إعلاميون: مقابلة صحيفة القدس مع ليبرمان تطبيع إعلامي خبيث
أشعلت المقابلة الخاصة التي أجرتها صحيفة القدس المقدسية، مع وزير جيش الاحتلال أفيغدور ليبرمان، ونشرت اليوم على صفحاتها، جدلًا واسعًا على الساحة الإعلامية الفلسطينية.
ورأت العديد من الهيئات الإعلامية الفلسطينية أن المقابلة مع ليبرمان "تطبيع إعلامي" مع الاحتلال، وعبر العديد من الصحفيين عن احتجاجاهم على المقابلة، من خلال اطلاق وسم (#اعلام_التطبيع)، على مواقع التواصل الاجتماعي، رفضًا للتطبيع الصحفي المتمثل بالمقابلة .
ويُعد الوزير الاسرائيلي ليبرمان، من الشخصيات الإسرائيلية اليمينية المعروفة بنزعتها العنصرية والترانسفيرية المتطرفة تجاه الفلسطينيين، وقد دعا مرارًا لطرد الفلسطينيين وخاصة من فلسطينيين الداخل المحتل عام 1948، خارج حدود الدولة العبرية.
بدورها، انتقدت وزارة الإعلام التابعة للسلطة الفلسطينية، الصحيفة باعتبراها منحت"القاتل" منبرًا، ومررت الكثير من المصطلحات والمفردات المرفوضة، والتي قالت إن "يبرمان وظفها بعدائية مريعة".
وأفادت في بيان لها اليوم الإثنين، بأن ليبرمان "يستميت" في الدفاع عن الاحتلال والاستيطان، ويتفاخر بأنه يقيم في مستوطنة "نكوديم"، مؤكدة أن أقواله تمثل الصورة الواضحة لليمين المتطرف في "إسرائيل".
من جانبها، شددت كتلة "الصحفي الفلسطيني" على أن نشر حوار مطول مع أحد زعماء "الإرهاب الصهيوني" (في الإشارة إلى أفيغدور ليبرمان)، محاولة تطبيعية خبيثة وتعدٍ صارخ على مشاعر الشعب الفلسطيني.
ووصفت حوار صحيفة القدس مع ليبرمان، بأنه "جريمة أخلاقية ووطنية تستوجب وقفة من كل الأحرار"، داعية لمقاطعة الصحيفة ورفع دعوى قضائية ضد القائمين عليها.
وجدد أمين سر نقابة الصحفيين الفلسطينيين بالضفة الغربية، حسام عز الدين، تأكيده على أن النقابة ضد التطبيع مع الاحتلال ومؤسساته.
وأضاف عز الدين في حديث لوكالة "قدس برس"، بأن "صحيفة القدس تعمل في مدينة القدس المحتلة وبترخيص إسرائيلي"، مستدركًا: "وبالتالي يجب أن يتم النظر إليها بصورة مغايرة عن باقي المؤسسات الإعلامية الفلسطينية الأخرى".
وشدد على ضرورة أن يتم مناقشة موضوع الحوار الذي أجرته صحيفة القدس مع ليبرمان، "بموضوعية وجدية"، مؤكدًا أن "اللقاءات الإعلامية مع الإسرائيليين، محل جدال دائم من قبل الإعلام الفلسطيني؛ فهناك من يعارض بشكل تام، وفريق آخر يرى أنه لا مانع من أخذ الموقف الإسرائيلي".
من جهته، اعتبر الصحفي والمحرر في جريدة /القدس/، محمد أبو خضير، والذي أجرى اللقاء مع ليبرمان، بأن المقابلة ليست تطبيعًا إعلاميًا مع الاحتلال.
وأضاف "المقابلة لم يجري لها التخطيط مسبقًا، واللقاء تم أثناء تواجد ليبرمان في مقر الاتحاد الأوروبي في القدس المحتلة"، بحسب قوله.
ووصف أبو خضير في حديث لـ "قدس برس"، المقابلة التي أجراها مع ليبرمان بـ "الانجاز"، مشيرا في هذا الصدد إلى أن "تصريحات الشخصيات الإسرائيلية تنقلها وسائل الإعلام الفلسطينية المختلفة عن مصادر إسرائيلية، وفي هذه المرة كان مصدرها وسيلة إعلام فلسطينية".
وحول الاتهامات التي وجهت له بالتطبيع، قال "لا يوجد تطبيع في المقابلة، فلم آخذ منه وكالة ولا يوجد بيننا مشاريع، وأنا وجهت له أسئلة تمثل نبض الشارع الفلسطيني".
وانتهى بالقول، إن ليبرمان حاول أن يظهر وكأنه ليس ليبرمان الذي نعرفه، وفي المقابلة ظهر وكأنه يستجدي الهدوء ويستجدي غزة والمقاومة، اعترافًا منه بثقل حجمها وخطورة أنفاقها، وأنه مستعد لفتح ميناء في غزة ورفع الحصار عنها بشكل كامل شرط الهدوء والتوقف عن حفر الأنفاق".