الأحد 24-11-2024

الثعلب بونزي واستلهام التراث

×

رسالة الخطأ

جميل السلحوت / القدس

الثعلب بونزي واستلهام التراث
جميل السلحوت:
يواصل كاتب أدب الأطفال المتميز والمثابر الدكتور طارق البكري رفد مكتبة الطفل العربيّ بابداعاته المتميزة، وفي روايته هذه "بونزي الثعلب الجوعان" يستلهم جوانب من تراثنا الفصيح والشعبي؛ ليقدّم للفتيات والفتيان وجبة دسمة مشوّقة ومسليّة، وتغصّ بالمعلومات، عن بعض الحيوانات مثل الثعلب والذئب وابن آوى والبومة. فالثعلب أنثاه ثعلبة، وصغاره هجارس وضغاريس وجراء، وصوته ضباح، وبيته وِجار، ومن صفاته المكر والدّهاء والحيلة، يساعده في ذلك حاسة الشمّ القوية والسمع الشديد. ويصطاد بمفرده، بينما الذئاب تصطاد فرائسها جماعات، كما أن البومة ترى ليلا، وتصطاد فرائسها ليلا أيضا. وقد استعاد أديبنا بعضا من حكايات موروثنا الأدبي، وأعاد صياغتها للتدليل على دهاء الثعلب وسعة حيلته، مؤكدا روايته ببعض الأمثال التي تشكل اضافة معلوماتية للمتلقي، ومن هذه الأمثال، "أروغ من الثعلب"وأدهى من سلاح الثعلب" و"الطمع ضرّ وما نفع" و"كالخروف أينما اتكأ... اتكأ على صوف" و"لا يضرّ الشاة سلخها بعد ذبحها" و"كل شاة برجلها استنباط" وهذا المثل يروى بطريقة أخرى هي"كل شاة بعرقوبها معلقة"، كما استفاد من ذَنَبِ الثعلب ليورد بعض الأمثال التي تحمل دلالت معينة، كقولنا"هو في ذيل ذائل" أي يعيش في هوان شديد، أو قولنا:"هو طويل الذيل" أي يعيش في غنى ظاهر. كما استلهم أديبنا بعض قصائد أمير الشعراء أحمد شوقي عن دهاء الثعلب، كما يلفت انتباه اليافعين الى قصة"ليلى والذئب" الشهيرة للأديب الفرنسي شارل بيرو.
وأديبنا الذي أورد عدة حكايات وقصص عن دهاء الثعالب، ومكرها، وربطها بخيط شفّاف، استعار اسم "بونزي" وهو أحد رجالات"المافيا الايطالية، الذي قام بعدّة عمليات نصب واحتيال في ايطاليا وأمريكا وكندا وغيرها، وجمع ثروة كبيرة، وتعرض للسجن لسنوات أكثر من مرّة، إلا أن ذكاءه وخداعه لم تسعفاه كثيرا، فمات فقيرا ذليلا. والثعلب "بونزي" هو الآخر نجح في عدّة مكائد، وكان طعامه فيها وفيرا، لكنه في النهاية فشل فشل ذريعا، ولولا أنّه أكل من أوراق الشجر لهلك جوعا، فندم على أفعاله السابقة.
والرواية بلا شكّ لها أهداف تربوية وتعليمية واضحة، وحتما سيستفيد منها المتلقي.
30-1-2014

انشر المقال على: