قال الرئيس محمود عباس إن مهمات كثيرة تنتظر القيادة بعد الدولة، أهمها الوحدة وتحقيق المصالحة، وإن العالم معنا في مسعانا الأممي والتاريخ معنا والمستقبل لنا.
وكان الرئيس أبو مازن وصل بعد ظهر اليوم الأحد إلى مقر المقاطعة في مدينة رام الله، بعد رحلته في الأمم المتحدة، التي حصلت بها فلسطين على وضع دولة بصفة مراقب في الجمعية العمومية في المنظمة الأممية.
وقد جرى استقبال رسمي للرئيس عزف فيه السلام الوطني، وبعد ذلك وضع إكليلا من الزهور على ضريح الرئيس الراحل ياسر عرفات.
وتحدث الرئيس للجماهير الحاشدة التي وصلت المقاطعة من مختلف أنحاء الضفّة قائلا: "نعم أصبح الآن عندنا دولة، واصبح 29 تشرين التاني 2012 علامة منعطف حاسم، فهنيئا لكنّ ايتها الفلسطينيات، ولكم ايها الفلسطينيون، فأنتم وحدكم أصحاب هذا الانتصار".
وفي مستهلّ حديثه، ذكر الرئيس التهديدات التي وجهت للقيادة لثنيها عن التوجه لطلب الدولة، ولكنّ العالم " قال بصوت عالٍ: لا للعدوان ولا للاستيطان، ونعم لفلسطين"، مضيفًا: "الكل قال لنا: أجلوا الذهاب للامم المتحدة وغيرو مضمون خطابكم، لكننا انتصرنا (..) والرسالة واضحة فالعالم معنا والتاريخ معنا والمستقبل لنا".
وأهدى الرئيس هذا "النصر التاريخي" لـلرئيس الراحل ياسر عرفات، وللشهداء وللأسرى قائلا "يا ابا عمار: نم قرير العين فشعبك اكد أن العهد هو العهد والقسم هو القسم، وشعبك يقرب اليوم الذي حلمت به يا ابا عمار، يوم يرفع شبل من اشبال فلسطين فوق اسوار القدس ومساجد القدس وكنائس القدس -القدس عاصمة دولة فلسطين - علم فلسطين".
وأضاف: "نهدي هذا الانجاز الى شهدائنا الابرار الذين عبدوا الطريق نحوه عبر نضال طويل، ونهدي الانجاز للاسرى الابطال فبصمودهم وصلنا إلى النصر، ونقول لهم: صوتكم وصل العالم وحريتكم مطلبنا العاجل".
واعتبر أن الاعتراف بفلسطين "استفز قوى الاستيطان والاحتلال وقد تعمقت عزلتهم في العالم"، "وتعلمون العقوبات التي هددنا بها، ولو استمعنا لها ما ذهبنا، وذهبنا ولقينا ما يعجبنا".
وأوضح أنه "ما زالت في دربنا تحديات ضخمة وتحديات كبيرة، والشعب الذي صنع هذا الانتصار قادر ان يطوره حتى كنس الاحتلال"، مؤكدًا أن "امامنا مهمات كثيرة اهمها استعادة وحدتنا الوطنية وتحقيق المصالحة"، و"الذي فرض على العالم كتابة شهادة ميلاد فلسطين قادر على صناعة المصالحة".
وحيّا الرئيس مشاهد الوحدة التي تجلت في مختلف المحافظات قبيل وبعد الطلب الاممي والتصويت، شاكرًا "لاخواننا في جميع الفصائل دون استثناء اصطفافهم في مشهد وحدوي، وسندرس في الايام المقبلة تسريع الخطى نحو المصالحة".
وفي أثناء خطابه، كرر الرئيس لازمته المشهورة " ارفعوا رؤوسكم فأنتم فلسطينيون" و"لتكن قاماتكم منتصبة فأنتم فلسطينيون، وقد أثبتتم أنكم اقوى من العدوان لانكم فلسطينيون".