السبت 23-11-2024

الخليل : أن تمشي 1000 متر إلى مدرسة تبعد 50 مترا !

×

رسالة الخطأ

موقع الضفة الفلسطينية

الخليل – "القدس دوت كوم" – من غسان عبد الحميد - من بين الهموم الجديدة التي حلّت في حياة عائلة المواطن يعقوب أبو شعبان التي تقيم إلى الشرق من الحرم الإبراهيمي بالخليل، أن العائلة، كما عائلات أخرى في حارة السلايمة بالبلدة القديمة، سيضطر أفرادها للمشي نحو كيلو متر للوصول إلى أمكنة بالمدينة كانت تبعد، قبل إقامة قوات الإحتلال سياجا عازلا محاذيا للمنزل، مجرد دقائق قليلة...
المصاعب التي ستعيشها العائلة وعشرات العائلات الأخرى "إلى ما شاء الله"، إضافة إلى مصاعب معيشية متنوعة منذ تحويل قوات الاحتلال الشارع الرئيس المار في محاذاة المنازل إلى طريق خاصة بتنقل سيارات المستوطنين ما بين الحرم و مستوطنة "كريات أربع".. لا تتمثل، هذه المرة، في تعليمات جديدة تصدرها قوات الاحتلال بزعم حماية تنقل المستوطنين ( كأن يجري التأكيد على عدم التنقل بواسطة العربات المجرورة بواسطة الدواب )، وإنما في "زراعة" سياج عازل بارتفاع مترين و نصف المتر يفصل المنزل عن الشارع، ما سيضطر أطفال العائلة إلى المشي مسافات أطول عبر مسارب التفافية للوصول إلى مدارسهم التي كانت تبعد خطوات قليلة .
قال المواطن أبو شعبان لـ دوت كوم ، أمس، أن "المحنة" الجديدة التي ستعيشها عائلات كثيرة في حارتي جابر و السلايمة عند اكتمال إقامة السياج الذي بني منه نحو 60 مترا، ستكون أصعب وقعا عندما ستكون مضطرة لنقل مرضاها إلى المراكز الطبية، مشيرا إلى أن قريبه المعوق عامر بدوي برقان ( 40 عاما ) الذي يحتاج زيارات شبه يومية لمركز للعلاج الطبيعي بالمدينة، إلى جانب عدد من المسنين، سيكونون أوائل الضحايا لـ"العقاب الجماعي" الذي تطبقه قوات الاحتلال بذريعة إشعار المستوطنين بالأمان أثناء تنقلهم ما بين المستوطنة و مواقع استيطانية أخرى في قلب المدينة .
كما عائلات المواطنين رائد جهاد أبو ارميلة ( 8 أشخاص ) و نادر نبيل الرجبي ( 10 أشخاص ) و محمد كمال رزق السلايمة ( 10 أشخاص ) و 10 عائلات أخرى مقيمة في محاذاة الشارع الرئيس الذي عزلت عنه، تنتظر عائلة المواطن أبو شعبان ، دون أمل، مصير اعتراضات قانونية لمنع استكمال بناء السياج و إزالة ما بني منه، فيما يلفت "أبو شعبان" إلى أن المتاعب الكثيرة التي يعانيها المواطنون جراء اعتداءات المستوطنين منذ احتكارهم الشارع و تسميته "طريق المصلين" ( منذ أكثر من 10 سنوات )، ستكون مجرد "عقوبة ملطفة" مقارنة بـ"المصيبة" جراء عزل المنازل عن محيطها .
في الخصوص، أشار تقييم ميداني أجراه مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" التابع للأمم المتحدة، إلى أن استكمال بناء السياج العازل على امتداد الشارع الرئيس المسمى "طريق المصلين"، سيجبر نحو 70 عائلة تعيش في حي السلايمة الواقع شرق السياج، إلى سلوك طرق التفافية طويلة للوصول إلى إلى مراكز الخدمات وسبل كسب الرزق في المناطق الغربية من البلدة القديمة بالخليل، فيما أوضح التقرير أنالسياج المؤلف من أسلاك معدنية يبلغ ارتفاعها 1.5 متر (مثبتة على كتل إسمنتية بارتفاع متر / المحرر ) سيمتد – بحسب ما هو مخطط - لمسافة 500 مترا على امتداد الشارع الذي يستخدمه المستوطنون أثناء تنقلهم من و إلى "كريات أربع".
تقرير "أوتشا" أشار إلى أن السياج العازل في حارة السلايمة سيجبر أطفال الحي إلى المشي مسافات أطول للوصول إلى مدرستي الفيحاء و الإبراهيمية، و بالتالي سيعرضهم لعنف المستوطنين و "مضايقة" الجنود الإسرائيليين الشائع في المنطقة أصلا، بينما يلفت التقرير في السياق إلى أن إجراءات الإحتلال في المناطق الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية الكاملة بالخليل حيث توجد 5 مواقع استيطانية إسرائيلية ( نحو 20 في المئة من المدينة
تشمل إقامة 18 حاجزا مأهولة بالجنود بصورة دائمة، و12 حاجزا مأهولة بشكل جزئي، و57 متراس طريق، وفوق ذلك يتواصل إغلاق 512 متجرا في المناطق المقيد الوصول إليها، و1100 متجر آخر على الأقل بسبب القيود المفروضة على دخول الزبائن والموردين.
تبقى الإشارة إلى أن تقرير "أوتشا" الذي تناول محنة نحو 70 عائلة سيطالها العزل مع اكتمال بناء السياج على مسافة نصف كيلو متر في حيي جابر و السلايمة القريبين من الحرم الإبراهيمي، لم يشر في السياق إلى أن قوات الإحتلال تواصل، منذ عامين، إغلاق مداخل مؤدية إلى عدد من المنازل في الحيين بالمكعبات الإسمنتية، بينما يتم اعتقال الأطفال و تغريم عائلاتهم لمجرد إدعاء أحد المستوطنين أنه – مثلا - تعرض لـ"الإستفزاز" من قبل أطفال كانوا يلهون في الشارع بمناسبة العيد، كما حدث مع 3 أطفال ثالث أيام عيد الأضحى المبارك !

انشر المقال على: