الخطة “ب”.. البديل المصري في حال فشلت المصالحة
أفاد موقع “ميدل إيست آي” البريطاني نقلا عن مصادر ديبلوماسية مصرية إن القاهرة تضع في حسبانها إمكانية فشل المساعي الحالية للوصول إلى مصالحة فلسطينية لذلك فهي قد أعدت خطة بديلة (ب) للمضي قدما نحو فتح صفحة جديدة مع قطاع غزة.
وأشارت المصادر الدبلوماسية إلى أن المسوؤلين حذروا من أن سقف التوقعات ليس مرتفعا في ظل بدء محادثات المصالحة بين فتح وحماس في القاهرة اليوم الثلاثاء.
وستلجأ القاهرة في حال فشلت المساعي الحالية فورا إلى هذه الخطة والتي تقوم على دعم جهود المصالحة بين حماس والقيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان.
وينقل “ميدل إيست آي” عن مسؤولين في السلطة الفلسطينية قولهم إن رئيس السلطة “محمود عباس لا يريد أن يبدو بمظهر الرافض للجهود المصرية بشكل تام لكنه في الوقت ذاته ليس متحمسا بشدة لها.
وقال مسؤول في حركة فتح: “إن ما يحرك المصريين في هذه الجهود هو مصالحهم الذاتية وليست مصالحنا”.
وأضاف المسؤول: “لا تخفي مصر دعمها لحماس ودحلان معاً فقد بات ذلك واضحاً وليست لدينا مشكلة في ذلك وإنما تبرز المشكلة عندما تدير مصر ذلك الدعم على حسابنا نحن”.
وأوضح المسؤولون في السلطة الفلسطينية للموقع أن عباس يبدي “تحفظاً شديداً” في رده على جهود المصالحة الجديدة التي تبذلها مصر.
وقال أحد المسؤولين: “لقد كان الرئيس عباس في غاية الوضوح حيث أبلغ المسؤولين المصريين الذين زاروه في رام الله الأسبوع الماضي وأعلن ذلك أيضاً من خلال وسائل الإعلام بأنه ليس في عجلة من أمره وبأنه لن يقبل بنمط حكم في غزة يشبه وضع حزب الله في لبنان”.
ويلفت الموقع إلى أن القاهرة “لا تحاول إخفاء دعمها لحماس ومحمد دحلان وكلاهما خصمان لرئيس السلطة الفلسطينية كما أنها لا تخفي نيتها اتخاذ موقع المركز في ما يسمى عملية السلام في الشرق الأوسط”.
وأكد الموقع على أن أكثر ما يخشاه مسؤولو فتح هو قيام القاهرة بـ”التوصل إلى صفقة مصالحة تمكن حماس ودحلان في غزة بالإضافة لمساعيها للعب دور في أي عملية سلام قادمة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل”.
وتكشفت تصريحات مسؤول فتحاوي أن حركته لم تنس خطوة القاهرة بسحب مسودة القرار رقم 2334 من المداولة في جلسات مجلس الأمن، بناء على طلب ترامب في كانون أول/ ديسمبر 2016 والمتعلق بإدانة المستوطنات الإسرائيلية واعتبارها غير شرعية.
وقال المسؤول: “ليس سرا أن مصر حليف مقرب من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لكننا لا يمكن أن ننسى سحبها لمسودة القرار 2334 المتعلق بالمستوطنات بناء على طلب ترامب”.
وعلى صعيد التعامل مع غزة قال الموقع: “إن المصريين عازمون على التدخل في القطاع بشكل مباشر لأنهم لا يريدون خسارة المنطقة الأمنية الواقية بينهم وبين “إسرائيل” وفي حال لم يكن عباس مستعدا لتحمل مسؤولية غزة مباشرة فإنهم سيلجأون للخطة البديلة.
وقال مسؤول فلسطيني كبير مقرب من القاهرة: “إن المسؤولين المصريين يرون في يحيى السنوار رئيس حركة حماس في قطاع غزة، زعيما مستقبليا واعدا للفلسطينيين”.
وأوضح المسؤول أن السنوار أخبرهم أثناء المحادثات في القاهرة أنه “ليس من الإخوان المسلمين وأن كل ما يعنيه هو مصلحة غزة”.
وأضاف: “السنوار مهتم بالمشروع الوطني الفلسطيني وليس بمشروع الإخوان المسلمين”.
ويقول الموقع: “إن السنوار توصل إلى اتفاق مع مصر قبل بضعة شهور حول الأمن وقامت “حماس” بموجبه وللمرة الأولى بتزويد القاهرة بمعلومات حول المجموعات السلفية في سيناء وأقامت منطقة عازلة على الحدود لمنع أي تحرك للمقاتلين السلفيين من وإلى سيناء”.
وبحسب المسؤول الفلسطيني، فإن المصريين يرون في أحاديثهم الخاصة أن “أداء حماس الأمني في الحرب على المجموعات المتطرفة في سيناء أثبت أنه ناجع جدا”.
وكما فعل السنوار في اتفاقه مع المصريين على ترتيبات أمنية فقد توصل إلى اتفاقات مشابهة مع حليف مصر المقرب محمد دحلان والذي تعهد بموجبها بجلب تمويل إماراتي كبير إلى داخل القطاع.
ويرى الموقع أن العلاقات المتنامية لزعماء حماس في غزة مع كل من مصر ودحلان تثير المخاوف الكبيرة في أوساط السلطة وسيكون لها تأثير على الجهود التي تبذلها مصر في الوقت الراهن.
وأكد أحمد يوسف المستشار السياسي السابق لإسماعيل هنية إبان ترؤس الأخير للحكومة العاشرة أن “عباس في حال لم يقبل بالمبادرة المصرية هذه المرة فإن دحلان سيكون البديل”.
وأشار يوسف إلى أن هذه الجولة “في حال فشلت فسوف يتوج دحلان ملكا على غزة”.