووي الايراني الذي يعرف العالم كله انه برنامج سلمي، وايران اعلنت التزامها بسلمية البرنامج النووي"، مشيرا إلى ان "مشكلة اسرائيل في ان ايران دولة اسلامية وقوية وامامها افق للمزيد من القوة والازدهار والتطور العلمي".
وشدد على ان "ايران القوية، رغم كل المؤامرات ملتزمة عقائديا بمسألة فلسطين والقدس والتزامها هو فوق المساومات السياسية"، لافتا إلى ان "ايران أثبتت ان هذا الالتزام نهائي وقاطع ففي اصعب التهديدات ايران لم تغير ادبياتها، ورغم اشتداد العقوبات على ايران، يقف السيد علي الخمينئي ليقول ان اسرائيل مرض سرطاني سيزول"، ورأى ان "مشكلة اسرائيل مع ايران، هي ان الاخيرة تقف الى جانب حركات المقاومة في المنطقة، تشكل بالنسبة لاسرائيل اليوم العدو الاول".
وسأل نصرالله "الا ينبغي للحكام الذي يتآمرون على ايران ان يعوا انهم يخدمون المشروع الاسرائيلي؟"، لافتا إلى انه "هناك جدل في اسرائيل حول كيفية التعاطي مع ايران"، وقال: "بالنسبة لايران هناك نقاش في الكلفة والجدوى فالجيش الاسرائيلي يؤكد لقاعدته ان الحرب على ايران ستكلف عشرات الاف القتلى، فلو كانت ايران ضعيفة لما كان الاسرائيلي ليتردد"، مشددا على ان "إيران سيكون ردها صاعقا اذا استهدفت من اسرائيل وستقدم الفرصة الذهبية لايران التي كانت تحلم بها منذ 32 عاما".
واعتبر أن "اسرائيل خائفة جدا من ضرب ايران"، واصفا اياه بـ"امر مهم جدا"، مشيرا إلى انه "هنا تكمن العبرة ليكون اي شعب عربي بمنأى عن الخطر الاسرائيلي، لافتا إلى انه "حتى بالقمة الاسلامية الاعتدال الاسرائيلي قال نحن في عالم لا يحترم الا الاقوياء واي بلد عربي يريد ان يكون بمنأى عن العدوان يجب ان يكون قويا".
ومن جهة أخرى، أشار نصرالله إلى انه "في لبنان شهدنا تصعيد كبير في اللهجة تجاه لبنان الى حد الحديث عن تدمير لبنان كله"، لافتا إلى اننا "لا ننكر ان اسرائيل تملك قوة تدميرية قوية ولا ننكر ان العقل الاسرائيلي ارهابي، وهو قام بذلك سابقا"، مشددا على ان "الجديد في لبنان هو اننا نستطيع ان نحول حياة ملايين الاسرائيليين في فلسطين الى جحيم حقيقي ونستطيع ان نغيير وجه اسرائيل".
وأكد نصرالله أن "الحرب مع لبنان مكلفة جدا وهناك بعض الاهداف في فلسطين يمكن استهدافها بعدد قليل من الصواريخ"، وتوجه إلى الاسرائيليين قائلا: "لديكم عدد من الاهداف يمكن ان تطال بعدد قليل من الصواريخ الموجودة لدينا والضرب بهذه الاهداف سيحول عشرات الاف الاسرائيليين لقتلى ونستطيع أن نغير وجه إسرائيل ونحول حياة الملايين لجحيم حقيقي"، مشددا على ان "الصواريخ منصوبة ومركزة على هذه الاهداف وبسرية وفي اي مرحلة من الحرب ولن نتردد من استعمالها ضد هذه الاهداف"، وأضاف: "على الاسرائيليين ان يعرفوا ان كلفة العدوان على لبنان باهظة ولا تقاس بكلفة الحرب في العام 2006".
وأضاف: "في اسرائيل يناقشون كيف يستفيدون من الفرص في لبنان، يريدون التخلص من الفرصة وهي المقاومة"، لافتا إلى ان "حرب تموز ما زالت تسيطر على عقل الجيش الاسرائيلي حتى اليوم"، مشددا على انه "مقابل تهديد ايران، ايران قوية وفي مقابل تهديد لبنان، نحن نملك من الشجاعة والقدرة لندافع عن بلدنا وعندما يعتدى على بلدنا لن ننتظر اذنا من احد".
وعن القمة الاسلامية في مكة المكرمة، أشار نصرالله إلى ان "المجتمعين تحدثوا عن التضامن الاسلامي وهناك خطوة تم اقرارها وهو تأسيس مركز للحوار في الرياض وتم الاعتراف باربع مذاهب اسلامية، ومنظمة التعاون الاسلامي تعترف بهم ومركزهم بات في الرياض"، مشددا على ان "اول خطوة جدية هو وقف اعمال التكفير لاتباع المذاهب الاسلامية"، مطالبا الدول التي اقرت تاسيس مركز حوار وفي مقدمتها السعودية ان "تبادر الى وقف تمويل كل الفضائيات التي تعمل على تكفير اتباع المذاهب الاسلامية التي تختلف معها، وان يعترف احدنا باسلام الاخر"، معتبرا انه "لينجح الحوار يجب ان لا يكون على طاولة الحوار احد يكفر الاخر".
ورأى نصرالله أن "بعض الدول العربية تحاول تضييع فرصة ان نكون اقوياء من خلال المحاولة لتقسيم سوريا"، لافتا إلى ان "موقفنا من سوريا ننظر اليه بعين الصراع العربي الاسرائيلي والدول التي كانت تضغط على الفلسطينيين تقدم نفسها لحرب في الداخل"، معتبرا انه "كان على القمة الاسلامية ان تحتضن سوريا لا ان تطردها وان تدعوها الى القمة لمحاورتها وان يشكلوا فريقا ليأتوا الى دمشق وليقولوا للجميع كفى نزفا للدماء".
وعن موضوع المخطوفين اللبنانيين الـ11 في سوريا، وخطف حسان المقداد، شدد نصرالله على ان "الكلام عن ان المقداد من "حزب الله" غير صحيح، والحديث عن مقتل 11 مخطوف خلال ساعات قيل ان المخطوفين تم اطلاق سراحهم وعمت البهجة تبين ان هذا الامر لم يكن صحيحا ومن تلك اللحظة اخذنا قرار بعدم التحدث في الموضوع"، مشيرا إلى ان "سبب الصمت حتى لا يستغل اي موقف ضد المخطوفين وخصوصا اننا لا نعرف الجهة الخاطفة فلذلك صمتنا وسلمنا الامر الى الدولة ولا نريد ان نقدم على اي خطوة فد تستغل ضد عودة المخطوفين احياء".
وأضاف: "الاداء الاعلامي في قضية المخطوفين كان مفجعا ويغفل عن ان هناك 11 عائلة"، معتبرا ان "وسائل الاعلام التي اخطأت لا تخاف الله"، مشددا على ان "ما حصل في اليومين الماضيين هو خارج سيطرة "حزب الله" وحركة "امل" ويجب ان تتصرفوا على هذا الاساس وفي هذا الاداء السياسي والاداء الانساني هناك ساحة بدأت تخرج عن السيطرة وعلى الكل تحمل مسؤولياته"، وقال: "قضية المخطوفين تحولت الى حفلة ابتزاز سياسي كبير واذا كنا غير قادرين على التصرف في نهاية المطاف نحن غير قادرين على عمل اي شيء".